الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحليل| دلالات انهيار "داعش" داخليًا.. والتنظيم يرد بـ"ضرب الرقاب"

الرئيس نيوز

بينما تظهر البيانات والأخبار المتواترة إخفاقات تنظيم "الدولة"؛ ممثلة في قتل وتوقيف العديد من قيادتها من الصف الأول، لا يزال التنظيم الإرهابي يتنكر لهذا ويؤكد تماسك جبهته الداخلية وجاهزية أنصاره لمواصلة القتال خاصة في (العراق وسوريا ودول غرب أفريقيا).
التنظيم تطرق إلى وضعيته الداخلية، في إصدار مرئي عممه على المواقع التابعة له يحمل اسم "فضرب الرقاب"، زعم فيه أن أعداءه يصدرون يوميًا تقارير تقول إن هناك انشقاقات وانهيارات في صفوف التنظيم، إلا أن ذلك غير حقيقي.

انقسامات وانشقاقات

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، العميد يحيى رسول، أكد خلال لقاء متلفز له أن استهداف القيادات في الصف الأول لتنظيم "داعش" الإرهابي مهم للغاية، وأن الجماعة الإرهابية تعاني في الوقت الحالي انقسامات داخل التنظيم خاصة بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، إلا أنه لم يتطرق إلى طبيعة تلك اللانقسامات أو أسبابها.
رسول اكتفى بالقول إن الانقسامات موجودة داخل تنظيم داعش، وأن هناك فقدان لموضوع القيادة والسيطرة للتنظيم. وأن معركة الجيش العراقي مع التنظيم هي معركة استخبارات وأن هناك تطور ملحوظ في العمليات العسكرية لكن هناك بقايا للتنظيم لذا على الدولة تكثيف الجهود عبر متابعة واستهداف قيادات الجماعة الإرهابية.
أشار رسول إلى أن الإرهابيين كانوا يخططون لما يسمى "غزوة رمضان" والتي تم إحباطها عبر العمليات الاستخباراتية وتقاطع المعلومات حيث تم إلقاء القبض على هؤلاء الإرهابيين والمزيد من الخلايا التي كانت تخطط للمزيد من العمليات.

خلايا مبعثرة

الباحث المتخصص في شؤون الحركات الراديكالية، مصطفى أمين، قال لـ"الرئيس نيوز": "داعش كتنظيم له هيكل قيادي نوشك أن نقول أنه انتهى بمقتل زعيمه الإرهابي المجرم أبو بكر البغدادي، وما تبقى من التنظيم في الوقت الحالي فلول أو خلايا مبعثرة بدون رأس قيادية". 
أشار أمين إلى أن الإصدارات الإعلامية التي يبثها التنظيم الإرهابي فقدت هي الأخرى الهالة التي كانت عليه؛ لكونها لم تعد تتضمن ما كان يسميه التنظيم غزوات كبرى، أو فتوحات كبرى، وأصبحت مقتصرة على تجميعات لعمليات اغتيال مدنيين أمنيين بحجة مساعدتهم للقوات النظامية، أو تفجير ناسفة في  مركبات لقوات الجيش والشرطة".
أوضح أمين أن من مظاهر انهيار التنظيم أن زعيمه الحالي كان غامضًا لا يعرف هويته أحد من أفرع التنظيم في الدول المختلفة، وأن الولايات المتحدة عبر لسان وزير الخارجية مايك بومبيو فاجئ الجميع وقال إن أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، هو زعيم "داعش" خلفًا للبغدادي، لافتًا إلى أنه وبحسب بومبيو فإن أمير يعرف باسماء وألقاب عديدة بينها، عبد الله قرداش، وعبد الناصر قرداش، وأبو عمر التركماني، وحجي عبد الله، أما داعش فلقبه بـ" أبو ابراهيم الهاشمي القرشي".
أكد أمين أن العراق أعلن منذ أيام توقيف قرداش زعيم داعش، وأن تلك العملية لم تكن لتتم بكل هذه السهولة إلا لكون التنظيم يعاني الانهيار والتشتت الداخلي وعدم الاتفاق على شخص خليفة البغدادي، وإلا لكانوا حرصوا على توفير مكان آمن له، ولم يكن ليقع بكل هذه السهولة، ورجح أمين أن يشهد التنظيم مزيدًا من الانهيارات في صفوف قياداته خلال الفترة المقبلة، والتي ربما يكون له أثر على أداء أفع التنظيم في الدول المختلفة. 

