الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء يجيبون.. هل إسرائيل جادة في تلويحها باغتيال حسن نصر الله؟

الرئيس نيوز

بينما تنفذ إسرائيل غارت جوية بشكل دوري على مواقع تتبع إيران، وجماعة "حزب الله" الليناني، في سوريا، ما يتسبب في خسائر بشرية وفي المعدات في صفوف تلك العناصر، كشفت مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة المُستوى في إسرائيل، عن أنّ الدولة العبريّة قادرةٌ في كلّ وقتٍ تُريده على اغتيال أمين عام الحزب، نصر الله.
لفتت مُراسلة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، المُستشرِقة سمدار بيري، في مقال نشرته إلى أن نصر الله يعرف ذلك، ويعلم أيضًا لماذا لا تُقدِم إسرائيل على تنفيذ هذه العملية، على حدّ تعبيرها. 
وبحسب موقع (روتر) الإخباريّ، فإن جنرالٍ رفيعٍ في جيش الاحتلال قال إنّ نصر الله هو ألّد أعداء الدولة العبريّة، وأنّه إذا تمكّنت دولة الاحتلال من اغتياله فإنّ ذلك سيحسِم المعركة مع حزب الله، الذي يُصّنفه التقدير الإستراتيجيّ الإسرائيليّ للسنة الثالثة على التوالي على أنّه العدوّ الأخطر على إسرائيل
التفاهمات تمنع
المحلل السياسي اللبناني، رئيس تحرير موقع "جنوبية"، على الأمين، قال لـ"الرئيس نيوز": "التلويح الإسرائيلي بقدرتهم على اغيتال أمين عام "حزب الله"، ليست جديدة، ويجرى نشرها كل حين وأخر؛ بهدف إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن المواجهة مع "حزب الله" لا تزال قائمة حتى ولو بشكلها الكلامي". وأوضح الأمين أنه لا حاجة ملحة في الوقت الحالي لتنفيذ إسرائيل لتهديدتها باغتيال نصر الله.
تابع المحلل اللبناني قائلًا: "بمعزل عن قدرة إسرائيل على تنفيذ تهديدها من عدمه، فإن المسألة الأساسية ترتبط بالهدف والغاية من الاغتيال، فإذا كان اغتيال نصر الله يحقق أهداف إسرائيلة، فربما تسعى إسرائيل لتحقيق هذه الخطوة، وقد تنجح فيه". 
استطرد الأمين قائلًا: "في هذه المرحلة لا يبدو لي أن هناك مصلحة إسرائيلية من تنفيذ ذلك التهديد، فالاستقرار في الجنوب اللبناني، المشاطر للحدود مع إسرائيل، مكسب لإسرائيل، فضلًا عن كونه يكشف كم التفاهمات المتفق عليها بين تل أبيب وحزب الله، وهذا يعطي فرصة أكبر لاستبعاد سعي إسرائيل لتنفيذ تهديدها باغتيال حسن نصر الله".
أضاف المحلل اللبناني: "لا تهديد جدي حقيقي لإسرائيل من قبل حزب الله، على الرغم من التهديد بوجود صواريخ دقيقة مع الحزب، لكن واقع الحال أنه منذ 14 عامًا وهناك اتفاق على التهدئة بين إسرائيل وحزب الله، وهو الأمر المفيد والجدي لإسرائيل". موضحًا أن إسرائيل تمكنت من اغتيال الأمين العام السابق للحزب عباس موسوس، لكن معظم تصريحات القادة الإسرائيليين أظهرت ندمهم على تلك الخطوة؛ لكونها سلمت قيادة الحزب إلى حسن نصر الله.  
اختتم الأمين حديثه بالقول: "لا تهديد لنصر الله طالما أن حزب الله يلتزم بالتفاهمات الأمنية بشأن الشريط الحدودي مع إسرائيل"، وأكد أن حزب الله يحافظ على هذه التفاهمات إلى الدرجة التي تستهدف إسرائيل فيها مواقع لإيران وحزب الله في سوريا، ومع ذلك لا يرد حزب الله على هذه الاعتداءات ما يشجع إسرائيل على الإلتزام بخطوة عدم الإقبال على اغتيال نصر الله. 
