الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جنود مجهولة في جائحة كورونا.. مؤمن يحضر وجبات المرضى بمستشفى العزل

الرئيس نيوز

منذ أن ظهر فيروس كورونا وتحول إلى جائحة اجتاحت العالم وظهر معها أبطال مجهولون يحاربون الفيروس المميت بهدوء دون ضجيج من حولهم.

تلقى الشيف مؤمن عبدالرازق 25 عاما، اتصالا هاتفي من أحد اصدقائه يعرض عليه العمل ضمن طاقم العمل في أحد مستشفيات العزل لم يتردد مؤمن في قراراه أجابه بالموافقة على الفور دون أن يعرض الأمر على زوجته أو عائلته: "انا أحب مهنتي، شعرت بأنها لحظة مميزة لأن أسجل دورًا في التاريخ، ما يمر به العالم من حولنا ليس بالقليل والمحنة أكبر من دول كبرى مجتمعة، عندما عرض علي الأمر شعرت أنها لحظة هامة لأخدم وطني وأدلل على عشقي لمهنتي".

نقاش سريع دار بينه وزوجته، يقول مؤمن: "كانت مفاجأة لم أرد اخبارها بالأمر حتى لا تؤثر على قراري، أنا حقا أفتخر بكوني سأنضم إلى طاقم مستشفى العزل الصحي، هي شعرت بالخوف والذعر من الخطوة، جالت كل الأفكار السيئة في ذهنها، وهاجمتني بالعديد من التساؤلات: ماذا لو نقلت إليك العدوى؟ هل ستتركنا أنا وابني نواجه الحياة بمفردنا؟ كيف سنمضي وقت غيابك عن المنزل؟ لماذ لم تشركنا في القرار؟.

يقول مؤمن: "ثلاثون يوما قضيتها داخل مستشفى العزل رفضت العودة إلى أسرتي خوفا عليهم، بالرغم أنه يتم عمل كافة الإجراءات الوقائية والفحص المستمر للمتواجدين داخل المستشفى من العاملين إلا أنني شعرت أنني جندي لا يستطيع ان يترك موقعه في المعركة".

قابل مؤمن أسئلة أسرته بهدوء، واحتضن زوجته في رسالة طمئنة وطبع قبلة فوق جبينها: "أنا ذاهب لعمل خير ولن نضار جراء فعل الخير، الخطر قد يصل للجميع وعلينا أن نواجه وأن نكون في الصفوف الأولى، ستكون ذكرى لحياة طويلة نرويها لأحفادنا ويتناقلونها من بعدنا".

الأسبوع الأول لم يمر سريعا، كان بطيئا للغاية، الأيام تمر بصعوبة، يحاول مؤمن أن ينهك نفسه في العمل يوميا، يستيقظ في الساعة السادسة صباحا ليبدأ عمله في التحضير لإطعام 300 فرد من الأطباء والمرضى والعاملين: "هناك بعض المرضى لا يستطيعون الصيام لظروفهم الصحية لذا نبدأ في الصباح الباكر في تجهيز وجبة الإفطار لهم ومن ثم وجبة الغداء، بعد الانتهاء تبدأ مرحلة آخرى تتمثل في إفطار الأطقم الطبية الصائمة والعاملين وبعض المرضى الذين فضلوا الصيام، وبعد فترة وجيزة يتم تحضير السحور لهؤلاء من جديد".

يجري العمل على قدم وساق في الطابق الخاص بتجهيز الطعام، تقسم المهام على فريق يضم 10 أفراد، يرأسهم مؤمن الشيف الرئيسي، ينقسم الطقم إلى 3 مجموعات (مجموعة خاصة بالطبخ، ومجموعة خاصة بوضع الطعام في الأطباق، ومجموعة خاصة بالتغليف وتقديم الطعام).