الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أول تصريح إثيوبي بعد العدوان على الأراضي السودانية

الرئيس نيوز

بعد صمت دام لنحو ثلاثة أيام على تهديد السودان لإثيوبيا بالحرب الشاملة، إذا ما ستمرت الأخيرة في الانتهاكات الحدودية بين الدولتين، أعربت الخارجية الإثيوبية، اليوم الأحد، عن تعاطفها وتعازيها لأسر ضحايا الحادث الحدودي مع السودان.

أكدت الوزارة على ضرورة العمل سوياً من خلال الآليات العسكرية الموجودة للتحقيق في ملابسات الحادث. وشددت في بيان نشرته على صفحتها على موقع "فيسبوك"، أنها "لا ترى أي سبب لدخول البلدين في حالة من العداء".

واستدعت وزارة الخارجية السودانية السبت القائم بالأعمال الإثيوبي احتجاجاً على مقتل ضابط وإصابة تسعة من المدنيين والعسكريين في اشتباك الخميس بين ميليشيا إثيوبية والقوات السودانية في منطقة الفشقة الحدودية بين البلدين، متهمةً القوات الإثيوبية بمساندة الميليشيا.

وقالت الخرطوم في بيان "استدعت وزارة الخارجية اليوم القائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على توغل ميليشيات إثيوبية مسنودةً من الجيش الإثيوبي واعتدائها على المواطنين والقوات المسلحة داخل الأراضي السودانية".

وقُتل ضابط سوداني برتبة نقيب في اشتباك مع ميليشيا إثيوبية الخميس في منطقة على الحدود بين السودان وإثيوبيا، وفق ما أعلن الجيش السوداني.

الفشقة الخصيبة

المنطقة السودانية المحتلة من قبل إثيوبيا هي الفشقة، وهي منطقة تعترف أديس أبابا بملكية السودان لها، لكنها ترفض البدء في أي خطوات في تسليمها للخرطوم، وتخوض الدولتان مفاوضات مطولة منذ عقود بشأنها، وتوصلت الدولتان إلى اتفاق كان يقضي بانسحاب الميليشيا الإثيوبية من تلك المنطقة، على أن يتم إعادة نشر قوات حرس الحدود بين الدولتين لدعم الاستقرار فيها، لكن حدثت الاعتداءات الأخيرة.

ومنذ العام 1993، وتسيطر على الميلشيا الإثيوبية المدعومة من الجيش على تلك المنطقة، وسمحت للمزارعين الإثيوبيين بزراعة المنطقة ووفرت لهم الحماية، كما أعطتهم الضوء الأخضر في انتزاع مشاريع زراعية سودانية.

المنطقة أخصب المناطق الزراعية، وتعود ملكيتها لمزارعين سودانيين، وتتجاوز مساحتها  5700 كيلوا متر مربع، وتقع على الحدود السودانية الإثيوبية بطول 168 كيلوا مترًا، وتوصلت البلدين إلى اتفاق على 1995 لإاستغلال المنطقة بإقامة شماريع حيودية تخدم سكان تلك المنطقة شريطة إخلائها من العسكريين.

المثير للدهشة أن نظام عمر البشير أهمل المنطقة، ولم يقم فيها أي مشاريع عمرانية أو تنموية، في حين حرص الجانب الإثيوبي على إقامة مشاريع عمرانية وأخرى تنموية.

وزار رئيس الأركان الإثيوبي آدم محمد، السودان، أبريل الماضي، وناقش مع نظيره السوداني قضايا الحدود، حسب تقارير صحفية، فإن زيارة رئيس هيئة الأركان، يهدف جزء منها لمعالجة النزاع بين البلدين على منطقة "الفشقة" السودانية، والتي استولت عليها قوات محسوبة على حكومة إقليم "أمهرا" الإثيوبي، بعد أن طردت المزارعين السودانيين منها إبان حكم نظام المعزول عمر البشير.

وحسب التقارير، فإن رئيس الأركان الإثيوبي اتفق مع المسؤولين السودانيين على خطة تعود بموجبها قوات البلدين لحدودها الدولية في غضون أسبوعين، على أن تباشر لجان ترسيم الحدود وضع العلامات الحدودية على الفور، وذلك عقب لقاء ينتظر أن يجمعه غدا مع رئيس الوزراء آبي أحمد، لتقديم تفاصيل اجتماعاته في الخرطوم.

ترسيم 1902

ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا محسوم منذ العام 1902 إذ تراضت البلدين على ترسيم الحدود، خاصة أن إثيوبيا كانت تقودها في ذلك الوقت حكومة وطنية، بينما السودان كان خاضعًا للاستعمار؛ وبالتالي إثيوبيا ليس لها أي حجج بأن هذا الترسيم تم بدون إرداتها، بل بقي فقط البدء في التنفيذ.