الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

خطوات على طريق الإصلاح السياسى (2).. رايات متعددة وفكر واحد

الرئيس نيوز

إعلاميون ورجال أعمال.. ظهور 50 شخصية في أحزاب الموالاة
توزيع عادل للدعم المالى والسياسي.. وخوض الانتخابات في ائتلاف الدولة

 

"حزب النظام".. جملة تخوف منها السيسي فى بداية ولايته الأولى؛ متحسبا من تكرار تجربة الحزب الوطني الذي تغول على الحياة السياسية بغطاء وحماية كاملة من مبارك ورموز نظامه، ما انتهى بشكل مأساوى وسط تصاعد دراماتيكي للأحداث.

رغم تدشين عدد من الأحزاب تدور فى فلك النظام، إلا أن أزمة "الحزب الواحد"، فرضت نفسها على المشهد السياسى، من خلال الممارسات البرلمانية لحزب "مستقبل وطن"، المستحوذ على نصيب الأسد من مقاعد المجلس، والحصة الأكبر أيضا من الدعم المالى.

وهو ما دفع فى اتجاه إعادة صياغة المشهد السياسى، الذى بدأ بالفعل على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فى محاولة للابتعاد خطوات عن ترسيخ فكرة "الحزب الواحد"، ليتفرع إلى عدد من الأحزاب.

وعلى الرغم من محاولة إحداث حالة من التباين الأيديولوجي بين الأحزاب الأربعة (مستقبل وطن، الشعب الجمهوري، حماة وطن، الحرية المصري)، إلا أنها وقعت فى فخ الاستنساخ الفكري، فقط تعدد للوجوه ومساحة أكبر لتوزيع المناصب القيادية، وتقسيم مظهرى للكتلة الداعمة على عدد من الأحزاب، ما يسمح لها بالاستحواذ على عدد أكبر من مقاعد البرلمان تحت رايات متعددة، الجديد فى الأمر يتمثل في إعادة توزيع "عادل" للدعم المالى والسياسي بينها، من خلال ضم شخصيات أكثر ثقلا وخبرة، ورعاة يسمح دعمهم بمزاولة أنشطة دعائية ومجتمعية بالشارع.

عملية دعم وضخ دماء فى النسخ الأخرى من أحزاب الموالاة لم تمنع من أن يطال "الترتيب الحزبى"، حزب مستقبل وطن نفسه، فاستيقظ الوسط السياسى، مطلع مارس، على تغيرات فى قيادات الحزب، صاحب الأغلبية البرلمانية، ورأس الحربة فى الكتلة المؤيدة للدولة، ليتولى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المحكمة الدستورية الأسبق منصب الرئيس بدلا من المهندس أشرف رشاد الذى تولى منصب الأمين العام، وصعد حسام الخولى ليتولى منصب نائب الرئيس. تغيرات حدثت بمباركة أعضاء الحزب، رافعين شعار "الكيان أهم" حسب رشاد.

قبلها بأسبوعين انضم رجل الأعمال محمد أبو العنين إلى قائمة قيادات الحزب، وترشح عنه فى الانتخابات التكميلية لدائرة الجيزة، ليلحق بالدور التشريعى الأخير ويحجز لنفسه مقعدا فى البرلمان المقبل أيضا.

أما خطوة الإعلان عن انضمام الإعلامي والمذيع التليفزيوني، يوسف الحسيني لعضوية الحزب ليكون أحد الكوادر الرئيسية وقيادة أساسية، حسب بيان الحزب، أعطت تلميحا أنه ربما يكون هناك تغيرا ملموسا فى السياسة التى سيتبناها فى الفترة المقبلة، خاصة مع ترجيحات بالدفع بالحسينى ضمن مرشحى الحزب للبرلمان.

"تطعيم الأحزاب" إذا جاز التعبير بعدد من الشخصيات العامة، عملية تسير على قدم وساق وكشفتها الأخبار المسربة عن انضمام رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى إلى "الشعب الجمهورى" والذى أثار حالة من الجدل، رغم نفيه فى تصريحات صحفية نيته العودة إلى الحياة السياسية، مشددا على تمسكه بموقفه من عدم الانخراط سياسيا.

الأخبار المتداولة على نطاق واسع لم تنبت من العدم بل لها ظلال على أرض الواقع، حيث شهدت الفترة الماضية تحركات واسعة من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وعقد خلال الأيام الماضية عدد من اللقاءات بأحد المنتجعات السياحية "الجونة"، جمعته برجال الأعمال، بينهم هشام طلعت مصطفى وآخرين، بهدف ضمهم إلى حزب الشعب الجمهورى، الذى يشغل أبو هشيمة منصب نائب رئيسه.

حسب ما أكدته مصادر حزبية فإن العدد يتجاوز الـ 50 شخصية بحزب الشعب الجمهورى فقط، وتؤكد المصادر أن بعضهم قد يكون من كوادر الحزب الوطنى المنحل، السابق إقصائهم من المشهد.

حالة التنافس بين الأحزاب الأربعة على اجتذاب الشخصيات العامة والسياسية لن تمنع من خوض الانتخابات القادمة على قائمة انتخابية واحدة، بل وحسب مصادر قيادية بالأحزاب الأربعة فإن استقبال الترشيحات قد بدء بالفعل منذ عام كامل، ما أكده أحمد مهنى، الأمين العام لحزب الحرية المصرى، قائلا إن الحزب بدأ الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية منذ عام، حيث عقدت لقاءات تنظيمية مختلفة مع الشباب من أجل الوقوف على رغبة الأعضاء في الترشح، موضحا أن الحزب جاهز للاستحقاقات الثلاثة ويملك الكوادر السياسية الكافية، إلا أنه من أجل إعلاء المصلحة العامة للوطن يفضل أن يكون هناك ائتلاف وطني يضم بين جنباته الأحزاب المتشابهة في البرامج والأفكار والرؤى، ما أكده أيضا اللواء محسن الفحام، نائب رئيس حزب حماة الوطن.

على أرض الواقع لا يوجد ما يعيق إعلان ائتلاف أحزاب دعم الدولة لخوض المارثون الانتخابى، سوى عدم صدور قانون الانتخابات البرلمانية وما يسود حوله من عدم توافق على النظام الانتخابى ونسبة القائمة والفردى.


اقرأ أيضا:

السيسى: مصر مستعدة لنقل تجربتها الناجحة في تطبيق برامج التطعيمات الإجبارية