حرب نفسية
الباحث في الشؤون الإيرانية، سالم الصباغ، قال لـ"الرئيس نيوز": "تهديد لا قيمة له، ويدخل في إطار الحرب النفسية، وإن كان ذلك في إمكانهم فما يحولهم دون فعله"، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك تمامًا مغبة تنفيذه لمثل هذه العملية لذلك لن يقبل عليها، حتى ولو شُوهد أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله يتجول على طول الشريط الحدودي مع دولة الاحتلال.
لفت الصباغ إلى أن "حزب الله" كيان مؤسسي للمقاومة، ويصعب حصره في شخص أمينه العام السيد حسن نصر الله، وتابع: "على الرغم من أن إسرائيل نجحت في اغتيال الأمين العام السابق، السيد عباس موسوي، العام 1992، إلا أن الحزب لم يتأثر بل إزداد قوة بتولي نصر الله". 
أكد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن أمريكا وإسرائيل، أدركتا أن إيران وأذرعها المسلحة، جادون في تنفيذ تهديداتهم بالثأر لرجالاتهم، وأخرهم قائد فيلق "القدس"، قاسم سليماني، لذلك لن تقبل أمريكا وإسرائيل مجددًا على خطوة تصفية واغتيال قادة إيران وأذرعها المسلحة، وأن الضغط الاقتصادي على طهران وأذرعها هو الأجدى في الوقت الحالي.
بطة عرجاء
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي رجب، قال لـ"الرئيس نيوز": "جميعنا يدرك أن أمريكا وإسرائيل إذا ما أرداتا تعقب شخص لاغتياله فعلت ذلك، وكثير من الوقائع تؤكد ذلك مثل اغتيالهم لزعماء إرهابيين، مثل أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي، وخليفة (داعش) أبو بكر البغدادي، وأخيرًا قائد فيلق (القدس) قاسم سليماني، وهو أهم رمز عسكري إيراني لعب أدورًا فارقة في صراعات المنطقة، فضلًا عن دوره في تشكيل المنطقة وإعادة رسم تحالفاتها".
أشار الباحث إلى سهولة قيام إسرائيل بذلك، لكن المسألة تعد مسألة وقت ليس أكثر، مرجحًا أن إسرائيل لم تقبل هذه الخطوة إلا بعد تجفيف مصادر الحزب، وتحويله إلى "بطة عرجاء".
أوضح رجب أنه يقصد بتجفيف إسرائيل لمصادر الحزب، إغراقه في مشاكل داخلية، وقطع مصادر التمويل سواء المالي أو السلاح، حتى يبقى الحزب بل سند قوي، فيبدأ إحراقه شعبيا، لفت الباحث في الشؤون الإيرانية، أن شحص السيد حسن نصر الله، لن يتكرر من حيث الظرف التاريخي وتطورات المنطقة.
لذلك رجح رجب، أنه في حال أقبلت إسرائيل على خطورة الاغتيال، ربما ينطفيء وهج الحزب، وقد يتففتت، وهذه هي مرحلة طبيعية في عمر أي جماعة مسلحة، (صعود ثم هبوط وتفكك)، مشيرًا إلى أنه لا يعرف في الوقت الحالي أي قيادات في الحزب توازي شخصية نصر الله، من الممكن أن يتولى منصب الأمين العام خلفًا له، ولو وجدت ستكون بنسبة لن تتخطى الـ60%.
وعن قدرة نصر الله على الاختباء، قال رجب: "أي تنظيم فيه نقاط ضعف مهما بلغت قدرته على التخفي، واكتشاف عملاء بشكل كبير داخل الحزب، يجعل تحديد مكان نصرالله سهل  حتى لو تضاعف التأمين بعد مقتل سليماني"، وتابع: "صاحب قرار الاغتيال يدرك أين يوجد نصرالله، لكن الأمر يتوقف على التوقيت".