الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

إخاء شعراوي يكتب عن الدراما الكوميدية: الأسماء وحدها لا تكفي

الرئيس نيوز

"بـ 100 وش" و"اللعبة" ينقذا الموسم.. و"ونسني" محاولة مقبولة لجيل قادم بقوة
"فلانتينو" و"سكر زيادة" الأسماء وحدها لا تكفي للنجاح.. و"رجالة البيت" الأسوأ على الإطلاق
"عمر ودياب " و"2 في الصندوق" سقوط مدوٍ لنجوم مسرح مصر 
"واكلينها والعه" و"ولاد إمبابة" لم يأتيا أصلا
أوهمنا صناع الدراما المصرية هذا العام أن الموسم الرمضاني يضم 10 مسلسلات كوميدية، يقوم ببطولتها نجوم الكوميديا من كافة الأجيال، وظن المشاهدين قبل بدء السباق أن هناك أعمالا كوميدية ستساهم في رسم البسمة على وجوههم، والاستمتاع بمشاهدة كوميديا حقيقية تخرجهم من حالة الاكتئاب التي فرضت نفسها على الجميع بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.
كان من الممكن أن تصبح الدراما الكوميدية هذا العام أحد أبرز داعمي المواطنين فيما يعانوه نظرا للظروف المحيطه، خاصة مع حالة الحجر المنزلي والحظر التي فرضت نفسها خلال شهر رمضان بالكامل، ما أتاح الفرصة لمتابعة الدراما بشكل عام، لكن فوجئنا بتدني مستوى الدراما الكوميدية، وعدم قدرتها على أن تكون الملاذ الأول للجمهور الذي يتشدق لمتابعة ما يدخل على قلبه البهجة والسرور، ولو كان ذلك خلال لحظات مشاهدة الأعمال فقط، إلا أننا فوجئنا بكم سخافة غير طبيعي، من خلال أعمال كرتونية وليست كوميدية.
بالطبع علينا أن نستثني من هذا الحديث مسلسل "بـ 100 وش" وصناعه، لما حققه العمل من ردود فعل إيجابية كثيرة سواء على المستوي النقدي أو الجماهيري، وبرغم أن العمل لم يكن ضمن خريطة الأعمال الكوميدية التي يراهن عليها الجمهور والنقاد، نظرا لعدم وجود تجارب كوميدية سابقة للمخرجة المبدعة كاملة أبوذكري، ولا اتجاه أبطال العمل نيللي كريم وآسر ياسين لهذا النوع من الدراما في أعمالهم السابقة، إلا أن العمل فرض نفسه كأفضل مسلسل كوميدي منذ بداية عرضه وتفاعل الجمهور معه بتتابع الحلقات.
ضم المسلسل مجموعة من الوجوه المميزة والجديدة، التي أتاحت لهم المبدعة كاملة أبوذكري فرصة تقديم أنفسهم للجمهور في سباق درامي اعتقدناه قوي في المنافسة الكوميدية، كما قدمت هي نفسها في ثوب جديد من خلال العمل الذي لا يشبه أعمالها السابقة على الإطلاق، وبرغم كونها التجربة الكوميدية الأولى إخراجيا لها، إلا أنها قدمت شهادة مرور للجمهور تؤكد قدرتها على تقديم كافة أنواع الدراما بنفس الإبداع والروح والإصرار على النجاح.
أيضا يمكننا أن نستثني مسلسل "اللعبة" من قائمة الفشل الكوميدي هذا العام، وبرغم عرض المسلسل على منصة "شاهد.نت" قبل سباق رمضان، إلا أن عرضه الثاني من خلال شاشة التليفزيون ساعد في انتشاره بشكل أكبر بين المشاهدين، خاصة من لم يتابع العمل على المنصة الإلكترونية الشهيرة خلال عرضه الأول، بالطبع نجح بطلا العمل هشام ماجد وشيكو في تقديم وجبة دسمة وفانتازيا كوميدية مبهجة، من خلال عمل متكامل الأركان سواء على مستوى السيناريو الذي كتبه أيمن وتار أو الإخراج الذى قام به معتز التوني، إضافة إلى فريق العمل بالكامل، والذين أدور أدوارهم بصورة مميزة جدا تحسب لهم جميعا.
