الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا أرسل "عبد الناصر" 150 ألف دولار سرًا إلى "الخُميني"؟

روح الله الخميني-
روح الله الخميني- جمال عبد الناصر

رغم وفاته قبل عقود، في مثل هذا اليوم، 3 يونيو، 1989، فإن أثر روح الله الخميني، ما زال حاضرا بقوة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وربما العالم.

إنه الزعيم الديني الإيراني الذي أسس قاد الثورة على حكم الشاه محمد رضا بهلوي وأسس "الجمهورية الإسلامية" عام 1979، محدثا تحولا سياسيا ومجتمعيا جذريا في بلاد فارس.

المسيرة السياسية والدينية للخميني

31 سنة مرت على وفاة الخميني أو "آية الله"، بحسب الدرجات الدينية في النظام الشعيني، ترك فيها إيران تحت نظام حكم ديني، لها كلمة مسموعة دوليا، ونزاعات وصراعات سياسية، عدو لدود للولايات المتحدة وإسرائيل، وصاحبة تأثير وتدخلات إقليمية عديدة.

المسيرة السياسية والدينية للخميني لم تبدأ بالطبع من عام 1979، ولا حتى من سنوات المنفى قبل القيام بالثورة، لكن جذورها تعود إلى سنوات وجوده في إيران في ظل حكم الشاه، وخصوصا الفترة التي أقام فيها في مدينة "قم".

في تلك الفترة ثمة حكاية للخميني ترتبط بمصر وبالرئيس جمال عبد الناصر، بحسب ما يكشفه لنا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه المهم عن الثورة الإيرانية "مدافع آية الله".

 لقب حجة الإسلام

كان الخميني أثناء وجوده في قم، يجمع بين تدريس الدين وبين العمل السياسي، فمن ناحية كان يحوز لقب "حجة الإسلام" ويلتقي مريديه فيما يعرف بـ"الحوزة"، ومن ناحية أخرى كانت له نشاطات سياسية تمثلت آنذاك في مساعدة الأسر الإيرانية ممن قتلوا في الانقلاب المضاد الذي نفذته المخابرات الأمريكية والبريطانية على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، عام 1953، بالإصافة إلى رعاية أهالي من اختفوا أو اضطروا للمنفى هربا من بطش الشاه محمد رضا بهلوي.

من بين إجراءت الخميني لمساعدة هؤلاء، قرر كتابة رسائل لجميع رؤساء دول العالم الإسلامي والعربي، طلب فيها منهم مساعدات.

اللافت أنه لم يستجب أحد ممن تسلموا رسائل الخميني سوى الرئيس جمال عبد الناصر في مصر، وكان ذلك في فترة الوحدة بين مصر وسوريا من 1958 إلى 1961.

 عبد الناصر المستجيب الوحيد 

قرر عبد الناصر، الذي كان متعاطفا مع حكم "مصدق" ومعاديا للشاه لعلاقاته مع إسرائيل، أن يستجيب لرسالة الخميني بمساعدة ضحايا الانقلاب.

في سرية تامة، كلف عبد الناصر، رئيس جهاز المخابرات، عبد الحميد السراج، بإرسال مبلغ 150 ألف دولار توضع تحت تصرف لجنة الإعانات التي يجمعها الخميني.

كانت الخطة المخابراتية هي أن تصل الأموال عبر شخص لبناني يعمل مع السراج، يسافر من مطار بيروت إلى إيران، غير أنه ألقي القبض عليه في طهران عن طريق جهاز السافاك، وهو جهاز المخابرات السرية الإيراني آنذاك.

الشاه المعادي لعبد الناصر

علم الشاه بما حدث، وكان يعادي عبد الناصر، فخرج في خطاب وجهه إلى القيادات الدينية في إيران، وألمح إلى الخميني قائلا: "كيف يحصل زعيم شيعي مشهور كان على استعداد لقبول أموال من غير الشيعيين؟".

ولأن كل شيء كان يقوله الخميني في حلقة مريديه كان يصل إلى الشاه، فإنه تعمد الرد على الرسالة بعد أيام، قائلا إن الأموال التي أرسلها الرئيس عبد الناصر، لم تكن لغرض شخصي، لكنها بُعثت لإعانة عائلات ضحايا نظام الشاه

أو ن ،،