الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مرحلة تكسير العظام.. ماذا سيحدث بالساعات القادمة في ليبيا؟

المحلل السياسي الليبي،
المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري

توالت الأحداث بشكل متسارع في الفترة الأخيرة داخل المشهد الليبي، إذ سيطرت حكومة الوفاق المنتهية الصلاحية على 8 مدن في الغرب الليبي أبرزها صرمان وصبراتة في أبريل الماضي، قبل أن تستولي على قاعدة الوطية العسكرية من الجيش الوطني الليبي الاثنين الماضي.

استعداد بري وجوي

في الساعات الأولى من صباح الخميس، قال المركز الإعلامي للكتيبة "82 مشاة" التابع للجيش الوطني الليبي إن القيادة تحضر لعملية عسكرية براً وجواً للرد على الحكومة المنتهية الصلاحية.

كما كشف المركز عن وصول 5 طائرات روسية "سوخوي – 35" إلى قاعدة الخروبة الليبية، مبرزاً تفوقها على طائرات الـ"إف – 16" الأمريكية.

في السياق، نقلت وكالة بلومبرج عن وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، إن روسيا أرسلت 6 طائرات ميج 29، وطائرتين سوخوي 24، من قاعدة حميميم السورية إلي شرق ليبيا.

بدوره، قال البرلماني الليبي، سعيد امغيب، إن الساعات القادمة ستكون مؤلمة على الرئيس التركي رجب أردوغان، واصفاً إياه بـ"السلطان العثماني المعتوه".

وأضاف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن أردوغان واتباعه من العملاء والخونة و المأجورين "المطبلين" للغزو التركي وللمرتزقة السوريين ينتظرهم ساعات مؤلمة.

حقيقة المشهد في ليبيا

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، إن المراقب للمشهد الليبي عن كثب يرى أن ماقام به الجيش مؤخراً بالانسحاب من قاعدة الوطية ووقفه اطلاق النار من جانب واحد وتراجع قواته من المحاور نحو 2 كم من المحاور بمناسبة العيد يعد تكتيكياً، فيما سيراه رجل الشارع البسيط تراجعاً وضعفاً.

وأضاف الفيتوري في تصريح لــ"الرئيس نيوز": "رجل الشارع البسيط عندما يرى أن أردوغان ووزير خارجيته يقولان أن أنقرة غيرت موازين القوى في ليبيا والغنوشي يهنئ السراج بالاستيلاء على قاعدة الوطية، سيصيبه الإحباط لعدم درايته بالوضع العسكري".

المباغتة أهم عناصر الانتصار

تابع: "إن أهم عناصر تحقيق الانتصار هو المباغتة، والآن اكتملت كل عناصر المباغتة من قبل الجيش، ورأينا بعد الانسحاب من الوطية تم استهدافها بــ 30 غارة جوية من قبل نسور الجيش، ما ألحق بالمليشيات الخسائر الفادحة، بعد أن ظنوا أنها ستكون قاعدة تركية ينطلوقون منها إلى للسيطرة على كامل تراب ليبيا ومنها إلى أفريقيا".

وأوضح: "هناك فرق بين انسحاب المهزوم فراراً تاركاً خلفة الأسرى والأسلحة والقتلى، وبين الانسحاب التكتيكي التدريجي الاحترافي، كما حدث في قاعدة الوطية بعد خروج الجيش منها بــ "1000 آلية" عسكرية وعشرات الطائرات وقطع الغيار دون خسارة أي معدات عسكرية أو فقدان أي جندي".

الساعات الحاسمة ومخاطر توغل تركيا

أكد الفيتوري على أن الساعات القادمة ستكون حاسمة وسيكون الرد الأعنف في تاريخ العمليات العسكرية، مندهشاً من رفض السراج لطلب وقف اطلاق النار الذي طلبه الجيش بمناسبة عيد الفطر ومن قبل بمناسبة رمضان، وأضاف قائلاً: "كل ذلك غير من وجهة النظر الدولية تجاه الوفاق وتركيا".

وشدد: "الجيش الوطني الليبي له الصلاحيات الكاملة لأنه صاحب البلد، فضلاً عن ما يتمتع به من تأييد الدول الكبرى، لأنه إذا وضعت تركيا يدها على النفط والغاز الطبيعي في ليبيا، سيتضرر اللليبيون من جهة وستضرر أوروبا والروس لأنهم سيكونوا تحت حكم الديكتاتور العثماني الجديد، وكذلك ستضرر مصر في حال تفشي الإرهاب في ليبيا".

وأشار الفيتوري إلى ما يحظى به الجيش الوطني الليبي من تأييد دولي إقليمي عربي ودعم لوجستي لا محدود، بعكس السراج الذي جلب آلاف المرتزقة السوريين، وأصبحوا يتنقلون في طربلس وكأنهم أصحاب البلد، ونفذوا جرائم اختطاف لفتيات من منازلهم.

ورطة أردوغان

استطرد: "أردوغان في ورطة حقيقة رغم ما يظهره إعلامه الكرتوني، لأنه إذا  استمر قدماً في ليبيا، فإن هزيمته لا محالة لعدة عوامل أبرزها الجهل التام بجغرافية الأرض والنسيج الاجتماعي في ليبيا، وإذا انسحب من المشهد الليبي، سيقع في الداخل التركي أمام تمرد غير مسبوق خاصة في ظل تردي شعبيته و تململ تركي منه وانهيار اقتصادي".

وأردف الفيتوري بأن الجيش الوطني في أوج قوته وسيكون رده حاسماً مساء اليوم، مؤكداً أن طرابلس أصبحت محتلة تماماً من قبل الأتراك، وأن السراج لا يستطيع اصدار القرارت بدون الرجوع إلى أنقرة، وأصبح غفيراً عند أردوغان، ولا يستطيع وزير داخليته فتحي باشاغا أو عبدالرؤوف كارة قائد ميليشا قوات الردع الخاصة من دخول أجزاء من قاعدة معيتيقة، فضلاً عن وجود حاكم عسكري تركي لطرابلس.

وأتم: "هناك أكثر من 17 ألف مرتزق سوري جلبتهم تركيا إلى ليبيا يقاتلون بأموال ليبية، والآن وصلنا لمرحلة كن أو لا تكن، وطن أو لا وطن. الآن مرحلة تكسير العظام".