فوضى ودهس وتخبط رسمي.. أشباح جورج فلويد تحاصر البيت الأبيض

"بهذه الطريقة تنهار الأمم"، كانت هذه عبارة تاكر كارلسون مذيع فوكس نيوز، في معرض انتقاده لرد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاحتجاجات الواسعة التي اجتاحت الولايات المتحدة مساء أمس الاثنين، مدعيا أن ترامب تخلى عن البلاد ويفكر فقط في نفسه، ولا شيء يهمه طالما أنه وعائلته في أمان.

تاكر أضاف أن الرئيس لم يتمكن من حماية عائلتي أنا.. كيف سيحمي الولايات المتحدة؟ وبعد افتتاحيته النارية هاجم كارلسون عددًا من القادة المحافظين البارزين، بما في ذلك نيكي هالي ونائب الرئيس مايك بنس، بسبب ردودهم على الاشتباكات العنيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ثم سرعان ما عاد ليصب جام غضبه على ترامب مرة أخرى. وقال كارلسون: "عندما جاء الغوغاء، تركتنا الإدارة وحدنا نواجه مصيرنا، ولم يقف أحد المسؤولين لإنقاذ أمريكا.. بهذه الطريقة تنهار الأمم". واختتم كلمته بالإشارة إلى الإمبراطور الروماني نيرون سيئ السمعة كنموذج للقائد الذي يتخلى عن "أمته في وقت الأزمات".

فرصة للديمقراطيين واليسار

"إجراءات جبانة، وضعيفة، وخطيرة"، بتلك الكلمات أدانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، في بيان مشترك مساء الاثنين، الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفيدرالية لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا من أجل مظاهرة سلمية خارج الأبيض. وانتهز قادة الديمقراطيون الفرصة لتحميل ترامب بالمسؤولية عن الاشتباكات، مستشهدين بقراره بمغادرة البيت الأبيض والسير إلى كنيسة قريبة حيث تم تصويره وهو يحمل كتابًا مقدسًا.

قالت بيلوسي وشومر "إن التصدي للمتظاهرين المسالمين بالغاز المسيل للدموع من دون استفزاز حتى يتمكن الرئيس من التقاط صور خارج كنيسة تشويه لكافة القيم الدينية والإيمانية". وأضاف بيان بيلوسي: "ندعو الرئيس وسلطات تطبيق القانون وكل المكلفين بمسؤولية عامة إلى احترام كرامة وحقوق جميع الامريكيين".

في مقاطع الفيديو حول الاشتباك، ظهر ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين يندفعون إلى المتظاهرين بالدروع والهراوات بينما تم إطلاق الرصاص المطاطي وأجهزة الإنفجار السريع والغاز المسيل للدموع على الحشد الكبير. وقالت بيلوسي وشومر: "في هذا الوقت العصيب، تحتاج أمتنا إلى قيادة حقيقية، ولكن استمرار الرئيس في تأجيج نيران الفتنة والتعصب والعنف هو تصرف جبان وضعيف وخطير".

المدن الرئيسية تشتعل

كثّف المحتجون في واشنطن العاصمة ومدن أخرى مثل نيويورك وسانت لويس وشيكاغو مظاهراتهم الغاضبة، مما أدى إلى المزيد من النهب والحوادث بين الشرطة والجمهور، في المقابل ندّد أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي بتهديد الرئيس دونالد ترامب بنشر الجيش محليًا باعتباره سلوك جدير بأن يصدر من ديكتاتور مستبد. وانضم كل من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ومذيع شبكة سي إن إن "أندرسون كوبر" إلى شجب تهديدات ترامب الذي وصفوا إدارته بـ"الفاشلة".

وتراجع رئيس شرطة لوس أنجلوس ميشيل مور عن تصريحاته السابقة التي أدلى بها أمس الاثنين فيما يتعلق بتحمل المتورطين في أعمال النهب والتخريب وسط الاحتجاجات الأخيرة مسؤولية وفاة المواطن جورج فلويد بنفس القدر الذي يتحمله ضباط الشرطة الذين احتجزوه. وأعلنت متحدثة رسمية فرض مكتب السجون الفيدرالي "إغلاق وطني مؤقت" رداً على الاحتجاجات المحتدمة في أنحاء الولايات المتحدة، مما وضع المزيد من القيود على تحركات السجناء خلف القضبان. 

الشرطة في مرمى النيران

كانت سيارة سيدان سوداء تسير عابرة أحد التقاطعات في حي برونكس في وقت مبكر من صباح الثلاثاء عندما صدمت ضابط شرطة في مدينة نيويورك بينما كان واقفاً على جانب الطريق، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وفي بوفالو، أصيبت شرطيتان في حادث دهس أثناء مواجهة عنيفة بين السلطات ومتظاهرين خارج مركز للشرطة ليل الاثنين.

وتداولت وسائل الإعلام صوراً لترامب في إحدى الكنائس بعد أن طردت الشرطة المتظاهرين من محيطها؛ في حين احتدمت المظاهرات بين عشية وضحاها هدد الرئيس ترامب أمس الاثنين بنشر قوات اتحادية إذا لم يتحرك قادة الولاية والمدينة لقمع أعمال العنف والنهب وسط الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد. 

واستخدمت السلطات الفيدرالية الرصاص المطاطي، وعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لفض تجمعات المتظاهرين السلميين في مناطق عديدة بما في ذلك ساحة لافاييت مقابل البيت الأبيض وحوله من جميع جوانبه، سار ترامب عبر ساحة لافاييت إلى كنيسة سانت جون التاريخية والتقطت له صور أثناء حمله الكتاب المقدس.