الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

كاتب لبناني عن الغنوشي: ضحالة فكرية وطموح عريض في التخريب

الرئيس نيوز

راشد الغنوشي، رئيس حركة "النهضة" الإخوانية التونسية، وأحد أبرز قيادات الإسلام السياسي في الوقت الحالي، ومن العناصر المؤثرة في التنظيم "الدولي للإخوان المسلمين"، بدا أنه يحاول تحقيق المزيد من التداخلات في أزمات المنطقة، خاصة الليبية مستغلًا منصبه الجديد، رئيسًا للبرلمان التونسي، إلا أن المعارضة ممثلة في حزب "الدستوري الحر" تحاول لجمه لمنعه من التمادي في ذلك السياق.

أين أنت من العقاد؟

الكاتب الصحفي والأكاديمي اللبناني، رضوان السيد، حكى في مقال نشره بصحيفة "الشرق الأوسط" أول موقف قيم من خلاله المستوى الثقافي والفكري لراشد الغنوشي. فيقول رضوان: "أواخر الثمانينيات أرسل إليّ خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة ببيروت يومها، مخطوطة راشد الغنوشي عن قواعد وأصول الديمقراطية الإسلامية أو الديمقراطية في الإسلام".

يتابع قائلًا: "النص كام متواضعًا، وظل نحو ستة أشهر يصحّح ويُراجع تفاصيل في القرآن والحديث والنقول عن كتب في مقاصد الشريعة، وكان الواضح أن الرجل ينقل من مراجع ثانوية لا من المصادر ذاتها. وعندما أعدتُ الكتاب مصحَّحاً لحسيب، وقرأ تقريري عنه، قال: الرجل معذور فهو في المنفى في لندن، وليس عنده مكتبة! قلت في التقرير فيما أذكر: الأطروحة متواضعة، فالديمقراطية في الإسلام لعباس العقاد أكثر إقناعاً منها".

يؤكد رضوان أن الغنوشي ليس قطبياً ولا مودودياً، بل يقع بين القرضاوي والترابي، وليست لديه قدرات فكرية تنظيرية، ولا علم عميق بالإسلام، لكن هو سياسي براجماتي، وقد تبين حذره الشديد بعد سنوات المنفى (رغم استمرار تأثيرات القرضاوي والترابي)، إذ لم يصر على وضع نفسه في مقدمة المشهد. وعندما سقط الإخوان في مصر عام 2013 يقال إنه ذهب إلى تركيا لاجتماع العالمية الإخوانية، وقدّم نقداً مريراً لإخوان مصر، وكيف أرادوا الاستيلاء على كل شيء مرة واحدة ففقدوا كل شيء خلال أقل من عامين!

ومما يدلل على أن الغنوشي براجماتي، تصريحه في اجتماعٍ حزبي أنه يقول بالفصل بين الدعوي والسياسي في عمل حزب النهضة. ويشير رضوان ان أحد أنصار الغنوشي وهو مقيم في لبنان في سنوات المنفى، أخبره أن القواعد غاضبة من الشيخ؛ لأن ذلك بمثابة فصل الدين عن الدولة، لكن هذا التصريح لإرضاء علمانيي تونس.

غنائم ليبيا

 يحكي رضوان عن حديث دار بينه وبين سياسي ليبي توفى مؤخرًا، كان بمناسبة بدء المشير حفتر حملته على طرابلس، إذ قال السياسي الليبي: "لن يسمح الجزائريون والغنوشي والطليان والقرضاويون وإخوان السودان وآخرون بزوال حكومة الميليشيات في طرابلس، من أجل الغنائم، ومن أجل إزعاج مصر وأمنها".

يتابع رضوان: "توصلت بعد ذلك من رجل أعمال ليبي قدم إلى لبنان عبر تونس، قال إنّ إخوان مصر يتكاثرون بطرابلس، وبعضهم قادم من تركيا والبعض الآخر من السودان. ثم تبين أنهم كانوا طلائع إردوغان الذي جُنَّ جنونه لحرمانه من غاز المتوسط ونفطه، ومن نجاح مصر، ومن إصرار السعوديين والمصريين والإماراتيين على معارضة غزواته في الديار العربية".

لفت الأكاديمي اللبناني، إلى أن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، رفض في البداية مقاربات أردوغان، إلا أن الغنوشي أخبره بأن حفتر بذلك الوضع سينتصر على ميليشيات طرابلس، وأقنعه بقبول مقاربات أردوغان؛ لإيقاف حفتر.

أكد رضوان أن شخصية الغنوشي كل طموحها أن يصبح زعيماً أوحد في بلده، ومرجعية بارزة في "العالمية" الإخوانية، إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك حتى الآن، لذلك تراه يتبع تلك السياسات التخريبية في المنطقة.