الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تجديد الولاء وتلقي الأوامر.. ‫أسرار زيارة السراج لتركيا

الرئيس نيوز

صاحبت زيارة فايز السراج رئيس ما يعرف بـ"حكومة الوفاق" غير الدستورية في ليبيا إلى تركيا، انتقادات وتكهنات حول الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة، والتي اعتبرها المجتمع العربي والدولي المتابع لتطورات الأزمة الليبية، أنها خطوة لتجديد الولاء وتلقي التعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وزار فايز السراج رئيس حكومة الوفاق تركيا، أمس الخميس، واجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشكره على المساعدة العسكرية.
 
توقيت زيارة السراج إلى أنقرة
 
تأتي زيارة فايز السراج إلى تركيا بالتزامن مع تكثيف الجيش الليبي عملياته العسكرية، التي تستهدف تطهير الأراضي الليبية من المليشيات الإرهابية والعناصر المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، بعد أن كشف المجتمع الدولي والمنصات الإعلامية العالمية توافد المرتزقة الأجانب الذين تم جلبهم إلى الأراضي الليبية بتنسيق بين حكومة الوفاق والنظام الحاكم بتركيا في الآونة الماضية.

رؤية المجتمع الدولي للمشهد الليبي
 
بالتزامن مع تحركات حكومة الوفاق، يرى الباحث محمد حميدة المتخصص في الشأن الليبي، أن المجتمع الدولي يعي كافة التطورات والتوجهات الخاصة بالمشهد الليبي، وهو ما تم تأكيده من جانب أنجيلا ميركل أن الحل السلمي واستكمال مسار برلين هو الأفضل.

وأضاف حميدة في تصريح لـ"الرئيس نيوز"، أن على المجتمع الدولي إجلاء المرتزقة والمليشيات العسكرية من الأراضي الليبية، مؤكدا أن النظام التركي يصور الأوضاع على الأرض على أنها تتجه لصالح حكومة الوفاق، وتصدير هذا المشهد لوضع شروط تساعد في تمكين العناصر التنظيمية التابعة للإخوان من تحقيق أحلام "أردوغان" في فرض النفوذ والسيطرة.

إهانة لحكومة الوفاق

وأكد الباحث في الشأن الليبي أن زيارة السراج لتركيا، تؤخذ على حكومة الوفاق ولا تصب في صالحها، ويرجع ذلك لأن تركيا دولة غازية في الأصل يعلم الجميع تاريخيها وأهداف النظام الحاكم بها.
 
ويسعى السراج لإقناع المجتمع الدولي والرأي العام العربي والعالمي المتابع لتطورات الأزمة الليبية، بوجهة نظره بأن هدفه هو استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا وأن كل ما يحدث من انتهاكات إنسانية وحقوقية وتمكين للمليشيات الإرهابية والعناصر المسلحة بالأراضي الليبية، لا صلة لحكومة الوفاق به، ويأتى ذلك بعد أن أصبحت معظم الدول العربية والأوروبية تدعم تحركات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وبالرغم من إخفاق عدة جولات لفايز السراج شملت دول أوروبية وعربية، كانت أيضا تستهدف إتخاذ الاتحاد الأوروبي موقف أكثر حدة ضد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ولكنه دائما يتلقى من زيارته هزائم دبلوماسية متتالية.
 
مخطط تركي واضح
 
في ضوء ما سبق يتضح التعاون المتبادل بين حكومة الوفاق والنظام التركي، والدعم التركي المقدم  فايز السراج، والذي يتمثل في إرسال شحنات أسلحة وآلاف من المرتزقة، وتأمين تحركات الميليشيات والعناصر الإرهابية في ليبيا، ويزداد التعنت التركي والتأكيد على السير على النهج ذاته الداعم لتمكين الإخوان وأعوانهم من التنظيمات الإرهابية بليبيا، وتعهد رجب طيب أردوغان خلال هذه الزيارة أيضا، باستمرار وزيادة الدعم لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، تأتى هذه التصريحات، استمرارًا لتحدى أردوغان، للمجتمع الدولى، واتفاقية حظر السلاح إلى ليبيا.