 انهيارات متتباعة 

وأخيرًا أعلن الناطق باسم الجيش العراقي، يحيى رسول، أن معلومات استخباراتية قدمها العراق للتحالف الدولي قاد لقتل القيادي في التنظيم معتز الجبوري المعروف بـ"حجي تيسير" في دير الزور السورية. 
وقال رسول في مقابلة مع قناة "الآن"، إنه كانت هناك محاولات عدة لاستهداف حجي تيسير لكنها لم تتكلل بالنجاح لأنه كان حذرا للغاية. وأشار إلى أن حجي لم يكن يتواجد في مكان ثابت ولا يستخدم أي هواتف أو أجهزة تواصل، موضحا أنه عقب التأكد من معلومات تم إعطاؤها للتحالف الدولي، نفذت ضربة قتل على أثرها في دير الزور.
ويعتبر معتز الجبوري (حجي تيسير)، أحد أهم قيادات تنظيم داعش في العراق، ويعتبر الرجل الثالث، وكان مقربًا من زعيم التنظيم أمير محمد عبد الرحمن المولى المكنى (عبدالله القرشي).
وقال جهاز مكافحة الإرهاب العراقي إنه "بعد المعلومات التي قدمها الجهاز والتي أدت الى مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي واعتقال المجرم الارهابي عبد الناصر قرداش نعلن لشعبنا العظيم اليوم عن مقتل الارهابي معتز نومان عبد نايف نجم الجبوري".
وحجي تيسير، قيادي بارز في داعش، وعضو قديم في المنظمة التي سبقت داعش وهي تنظيم القاعدة في العراق، وهو يشغل منصب "والي العراق"، ومعاون زعيم تنظيم داعش الإرهابي لشؤون الولايات كافة، ومسؤول عن التخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية الخارجية.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية في أغسطس 2019 عن رصد مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وذلك ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة.
أشرف الجبوري على صنع القنابل لأنشطة داعش الإرهابية، وقال العميد يحي رسول إن الجبوري كان يمتلك أكثر من جواز سفر وهوية للتنقل ولا يستخدم الهاتف نهائيا خوفا من الملاحقة".
وبسبب خبرته الكبيرة في تصنيع القنابل والعبوات فقد وصف بأنه "مهندس الموت"، وهو ينحدر من قرية الشيخ أحمد التابعة لمحافظة صلاح الدين.
والجبوري هو ثالث زعيم لداعش يُقتل هذا الشهر في دير الزور، حيث أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الجمعة مقتل اثنين من قادة تنظيم الدولة الإسلامية في غارة جوية للتحالف، وهما أحمد عيسى إسماعيل الزاوي، المعروف باسم أبو علي البغدادي، وهو "والي" التنظيم الإرهابية في شمال بغداد، وأحمد عبد محمد حسن الجغيفي، وهو مسؤول كبير في الإمدادات والخدمات اللوجستية في جميع أنحاء العراق وسوريا.

خليفة البغدادي 

كانت الخارجية الأميركية صنفت زعيم تنظيم داعش، أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، إرهابيا عالميا، ويعرف الصلبي بتعذيب الأيزيديين. ويعرف باسم عبد الله قرداش، وأبو عمر التركماني، وحجي عبد الله، وأبو عبد الله القرشي، أما داعش فلقبه بـ" أبو ابراهيم الهاشمي القرشي".
وقرداش يعد من المؤسّسين الأوائل للتنظيم، ومن كبار منظّريه العقائديين. وتربطه علاقة قديمة بالبغدادي تعود إلى فترة احتجازهما معها في سجن بوكا قرب البصرة سنة 2004. وعقب مقتل البغدادي، أعلن داعش عن أبو ابراهيم الهاشمي القرشي "خليفة" جديدا.
ينحدر أمير المولى من الأقليّة التركمانية في العراق. سكنت عائلته بلدة تلعفر شمال غرب البلاد. وتعود أصول تركمان العراق إلى قبائل تركية، ولا يزالون يشتركون مع تركيا في الكثير من الروابط الثقافية واللغوية.
ومثل البغدادي، تخرّج المولى من جامعة الموصل حيث درس الشريعة الإسلامية، وهو ما جعله أحد فقهاء التنظيم. وكان أحد عرابي عمليات الاضطهاد التي شنّها تنظيم داعش بحق الأقليّة الأيزيدية في العراق عام 2014.