السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

احتجاجات مقتل جورج فلويد تنذر بموجات جديدة من كورونا في أمريكا

الرئيس نيوز

وجهت عمدة أتلانتا، إحدى العشرات من المدن الأمريكية التي تعرضت لاحتجاجات حاشدة في الأيام الأخيرة، رسالة للمتظاهرين قائلة: "إذا كنت ضمن من خرجوا للاحتجاج الليلة الماضية، فربما تحتاج إلى الخضوع لاختبار COVID هذا الأسبوع".

وقالت عمدة أتلانتا كيشا لانس بوتومز، في تحذيرها: "لا يزال هناك جائحة في أمريكا تقتل السود والبيض على قدم سواء بأعداد أكبر".

قالت صحيفة دايلي ميل البريطانية إنه مع رفع أوامر الطوارئ وإعادة فتح الشواطئ والشركات، فقد أضيفت الاحتجاجات إلى قائمة المخاوف من موجة ثانية محتملة من تفشي فيروس كورونا، تلك المخاوف التي لم تكن حكرًا على الولايات المتحدة، بل أثيرت أيضًا حول تجدد الاحتجاجات في كل من باريس وهونج كونج، حيث يتهم المتظاهرون المناهضون للحكومة الشرطة باستخدام قواعد وإجراءات التباعد الاجتماعي كذريعة لتفريق مسيراتهم، ولكن يصر خبراء الصحة على أن ثمة مخاطر صحية حقيقية تنذر بها التجمعات الغاضبة محذرين من مغبتها.

قنابل موقتة في الشوارع

يخشى خبراء الصحة من أن حاملي الفيروس الذين لا تبدو عليهم أي أعراض من الممكن أن يتسببوا في إصابة الآخرين عن غير قصد في التجمعات الحاشدة التي ينصرف اهتمامها إلى الصياح والتعبير عن الغضب بالهتافات المتهكمة من أداء الحكومة، والعديد منهم لا يرتدون كمامات أو أقنعة واقية.

وأكد برادلي بولوك، رئيس قسم علوم الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا "سواء أطلقت عليهم الغازات المسيلة للدموع أم لا فإن ذلك لن يمنع انتشار الإصابة بالفيروس أثناء التواجد في تجمعات حاشدة".

وقالت متظاهرة في أتلانتا للدايلي ميل، إنها لم يكن لديها خيار بعد وفاة رجل أسود يدعى جورج فلويد يوم الاثنين الماضي بعد أن ضغط ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس على رقبته.

وقالت سبينس إنجرام، امرأة سوداء، بعد مسيرتها مع متظاهرين آخرين إلى مبنى الكابيتول في أتلانتا  "هذا السلوك ليس مقبولاً أننا في خضم جائحة، ولا ينبغي أن نخاطر هنا بحياتنا، وفي نفس الوقت يجب عليّ أن احتج حفاظًا على حياتي وأناضل من أجل حياة الآخرين طوال الوقت."

أزمتان بدلا من واحدة

اندلعت التظاهرات في أعقاب وفاة جورج فلويد، رجل أسود كان محتجزًا لدى الشرطة في مينيابوليس، في نيويورك. وأثارت الاحتجاجات الضخمة التي اجتاحت المدن الأمريكية في أعقاب مقتل الشرطة لرجل أسود في ولاية مينيسوتا مخاوف من تصاعد جديد في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وتداولت وسائل الإعلام الصور التي تظهر الآلاف من المتظاهرين الصارخين بدون أقنعة أو كمامات  ما تسبب في رعب في أوساط العاملين بالرعاية الصحية، الذين يخشون من عدم سماع دعواتهم إلى التباعد الاجتماعي خلال المظاهرات.  

بعد ليلة أخرى من الاضطرابات في مينيابوليس، قال حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز إن العديد من المتظاهرين الذين يرتدون الأقنعة "يتسببون في الارتباك والاستفادة من هذا الوضع".

وحذر مفوض الصحة بالولاية من أن الاحتجاجات من شبه المؤكد أنها ستؤجج حالات جديدة من الإصابة بالفيروس. وأبلغت مينيسوتا عن 35 حالة وفاة يوم الخميس، وهو أعلى مستوى في يوم واحد من تفشي المرض، و 29 حالة وفاة أخرى يوم الجمعة. وقال عمدة مينيابوليس جاكوب فراي: "الآن أصبحت لدينا أزمتان بدلاً من واحدة".

تأتي الاحتجاجات في وقت بدأت فيه العديد من المدن الأمريكية في تخفيف أوامر البقاء في المنزل. عندما أعلن مسؤولو لوس أنجلوس عن إعادة فتح المتاجر الأسبوع الماضي. ولم يمنع وباء كورونا مئات الأشخاص من التجمع في احتجاج وإغلاق الطريق السريع.

حتى بالنسبة للعديد من المتظاهرين الذين كانوا يرتدون أقنعة، فإن هؤلاء لا يضمنون الحماية من فيروس كورونا. وتوصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بارتداء الكمامات والأقنعة.

أوروبا وآسيا على خط الاحتجاج

في أوروبا، خالفت النقابات في باريس حظر التجمعات الكبيرة أمس السبت في مسيرة للاحتجاج على ظروف العمال في البلاد بشكل غير قانوني. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود وقالت إنها حظرت المسيرة بسبب "المخاطر الصحية التي يحتمل أن يؤدي غليها التجمع الحاشد".

من جانبها، استخدمت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والرصاص المطاطي لتفريق الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة. تم تمديد حظر التجمعات لأكثر من ثمانية أشخاص حتى 4 يونيو، وهو يوم الوقفة الاحتجاجية السنوية على ضوء الشموع بمناسبة ذكرى حملة الجيش الصيني عام 1989 على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ميدان تيانانمن ببكين.

تم الإبلاغ عن أكثر من 6 ملايين إصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 369000 حالة وفاة وأكثر من 2.5 مليون حالة تعافي، وفقًا لإحصاء جونز هوبكنز. يعتقد على نطاق واسع أن عدد ضحايا كورونا الحقيقي أعلى بكثير، حيث يقول الخبراء أن العديد من الضحايا ماتوا بسبب الفيروس دون أن يتم اختبارهم على الإطلاق.