د. طارق فهمي يكتب: رسائل بليغة من الرئيس السيسي للشعب المصري
عندما يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب المصري في مناسبات متعددة فإنه يسعى لنقل رسائل حقيقية للشعب المصري معتمدا في ذلك على المصداقية الكبيرة التي يحملها خطابه السياسي والإعلامي لقطاعات الرأي العام على مختلف درجاته خاصة أن هذه المصداقية بنيت منذ سنوات الحكم الأولى للرئيس السيسي، وتنامت وتزايدت في سنوات لاحقة وهو ما يحمل المواطن المصري ضرورة الإنصات، والاستماع لما يردده الرئيس السيسي في مناسبات ولقاءات عامة مفتوحة فكلماته وتصريحاته تحمل خلاصة المواقف، والتوجهات التي تفسر كثيرا من المواقف لدي المواطن البسيط الذي يسمع للرئيس فيزداد قناعته الحقيقية بما يقوم من جهد وافر من أجل الصالح العام.
بني الرئيس السيسي المصداقية الكبيرة مع الشعب المصري من خلال مبادئ الصراحة والشفافية، والتي كثيرا ما كان لها مردود إيجابي لدي الشعب وفي المقابل حرص الرئيس السيسي في معظم تعليقاته على التأكيد عليها بصورة كبيرة، وقد سبق أن أثني كثيرا على الشعب المصري الذي تحمل برنامج الإصلاح الاقتصادي وتقبله برغم صعوبات ذلك وفي إشارة مهمة بأن حالة القبول الشعبي التي تحملها قطاعات الرأي العام للرئيس كبيرة ومهمة، وأنه لا يوجد مسئول آخر له نفس المصداقية الكبيرة سواء لرئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب، وفي ظل غياب حقيقي لبعض الوزراء خاصة وزراء القطاعات الشعبية والجماهيرية وأعني وزراء التموين والتعليم والإدارة المحلية وغيرهم، وهم مخاطبون قطاعات بالملايين من أبناء الشعب ومن ثم فإن الغياب اللافت تعوضه تصريحات الرئيس السيسي الذي يحرص على نقل الرسالة في هدوء.
في مرحلة معينة كان رؤساء تحرير بعض الصحف يقومون بذلك، كما كان هناك بعض الكتاب الذين كان دورهم تهيئة الرأي العام لبعض الموضوعات والقضايا واستمر ذلك في عصور عبد الناصر والسادات ومبارك بل وفي المراحل الانتقالية أيضا بعد ثورة يناير وما تلاها، أما اليوم فإن الأمر مختلف، وبعد عودة وزارة الإعلام فإنه يجب أن يكون لها دورا في هذا من خلال نقل الصورة المطلوبة ودعم مواقف الدولة وأن تكون مبادرة واستباقية وليست رد فعل عل ما يجري ففي أزمة كورونا ظهر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من وزرائه وكانت الصورة جيدة ولقيت ردود فعل إيجابية على مستويات مختلفة إذ أن ظهور الوزراء كل في تخصصه يساعد على نقل جزء مما يجري، ويحتاج إلى مراجعات حقيقية ويدفع للتجاوب الشعبي المباشر مما يجري ويخطط له جيدا، وهو أمر يجب الانتباه له جيدا كما أنه يغلق الباب أمام أي متابعة للإعلام المعادي الذي يريد أن يجد له دورا في مراحل معينة عندما تغيب المتابعات الرسمية والحكومية، والتي قد تكون لرسالتها هي الأهم وهي المطلوبة من قبل المواطن البسيط الذي يسعي للمعلومات من مصدرها الحقيقي.
إن للرئيس السيسي كاريزما من نوع مختلف غير مكررة وأنه يتعامل مع سياسة من نوع آخر سياسات أخلاقية ترتكز على أسس ومعطيات مختلفة ليست سياسة الأمير، أو السياسة المتعارف عليها، ولهذا بني الرئيس جسورا كبيرة مع الشعب، كما استطاع أن يقيم علاقات عديدة مع قادة وزعماء العالم في فترة قياسية بما اتسم به من سمات حقيقية للقائد والسياسي والزعيم مختلفة عما كان قائما في الأذهان منذ سنوات طويلة.
إن فكر الرئيس السيسي وأسلوب حكمه وإدارته في حاجة إلى تناول سياسي وإعلامي حقيقي يعتمد الأساليب المعتادة في التحليل والدراسة وسيظل الرئيس السيسي وبما حققه من مكانة كبيرة لمصر في نطاقها الإقليمي الدولي الأجدر على نقل رسائله للرأي العام الذي يحتاج بالفعل لرسائل الرئيس في مختلف المجالات، إنها المصداقية التي بنيت منذ سنوات بين الرئيس السيسي وشعبه الذي كثيرا ما تباهي الرئيس السيسي في مختلف المحافل.
