الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

العين على ليبيا.. الجيش الأمريكي يدرس نشر قوات في تونس

الرئيس نيوز

يدرس الجيش الأمريكي نشر "لواء دعم" في تونس، ولكن لم يتقرر تكليف القوات المزمع نشرها بأي دور قتالي، وفقًا لتقرير نشره موقع آراب ويكلي الذي أوضح أمس السبت أن الحديث المتداول في واشنطن يجري حول وحدة تدريب صغيرة كجزء من برنامج المساعدة العسكرية، ولا يعني بأي حال من الأحوال تنفيذ أي مهام قتالية.

رجحت مصادر مقربة من إدارة ترامب للموقع اللندني أن نشر كتائب مساعدة قوات الأمن في تونس يأتي وسط مخاوف من تداعيات محتملة للصراع الليبي والنشاط الروسي هناك. وقالت قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا (أفريكوم) نقلاً عن الجنرال ستيفين تاونسند، قائد أفريكوم في نفس اليوم عبر الهاتف إلى وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي: "نحن نبحث عن طرق جديدة لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة مع تونس، بما في ذلك استخدام لواء المساعدة في دعم قوات الأمن لديكم".

وفقًا لمواقع عسكرية أمريكية، فإن كتائب مساعدة قوات الأمن (SFAB) هي "وحدات متخصصة ذات مهمة أساسية لإجراء التدريب وتقديم المشورة والمساعدة والتمكين والعمليات المصاحبة مع الدول المتحالفة والشريكة".

الخوف من روسيا

كان الدور الروسي المتزايد يلوح في الأفق في المناقشة الهاتفية بين وزير الدفاع التونسي والجنرال تاونسند. وقال بيان أفريكوم: "مع استمرار روسيا في تأجيج نيران الصراع الليبي، فإن الأمن الإقليمي في شمال إفريقيا يشكل مصدر قلق متزايد".

وبعد محادثة هاتفية سابقة مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، 5 مايو، نقل عن وزير الدفاع التونسي تأكيده على رغبة بلاده في "توسيع التعاون" مع الولايات المتحدة على أساس "الثقة المتبادلة".

كانت هناك علاقات وثيقة بين التعاون الأمني ​​والعسكري بين تونس والولايات المتحدة منذ استقلال الدولة الواقعة في شمال أفريقيا عام 1956.

خلال السنوات القليلة الماضية، شاركت الولايات المتحدة في مساعدة تونس على محاربة تهديد الجماعات التكفيرية على حدودها مع الجزائر وليبيا. في عام 2015، ساعدت في بناء سياج إلكتروني وخندق على الحدود التونسية الليبية لوقف تسلل الإرهابيين.

منذ عام 2011 استثمرت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في الجيش التونسي. وقالت قيادة أفريكوم إن الجهود المتبادلة عززت أمن الحدود التونسية والاستخبارات العسكرية والعمليات الجوية البرية. وقالت وزارة الدفاع التونسية إن الولايات المتحدة هي شريك رئيسي في جهود "بناء القدرة العملياتية للجيش التونسي".

في وقت سابق من الأسبوع الماضي، اتهم الجيش الأمريكي روسيا بتسليم 14 طائرة مقاتلة من طراز ميج–29 وسوخوي– 24 إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي، على الرغم من نفي الجيش الوطني الليبي وعضو في البرلمان الروسي.

قلق الوجود التركي في ليبيا

وفقًا لبعض الخبراء، تنوي روسيا وضع نهاية للتحركات المدعومة من تركيا من قبل حكومة فايز السراج المتعاونة مع المليشيات المتطرفة، وأوضح ولفرام لاتشر الباحث بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن الطائرات في الجفرة يمكن أن تعمل الآن "كرادع" لأي هجوم جديد من قبل هذه الميليشيات التي تدعمها تركيا.

وشدد على أنه "يبدو أن الغرض من المقاتلات وإعادة الانتشار إلى وسط وجنوب ليبيا الآن تحقيق الاستقرار وتجميد الوضع العسكري".

لكن الجيش الأمريكي وبعض حلفائه في أوروبا الشرقية يشعرون بالقلق من وجود عسكري روسي أكبر على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.

وقال البريجادير جنرال جريجوري هادفيلد نائب مدير المخابرات العسكرية: "إذا حصلت روسيا على موقف دائم في ليبيا، والأسوأ من ذلك، قامت بنشر أنظمة صواريخ بعيدة المدى، فسيكون هذا بمثابة تغيير في اللعبة بالنسبة لأوروبا والناتو والعديد من الدول الغربية". ثمة مصدر قلق آخر، حسب هادفيلد، هو أنه قد تكون هناك صواريخ أرض-جو روسية حديثة التركيب في ليبيا.

وأضاف أن تدخل روسيا في ليبيا يمنحها الوصول إلى نفط البلاد و"قاعدة عسكرية متمركزة بشكل استراتيجي على مسافة غير بعيدة عن أوروبا الغربية".

وقال فيكتور بونداريف، قائد القوات الجوية الروسية السابق الذي يرأس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، إن الطائرات ليست روسية، ولكن يمكن أن تكون طائرات تعود إلى الحقبة السوفيتية مملوكة لدول أفريقية أخرى. واشتكى المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري هذا الأسبوع من أن الجيش الأمريكي يركز على دور روسيا لكنه يتجاهل التدخل العسكري التركي.

ويعتقد أن الدعم العسكري والاستخباري لأنقرة، بما في ذلك وجود أفراد الجيش التركي، ونشر الطائرات بدون طيار وإرسال مرتزقة من سوريا، قد حول المد الذي أدى إلى استعادة حكومة الوفاق لقاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية في 18 مايو، ما دعى أحد كبار المسؤولين الأتراك للتفاخر قائلاً: "في الأسابيع القليلة الماضية، كان هناك تغيير كبير في التوازن في ليبيا".

ولم تصدر تونس أي رد فعل رسمي على اقتراح أفريكوم الأمريكي بنشر لواء المساعدة. ونفت السلطات التونسية في الماضي وجود أي قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي التونسية. وتتمتع تونس بمكانة مهمة "كشريك رئيسي لحلف الناتو".