الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بوتين يوقع تعديلًا يمنحه صلاحية الرد النووي على أي هجوم غير نووي يستهدف روسيا

الرئيس نيوز

اعتمد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وثيقة الردع النووي الروسية التي تسمح له باستخدام الأسلحة النووية ردا على أي ضربة تقليدية تستهدف الدولة والبنية التحتية العسكرية الحرجة في روسيا، وبذلك قد يؤدي هجوم غير نووي  إلى الانتقام النووي الروسي.

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية: "يبدو أن الوثيقة ترسل إشارة تحذير ضمنية إلى الولايات المتحدة". 

وتعكس الصياغة الموسعة الجديدة مخاوف روسيا بشأن تطوير أسلحة محتملة يمكن أن تمنح واشنطن القدرة على ضرب الأصول العسكرية الرئيسية والمرافق الحكومية دون اللجوء إلى الأسلحة الذرية.

وتماشياً مع العقيدة العسكرية الروسية، تؤكد الوثيقة الجديدة أنه يمكن للدولة استخدام الأسلحة النووية رداً على هجوم نووي أو عدوان باستخدام أسلحة تقليدية "تهدد وجود الدولة". ولكن الوثيقة تنص أيضًا على وصف تفصيلي للحالات التي يمكن أن تؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية. وتشمل استخدام الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل الأخرى ضد روسيا أو حلفائها وشن هجوم معادي بالأسلحة التقليدية ما يهدد روسيا.

إضافة إلى ذلك، تنص الوثيقة الآن على أن روسيا يمكن أن تستخدم ترساناتها النووية إذا حصلت على "معلومات موثوقة" حول إطلاق الصواريخ البالستية التي تستهدف أراضيها أو حلفائها وأيضًا في حالة "تأثير العدو على مرافق الحكومة أو الجيش ذات الأهمية البالغة ويشمل ذلك كافة المرافق الحيوية في الاتحاد الروسي، والتي قد يؤدي عجزها إلى فشل الأعمال الانتقامية للقوات النووية، ما يعكس قلق موسكو منذ فترة طويلة بشأن الخطط العسكرية الأمريكية وتعزيز القوات التقليدية بالقرب من الحدود الروسية ونشر أجهزة الدفاع الصاروخي والأسلحة الفضائية من بين التهديدات التي حددتها موسكو في الوثيقة الجديدة.

ووصلت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية، واتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 وخلافات أخرى. ووسط التوترات، أعرب الكرملين مرارًا عن قلقه بشأن نشر القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في تدريبات البلطيق والناتو بالقرب من الحدود الروسية. 

ووصف المسؤولون الروس برنامج الدفاع الصاروخي الذي تقوده الولايات المتحدة وخططها لوضع الأسلحة في مواقع تعدها موسكو مواطن للخطر كتهديد كبير، بحجة أن القدرة الجديدة يمكن أن تغري واشنطن بضرب روسيا مع الإفلات من العقاب، وفي عام 2018، كشف بوتين عن مجموعة من الأسلحة الجديدة التي قال إنها ستجعل الدفاع الصاروخي الأمريكي عديم الفائدة. وهي تشمل مقاتلات أفانجارد الأسرع من الصوت القادرة على التحليق أسرع 27 مرة من سرعة الصوت وإجراء مناورات حادة في طريقها لتفادي درع العدو الصاروخي. ودخلت الوحدة الأولى المسلحة من هذه المقاتلات الخدمة في ديسمبر الماضي. وبالمثل طائرة بوسيدون المسلحة نووياً والمزودة بالطاقة الذرية والقادرة على التسبب في تسونامي مدمر بالقرب من سواحل العدو.

تمديد البداية الجديدة هدف صعب المنال

في العام الماضي، انسحبت كل من موسكو وواشنطن من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987. والاتفاق الوحيد بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحد من الأسلحة النووية الذي لا يزال قائماً هو معاهدة البداية الجديدة، التي تم التوقيع عليها في عام 2010 من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما والرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف. ويحصر الاتفاق كل دولة على ما لا يزيد عن 1550 رأسا حربية نووية منشورة و700 صاروخ وقاذفات منتشرة وينص على عمليات تفتيش مكثفة في الموقع للتحقق من امتثال الجانبين للحدود المتفق عليها.

وعرضت روسيا تمديد معاهدة البداية الجديدة، التي تنتهي في فبراير 2021، في حين ضغطت إدارة ترامب باتجاه توقيع اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة تشمل الصين أيضًا. ووصفت موسكو هذه الفكرة بأنها غير مجدية، مشيرة إلى رفض بكين للتفاوض على أي صفقة من شأنها أن تقلل ترسانتها النووية الأصغر بكثير. وقال دبلوماسيون روس ان افانجارد يمكن ادراجها في معاهدة البداية الجديدة اذا تم تمديدها. كما أعربوا عن استعدادهم لبدء محادثات لمناقشة مقاتلات بوسيدون وأسلحة جديدة أخرى إلى جانب الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية المحتملة.

وفي اتصال مع أعضاء مجلس الأمن خلال عطلة نهاية الأسبوع، حذر بوتين من أن معاهدة "البداية الجديدة" ستنتهي صلاحيتها، لكن "المفاوضات بشأن هذه القضية الحاسمة، المهمة ليس فقط بالنسبة لنا ولكن للعالم بأسره، تبدو متعسرة".