الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: الرئيس السيسي وتكريس مكانة مصر الكبيرة

الرئيس نيوز

في ظل حسابات القوة الشاملة التي تعمل بها الدول والوحدات السياسية في الإقليم -وبصرف النظر عن تغير بعض الرؤي والنظريات لقياس قوة الدول وتأثيراتها ونفوذها الكبير واعتماد وسائل وأنماط حديثة ومستجدة – تبقي مقاييس قوة الدولة قائمة وواحدة ولا أحد يستطيع أن يستبعدها من أي تحليل سياسي أو استراتيجي حيث لا تقاس قوة الدول بقناة إعلامية أو نافذة مالية أو قدرات استثمارية فقط كما يتصور البعض ولا يمكن ربط ذلك بوجود وفورات مالية أو ممارسة الأدوار السياسية التداخلية في القضايا الإقليمية أو الدولية.

هذه مقدمة مهمة للتأكيد أن الدولة المصرية ما تزال تملك من القدرات والامكانيات الكثير من القدرات السياسية والاستراتيجية وأن لديها الامكانيات الهائلة لتحقيق تقدما اقتصاديا حقيقيا نتيجة ما شهدته من إصلاح حقيقي بصرف النظر عن تداعيات أزمة كورونا التي ضربت كافة الاقتصاديات الإقليمية والدولية بما فيها مصر لكن الثوابت التي تعمل فيها مصر وما قامت بها من إصلاح سيمكن الدولة المصرية من التعافي الحقيقي ومن خلال إجراءات اقتصادية بديلة وعبر مخطط استراتيجي جاد شهد به الجميع بما في ذلك صندوق النقد الدولي الذي يري في التجربة المصرية الكثير من النجاحات التي يمكن البناء عليها والرسالة هنا أن مصر ليست دولة ضعيفة أو منهكة أو أنها فقدت تأثيرها السياسي أو الاستراتيجي كما يتوهم البعض ويريدون جر مصر إلى منعطفات إعلامية وسياسات عبثية فمصر دولة كبيرة ولها قامتها العظيمة ولم تمن أو تطلب دعماً أو مساعدة ومواطنيها لدي أي دولة عربية أو أجنبية إضافة حقيقية لهذه الدول وبالتالي فإن الذين يريدون إدخالنا من آن لآخر في دوامة من الصراعات الوهمية أو التراشق الإعلامي واهمون خاصة وأن بعض هذه الجهات وبعض الشخصيات تتحرك في توقيت محدد وعبر مخطط إعلامي مدروس للهجوم على مصر والانتقال من الحالات الخاصة للعامة والتركيز على دول معينة كما جرى مؤخراً من قبل البعض في دولة الكويت التي لها تقدير كبير لدي المصريين ولن أذكر القاصي والداني بما قام به المصريون تجاه الأشقاء الكويتيين عندما قام الرئيس صدام حسين باجتياحها وحذفها من خريطة العالم  فالأجيال الصاعدة في الكويت وفي غيرها لم تعيش هذه المرحلة ولا تذكرها ولا تعرف من هو عبد الله الرويشد الذي كانت أغنيته بيتي وبيقول بيته على لسان كل مصري وعربي وقتها.

إن مكانة مصر الخالدة محفورة لدي أبناء الخليج العربي من السعودية إلى الامارات العربية ومن البحرين إلى الكويت ولا أحد يستطيع أن ينزع مكانة وقامة مصر العظيمة مع التقدير الكبير للدولة المصرية بكل كوادرها في المساهمة في بناء أغلب هذه الدول والتي يقر مؤسسيها الكبار بفضل مصر في هذا الأمر ولهذا أوصي الشيخ زايد آل نهيان أبنائه الكبار بمصر الكبيرة وكذلك الملك سعود وأبنائه فهد وعبد الله وسلمان تقديراً لمكانة مصر الكبيرة بصرف النظر عن مهاترات جيل جديد لم يقرأ ولم يطالع ولا يعرف كيف قدمت مصر أثمن ما لديها لهذا الدول ولعل ما قاله الرئيس السيسي عن مسافة السكة يترجم هذا الموقف السياسي الاستراتيجي تجاه الأشقاء من أي خطر إقليمي يمكن أن يهدد الأمن في الخليج وقامت مصر الكبيرة بتدريب وإثقال خبرات الجيوش الخليجية في مناورات مشتركة وأعلن الرئيس السيسي أنه إذا تعرض أمن الخليج للخطر فإن مصر لن تتردد في الدفاع عن أنه باعتبار أن الأمن القومي المصري يتمدد ويتماس مع الأمن القومي في منطقة الخليج العربي.

إنها رسالة مصر ودورها في الدفاع عن الأمن القومي العربي من أية مخاطر أو تحديات يمكن أن تطرح أو تستجد من أي طرف إقليمي سواء كان تركياً أو إيرانياً.

أتذكر جيدا كيف صعد الرئيس السيسي لطائرة الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله - وقبل رأسه في رسالة لا تغيب لرئيس مصر العظيم وتقديره وتقدير المصريين للشقيقة السعودية وكذلك علاقات مصر الأبدية والتاريخية مع دولة الإمارات العربية وقياداتها والتي تعتبر النموذج الحقيقي لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية.

مصر للعرب والعرب بمصر يمثلون قوة سياسية واستراتيجية وعسكرية لا يجب الاستهانة بها أبدا. ومكانة مصر العظيمة والكبيرة لا تتأثر بكلام عبثي أو مهاترات إعلامية.