الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

على أنقاض بلد ممزق.. هل يستفيد ترامب من الاحتجاجات في إعادة انتخابه؟

الرئيس نيوز

تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغة المواجهة والحرب وسط اندلاع الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في العديد من المدن والولايات، وأعلن  أمس الاثنين نفسه "رئيسًا للقانون والنظام"، وأشار إلى أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية لإقناع الناخبين باتباع نهجه القوي، بما في ذلك نشر القوات الأمريكية في المدن، في وقت تزايدت أثنئه الاضطرابات والاحتجاجات العرقية على المستوى الوطني.

أدلى ترامب بتصريحاته في حديقة الورود على صوت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي التي حاولت تفريق المتظاهرين السلميين بعيدًا عن البيت الأبيض. وقال منتقدو ترامب إن الرئيس يعمق الانقسامات في وقت أصبحت فيه الولايات المتحدة بحاجة ماسة لقيادة حاسمة للمساعدة في لم شتات بلد ممزق.

انقسامات شديدة إلى حد الانهيار

وقالت صحيفة سان فرانسسكو كرونيكل إن تحول الرئيس ترامب إلى الموقف الحزبي والاستقواء بمؤيديه في وقت الأزمة، يذكر بخطابه المعتاد الذي كان يستخدمه غالبًا عندما تعرض للضغوط، بما في ذلك في مواجهة جائحة فيروس كورونا. وانتقدت الصحيفة لجوء ترامب إلى عبارات شديدة واستدعائه للعنف عبر سلسلة من التغريدات التي أججت الاستقطاب، ونبهت إلى خطورة الأجواء المشحونة الحالية خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في نوفمبر المقبل.

وعقدت مجلة جيه كيو مقارنة مثيرة للاهتمام بين الاضطرابات المدنية التي اجتاحت المشهد السياسي في أمريكا في عامي 1968 و2020، فكلاهما سنوات انتخابات رئاسية؛ وفي ظروف كل منهما نسيج مجتمعي يعاني انقسامات شديدة إلى حد الانهيار؛ والموجة الحالية من الاحتجاجات، على الأقل سطحيًا، تشبه الموجة التي اجتاحت الولايات المتحدة قبل 52 عامًا. ومثلما فاز ريتشارد نيكسون في عام 1968 على خلفية تمسكه بالقانون والنظام، توقعت صحيفة نيويورك تايمز في أعمدة عديدة رد فعل احتجاجي سيفيد ترامب في حملته ضد جو بايدن.

إعادة انتخاب ترامب ووصوله مجددًا إلى البيت الأبيض عبارة عن افتراضية صاغها مؤخراً عمر واسو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برينستون، والذي عكف على تحليل أنماط التصويت في المقاطعات التي حدثت فيها الاحتجاجات في عام 1968، بالإضافة إلى تحليل التأثير السياسي للاحتجاجات، فقرارات التصويت وصنع القرار لدى العديد من الأمريكيين غير شفافة ولا يمكن التنبؤ بها بشكل قاطع. ولكن واسو يرجح أن "الاحتجاجات السلمية ستضع أكثر من خط تحت مصالح السود وتؤكدها، والقرب من الاحتجاجات العنيفة يتسبب تلقائيًا في تحول عدد مؤثر من البيض إلى اعتناق "القانون والنظام" باعتبارهما طوق النجاة من الفوضى العارمة.

ويوضح البحث الذي أجراه واسو - الذي لا يتجاوز الحقوق المدنية - أن التغييرات كانت على الأرجح كافية لتحويل دفة انتخابات 1968 من المرشح هوبير همفري، الكاتب الرئيسي لمشروع قانون الحقوق المدنية، إلى الرئيس السابق نيكسون. فهل سيكون للاحتجاجات الحالية نفس التأثير؟ هناك ثلاثة أسباب كبيرة تشكك في الحصول على نفس النتيجة لصالح ترامب ولكن مع اعتراف مجلة جيه كيو بأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية مليئة بالمفاجآت ولا يمكن حسمها إلا بإعلان نتائجها الرسمية.

1. ترامب صاحب المنصب وساكن البيت الأبيض، بينما كان نيكسون هو المتحدي للرئيس همفري.

هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تشير إلى أن الناخبين يلومون المسؤولين عندما تسوء الأمور. أي أنه حتى إذا كان قسم فرعي من الناخبين الذين لم يحسموا اختيارهم بعد يعربون عن عدم الارتياح بسبب العنف الذي حدث حول بعض الاحتجاجات في الأسبوع الماضي، فهناك سبب للاعتقاد بأنهم سيلقون اللوم على الرئيس ترامب كونه المسؤول الموجود على رأس السلطة. هذا صحيح على الرغم من الميل التاريخي للحزب الجمهوري بادعاء عباءة "القانون والنظام" لنفسه.

في عام 2016، استند ترامب لفكرة أنه يمكن أن يعيد النظام ويقضي على الفوضى التي كان من المفترض أن سببها سلفه، وهناك بعض الأدلة على أن هذه الديناميكية الدقيقة قد لعبت دورًا في إقناع سكان فيرجسون وبالتيمور بانتخاب ترامب.

2 - انتخابات عام 1992 أقرب إلى الظروف الحالية في 2020 - وكانت لها نتائج مختلفة.

ليست المرة الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات ردا على الظلم العنصري في الربيع قبل الانتخابات الرئاسية بين رئيس جمهوري حالي ومنافس ديمقراطي. بالطبع ، ليست المرة الأولى التي نشبت فيها الاحتجاجات عن طريق فيديو للشرطة ضد مواطن أسود. في 29 أبريل 1992، رفضت هيئة محلفين إدانة أربعة ضباط في إدارة شرطة لوس أنجلوس بالاعتداء واستخدام القوة المفرطة عند اعتقال رودني كينج. في الوقت نفسه، حصل الرئيس جورج بوش الأب في استطلاعات الرأي على نسبة أقل من الرئيس ترامب، عند 40 في المائة. واستمرت أعمال الشغب في لوس أنجلوس لمدة خمسة أيام وأدت إلى أكثر من 60 حالة وفاة، وكانت البيت الأبيض بيل كلينتون في نوفمبر؛ أي أن أعمال الشغب على عكس بعض التوقعات، تسببت في تحول ليبرالي ملحوظ في دعم الحزب الديمقراطي في صناديق الاقتراع.

3. الناخبون المعاصرون أكثر استقطاباً.

أخيرًا، هناك حقيقة أن الناخبين الآن مختلفون عن عام 1968 ، وحتى عن عام 1992. هناك كثيرون قد اتخذوا قراراتهم إلى حد كبير بشأن ترامب بغض النظر عما يفعله أو لا يفعله. إنها واحدة من المفارقات العظيمة لرئاسة ترامب أنه على الرغم من محاكمته برلمانيًا وعلى رغم من الطوارئ الصحية والوباء وعلى الرغم من الانهيار الاقتصادي والاضطرابات المدنية الضخمة الآن وفي هذا العام وحده، فإن تقييماته باستطلاعات الرأي هي الأكثر استقرارًا من أي رئيس في العصر الحديث مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.