الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مصر تقود تحالف دولي لمواجهة القرصنة التركية في شرق المتوسط

الرئيس نيوز

أعلنت مصر عن تحالف دولي يضم اليونان وقبرص والإمارات العربية المتحدة وفرنسا لمواجهة التحركات الاستفزازية التركية في ليبيا والبحر المتوسط. جاء الإعلان خلال اجتماع افتراضي ضم وزراء خارجية  الدول الخمس في النصف الأول من مايو الماضي، فما هي فرص نجاح هذا التحالف في التصدي لمحاولات البلطجة التركية؟

أعلن التحالف الخماسي عزمه التركيز على ضبط التحركات في المياه الإقليمية الخالصة لقبرص، حيث تقوم تركيا بعمليات تنقيب غير قانونية في شرق البحر المتوسط على الرغم من وقوع المنطقة ​​تحت السيادة القبرصية، في تحدٍ لأحكام القوانين الدولية، ووفقًا لموقع المونيتور الأمريكي، نجحت إدانة التحالف لانتهاكات تركيا المتصاعدة للمجال الجوي اليوناني في أن توصل صوتًا دوليًا متضامنًا ومتسقًا إلى المجتمع الدولي.

كان الاتحاد الأوروبي قد أدان عمليات الحفر والاستكشاف لسفينة الحفر التركية يافوز التي تم تثبيتها قبالة قبرص منذ أبريل، وجاءت إدانة الاتحاد الأوروبي في 16 مايو، أي بعد 5 أيام فقط من انعقاد الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية  الدول الخمس. وقبل ذلك بأقل من أسبوعين؛ أدانت اليونان تحليق طائرتين تركيتين فوق الجزر اليونانية، واستهجنت أثينا مضايقات الطائرات التركية لمروحية يونانية كانت تقل وزير الدفاع وقائد الجيش اللذين كانا في مجهتهما فوق جزيرة صغيرة في بحر إيجه.

وأدان التحالف الإجراءات التركية في ليبيا، لا سيما نقل المرتزقة من المشهد السوري إلى ليبيا وانتقد مذكرة التفاهم بشأن ترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط ​​ومذكرة أخرى للتفاهم بشأن التعاون الأمني ​​والعسكري، اللتين تم التوقيع عليهما في نوفمبر 2019 بين تركيا وحكومة فايز السراج ومقرها طرابلس.

وقبل انتصاف مايو، قدمت شركة البترول التركية طلبًا إلى حكومة السراج للحصول على إذن لبدء التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط. كما ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع السراج في 17 مايو الخطوات التنفيذية لتلك الخطوة.

ونشط التحالف في التصدي لدور تركيا المشبوه في تأجيج الحرب المستمرة في ليبيا والدعم العسكري التركي لحكومة السراج، داعياً تركيا إلى وقف تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا على متن سفنها وطائراتها وبوارجها. وتوقع موقع المونيتور أن يواصل التحالف الخماسي الدولي مشاوراته، وهذه الإجراءات من شأنها أن تضع تركيا في وضع حرج.

ويبدو أن بيان التحالف قد أغضب أنقرة، فاستمرت الخارجية التركية في تبني المغالطات متهمة الدول الخمسة بزعزعة استقرار المنطقة، لكن مصر والإمارات تدعمان علناً ​​الجيش الوطني الليبي، الذي تعول عليه الإدارة الأمريكية كثيرًا في مكافحة الإرهاب والميليشيات المتطرفة، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن في ديسمبر 2019 بعبارة قاطعة لا تحتمل التأويل: "نحن ندعم الجيش الوطني الليبي ولن نتخلى عنه".

وفي وقت سابق من العام الجاري، أشادت الإمارات بجهود الجيش الوطني الليبي في مواجهة الميليشيات المتطرفة في ليبيا. ويعتقد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحاته لـ"المونيتور"، أن التحالف الخماسي "نجح بالفعل في تحقيق هدفه الأول وهو إثارة مخاوف تركيا، وهو ما ظهر في بيان وزارة الخارجية التركية الذي هاجم كل من الدول الأطراف في التحالف".

وتابع فهمي: "اكتسبت مشاركة فرنسا في التحالف أهمية قصوى، حيث أنها تعتبر قوة فاعلة في الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تسهم في فرض عقوبات متوقعة على تركيا من أجل حماية قبرص من الانتهاكات التركية".

وأضاف فهمي أن "فرنسا ستلعب دورًا مهمًا في الحلف لأنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي يمكنها استخدام حق النقض ضد أي قرار من شأنه أن يخدم التحركات التركية في ليبيا".

وأشار فهمي إلى أن فرنسا تعطي دفعة جديدة للتحالف الجديد، حيث أنها جزء من المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي، التي أطلق عليها اسم إيريني، والتي تم إطلاقها في أبريل لفرض حظر أسلحة على ليبيا "ومنع تركيا من إرسال الأسلحة إلى حكومة السراج لمحاربة الجيش الوطني الليبي".

في مطلع مايو، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأطراف في البعثة البحرية إيريني إلى إعادة النظر في دعمهم للجيش الوطني الليبي. في غضون ذلك، نشرت وكالة أنباء الأناضول التركية التي تديرها الدولة مقالاً في 10 مايو، اتهمت فيه فرنسا بمنع الدعم العسكري التركي لحكومة السراج.

في يوليو 2019، اتهم وزير داخلية السراج فتحي باشأغا فرنسا بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم الجيش الوطني الليبي في هجومه على طرابلس. من ناحية أخرى، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه لمحاربة الجيش الوطني الليبي للإرهاب خلال اجتماعه في 9 مارس مع المشير خليفة حفتر في باريس.

وأكد فهمي "أن الانتهاكات التركية المستمرة في ليبيا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​من المحتمل أن تتسبب في عسكرة التحالف وتشكيل قوة عسكرية مشتركة لحماية مصالح الدول المعنية وتعزيز التنسيق الأمني ​​والاستراتيجي والإعلامي ضد تركيا".

وقال المحلل السياسي الليبي حسن الحاسي لموقع "المونيتور": "ستشهد الفترة المقبلة تشكيل تحالفات جديدة مثل التحالف الخماسي حول التدخل العسكري التركي المعلن في دعم حكومة السراج وتهديد مصالح المعنيين. بلدان."

وأضاف الحاسي أن "مصر هي الضامن للتماسك المستمر للتحالف المذكور للحفاظ على أمنها القومي على الحدود مع ليبيا ضد الحركات التركية"

ولفت إلى تأكيد الرئيس السيسي خلال اجتماع مجموعة الاتصال التي يقودها الاتحاد الأفريقي في ليبيا في 19 مايو، وخاصة عبارة الرئيس التي اشارت إلى أن "استقرار ليبيا هو أحد محددات الأمن القومي المصري" وكان الرئيس السيسي قد أكد أنه "لا تسامح مع الجماعات الإرهابية ومن يدعمها".

واختتم الحاسي تصريحاته قائلاً: "انضمت فرنسا إلى التحالف [الذي تم تشكيله مؤخرًا] بهدف الحفاظ على مصالحها في ليبيا المهددة من قبل تركيا ودعمها لحكومة السراج. ولهذا ستسعى فرنسا [باستمرار] لدعم وتعزيز التحالف الخماسي".