الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غباشي: صراع روسي أمريكي في ليبيا.. وانتصارات "السراج" رجحت موقفه

الرئيس نيوز

قال الدكتور مختار غباشي، نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية، تعليقا على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة الليبية، والاتصالات الأخيرة بين وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو والسفير الأمريكي لدى ليبيا  ريتشارد نورلاند، إن روسيا تقف بجانب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لذلك يستحيل عليها دعمه.

وأضاف غباشي في تصريح لـ"الرئيس نيوز"، أن ما حققه رئيس ما يعرف بحكومة الوفاق فائز السراج من انتصارات في الفترة الأخيرة بدأت بمدن الغرب الليبي ومنها صرمان وصبراتة ومليتة ثم قاعدة الوطية العسكرية ومحاصرة ترهونة وكل المدن المتاخمة لها، أظهر جلياً التأييد الأمريكي للسراج ورجّح الوقوف بجانبه.

لماذا تقف واشنطن وروما مع السراج؟

وأوضح غباشي: "مليتة رجحت كفة السراج في الفترة الأخيرة، إذ أن بها خط غاز يمتد من ليبيا إلى إيطاليا، وهو ما رجح الموقف الإيطالي بشدة في ليبيا في دعم السراج بشكل صريح".

وتابع: "سيطرة السراج على قاعدة الوطية أيضاً رجحت موقفه أكثر وجعلت موقفه العسكري أفضل، حيث تمتد القاعدة على مساحة كبيرة، ويراها كثير من المحللين أنها "رئة" حفتر في الغرب الليبي كله، ولم يتبقى سوى ترهونة، وكل المدن المتاخمة لها محاصرة من قبل السراج".

وأشار نائب مدير المركز العربي للدارسات السياسية إلى اجتماع وفد السراج مع أعضاء السفارة الأمريكية في إيطاليا بينما في المقابل تدعم روسيا حفتر بقوات الفاغنر والسلاح.

وأكد غباشي أن الولايات المتحدة لا تريد أن تخسر تركيا كذلك، وما زالت تعول عليها في كثير من الملفات، موضحاً أن اتصال بومبيو الأخير بالسراج وشكر السفارة الأمريكية للوفاق على ما تقوم به في حربها ضدها الإرهاب ليس غريباً.

 

تحريف اتصال بومبيو ونورلاند بـ السراج

نشرت السفارة الأمريكية لدى ليبيا تفاصيل اتصال السفير نورلاند مع السراج الجمعة الماضية، لتأكيد الحاجة الملحة لإنهاء التدفق المزعزع للاستقرار للمعدّات العسكرية والمرتزقة من روسيا وغيرها من الدول إلى ليبيا.

وأعرب نورلاند عن ترحيبه بمساهمات حكومة الوفاق – المنتهية الصلاحية - في دحر الإرهاب وتحقيق السلام، كما أكد أنه ينوي السفر إلى ليبيا بمجرّد أن تسمح الظروف لتقديم أوراق اعتماده بشكل رسمي وتعميق الشراكة بين الولايات المتحدة وليبيا.

كذلك أشارت السفارة إلى اتصال مايك بومبيو ، في نفس اليوم مع السراج وتأكيده ضرورة أن ينتهي الهجوم غير الضروري ضدّ طرابلس حتى تتمكن جميع القوات الأجنبية من المغادرة ويمكن للقادة الليبيين المستعدين لوضع أسلحتهم جانبا أن يجتمعوا في حوار سلمي حول القضايا التي تفرّق معهم.

وأكد بومبيو معارضة واشنطن لاستمرار تدفق الأسلحة والذخائر إلى ليبيا، وهو ما اقتصه المكتب الإعلامي للسراج تحريفا لوقائع الحديث.

اتصال ترامب بـ حفتر

وبشأن اتصال الرئيس الأمريكي بالمشير خليفة حفتر  في أبريل 2019، قال الدكتور مختار غباشي إن هذه المكالمة اعتبرها الكثير من المحللين أنها شكل من أشكال التأييد، لكن ليس شرطاً أن يؤخذ كل اتصال هاتفي على محمل التأييد، لأنه قد يكون اتصالاً للتحذير أو للمعرفة.

وفي ذلك الوقت، أثنى ترامب على الجهود التي يبذلها المشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب وتأمين المصادر النفطية الليبية وفقاً لما أعلن عنه البيت الأبيض، فيما قال بومبيو: "نعارض الهجوم العسكري على الحكومة في طرابلس ونحث على وقفها فوراً".

كما علق باتريك شاناهان، نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، على اتصال ترامب وحفتر، إن البنتاجون والسلطة التنفيذية متوازيان حول ليبيا، مؤكداً أن الحل العسكري ليس ما تحتاجه ليبيا.

مستقبل ليبيا ومخاوف من التقسيم

وأوضح غباشي أن طبيعة التجاذبات الدولية والإقلمية تقول إن الولايات المتحدة وإيطاليا وتركيا وقطر يقفون في صف فائز السراج، كذلك تونس والجزائر أقرب للسراج، بينما في المقابل تدعم مصر والإمارات حفتر، وتلعب فرنسا على الجانبين، فهي تدعم حفتر من جهة وتعترف باتفاق الصخيرات من جهة أخرى.

وأتم: "الواقع داخل الساحة الليبية يقول إن هناك أمور قادمة سوف تحدث، ولكن ما هي طبيعتها وهل تنساق الأطراف المتصارعة تحت الضغوط إلى محادثات تفاوضية وماهي نتيجة هذا التفاوض وهل يواصل السراج الضغط على حفتر بحكم الانتصارات وتأييده عسكرياً، كل ذلك ستكشف عنه الأيام القادمة".

إلى ذلك، قال الصحفي الليبي، علي أوحيدة إن "صحيفة "لافينيري" المقربة من الفاتيكان نشرت معلومة تقول إن مالطا احتضنت الأسبوع الماضي اجتماعاً سرياً بحث مسالة تقسيم ليبيا".