رغم أن مسلسل "ونسني" أول تجربة في البطولة لمجموعة من الشباب، إلا أن العمل على المستوى الفني والنقدي لاقى قبول كبير، وبرغم عدم تحقيقه انتشار أكبر لعدة أسباب منها قوة المنافسة، وتوقيت العرض، ومنها عدم وجود نجوم (صف أول) في الكوميديا، إلا أن مجموعة الشباب الذين قدموا العمل أثبتوا قدرتهم على المنافسة ووضعوا بصمة واضحة في عالم الكوميديا، تؤهلهم لخوض تجارب قادمة أكثر نجاحا وأكبر انتشارا، فالعمل في مجمله جيد على كافة المستويات، ولم ينقصه سوى التسويق بشكل أكبر للوصول للجمهور.
أما النجومية والتاريخ الكبير لأبطال مسلسلات "فلانتينو" و"سكر زيادة" لم تحقق لهما النجاح المستهدف، ما يثبت أن الأسماء وحدها لا تكفي لصناعة عمل جيد قادر على جذب الجمهور والإلتفاف حوله، مر مسلسل "فلانتينو" للنجم عادل إمام في هدوء تام، دون صخب ولا جماهيرية وجدل حوله، كأنه لم يكن ضمن السباق الدرامي من الأساس، فيما ظهر مسلسل "سكر زيادة" بصورة سلبية جدا أضرت ببطلاته النجمتين نبيلة عبيد ونادية الجندي، وأثبت أنهن غير قادرات على تقديم عمل كوميدي يليق بتاريخهن الكبير، خاصة العمل لاقى انتقادات كبيرة جدا، ولم ينفع صناعه لاستعانة بعدد كبير من ضيوف الشرف.
المفاجأة الصادمة هذا العام هو الفشل المدوي الذى شهده 3 مسلسلات لأبرز نجوم الكوميديا خلال السنوات الأخيرة، وهي "رجالة البيت" بطولة أحمد فهمي وأكرم حسني، والذان لم يتوقع جمورهما خروج المسلسل بهذا المستوى الردئ، والكوميديا المتدنية التي تصل لحد (السخافة)، حتى أنهما اعترفا للمقربين بفشل العمل، والذي كان أفضل ما فيه الأغاني الداخلية والتتر، أيضا ملسل "عمر ودياب" الذي قام ببطولته علي ربيع ومصطى خاطر، وبرغم امتلاكهما قدرات كوميدية وموهبة كبيرة جدا، إلا أن العمل خرج بمستوى ضعيف للغاية، ويعتمد على الإرتجال والتطويل غير المبرر لمشاهد غير مترابطة بالمره، وأيضا مسلسل "2 في الصندوق" الذي يعد أفضلهم وهو محاولة أولى لأبطاله حمدي المرغني وأس أس (محمد أسامة) في أول بطولة مطلقة لهما، واحتوى العمل على قصة كوميدية جاذبة مع خفة ظل أبطاله، فخرج في إطار عام مرضي لصناعه ولشريحه صغيرة من المشاهدين.
مسلسلان كوميديان عرضا أيضا خلال السباق الدرامي ولم يشعر بهما أحد، لم يتحدث عنهم  الجمهور ولا النقاد بالسلب أو بالإيجاب، ما يؤكد أن صناعتهم ومشاركتهم في السباق لم يكن لها أي داعي من البداية، هما "واكلينها والعة" و"ولاد إمبابة".
خروج الدراما الكوميدية بهذا الشكل خلال السباق الدرامي الرمضاني، يجعل صناع الدراما يعيدون النظر بشكل كبير في السنوات المقبلة، ويجبرهم على احترام رأي ورؤية الجمهور الذي أصبح أكثر قسوة من النقاد، بل سيصل الأمر لخروج عدد من نجوم الكوميديا من سباق العام المقبل، مع دمج أكبر عدد منهم في أعمال بطولة مشتركة تضم أكثر من نجمين.