الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

النميري يطلب من مبارك "طائرة عسكرية".. وأبو غزالة يرفض

مبارك مع الرئيس السوداني
مبارك مع الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري

في 30 مايو 2009، أسدل الستار على حياة واحد من الحكام العرب المثيرين للجدل، هو الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري.

صعد النميري إلى قمة السلطة في السودان في مايو 1969 وأطيح به في أبريل 1985، بعد 16 سنة له في الحكم شهدت ارتباكا وتناقضات سياسية حادة، من اليسار إلى الوسط إلى التشدد الديني.

وبين توليه الحكم وإجباره على التخلي عنه، كان النميري في قلب أحداث درامية مثيرة، في أواخر مارس 1985، سافر النميري إلى واشنطن في رحلة علاج، تاركا الغضب يتأجج في الشارع ومفاصل الحكم، وعندما كان عائدا في الطائرة إلى بلده أبلغ باستيلاء العسكريين على السلطة.

في تلك اللحظة أشار عليه مرافقوه بشيء سيحدد مصيره فيما بعد، إذ نصحوه باللجوء إلى مصر والهبوط في القاهرة.

كان مصر آنذاك تحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي كان يرتبط هو والنميري بعلاقة مميزة، بدأت من الصورة الشهيرة لمبارك وهو يحلف اليمين الدستورية رئيسا بعد اغتيال السادات، إذ كان النميري جالسا بجانبه على المنصة.

هبطت طائرة النميري في مطار القاهرة، وأجرى الرئيس السوداني اتصالات سريعة بمبارك، الذي قدم "نصيحة ودية" بعدم الذهاب إلى الخرطوم، بناء على اتصالات تلقتها مصر من السودان.

كان وجهة نظر مبارك أن ظهور النميري في المشهد سيؤدي إلى انقسام حاد في السودان ربما يصبح دمويا، لكن النميري لم يقتنع بنصيحة صديقه المصري.

غير أن مشكلة أخرى عرقلت المغامرة التي كان ينوي النميري القيام بها، إذ رفض أحد طاقم الطائرة الرئاسية الإقلاع.

هنا لجأ النميري إلى حيلة أخرى فطالب مبارك بتفعيل اتفاقية "الدفاع المشترك"، والتي يترتب عليها في مثل هذا الظرف توفير طائرة مصرية له تكون تحت تصرفه، لكن المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، رفض الطلب آنذاك، وقال إنه لن يخاطر بطائرة عسكرية مصرية ويبعث بها إلى السودان.

 فهم النميري أن الوقت قد فات وأن عليه السماح لنصيحة مبارك وديا، بدلا من أن يجبر على ما هو أسوأ من ذلك، وبقى في مصر ولم يغادر.

أحسن مبارك ضيافة جعفر النميري الذي طلب اللجوء السياسي إلى مصر، وبقى فيها مقيما في فيلا للضيافة بمنطقة مصر الجديدة منذ عام 1985 إلى عام 2000، عندما عاد إلى السودان باحثا عن دور جديد في ظروف مغايرة، وأعلن تشكيل حزب سياسي جديد، إلى أن توفي في مثل هذا اليوم عام 2009.