الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

طوفان الكرامة الليبي يصطدم بـ"الوطية".. ماذا بعد سقوط القاعدة الجوية (تقرير)

الرئيس نيوز

تشهد قاعدة الوطية العسكرية الاستراتيجية غرب ليبيا، مداً وجزراً بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق المنتهية الصلاحية، برئاسة فائز السراج، وذلك منذ انطلاق عملية طوفان الكرامة في أبريل 2019 لتحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب.

الجيش الوطني الليبي أعلن في أكثر من مناسبة عن تنفيذ طائرات تركية مسيرة هجمات على قاعدة الوطية حتى قبل إبرام السراج والحكومة التركية، اتفاقاً عسكرياً تم بموجبه إمداد الحكومة المنتهية الصلاحية بالأسلحة والمعدات والخبراء الأتراك ومقاتلين سوريين، وكان ذلك يتم من مطار زوارة "100 كلم غرب طرابلس".

الإعداد للاستيلاء على قاعدة الوطية

تعتبر حكومة الوفاق أن قاعدة "الوطية" أخطر القواعد التي يستخدمها الجيش الوطني في تحرير العاصمة، إذ أعلنت في فبراير الماضي عبر آمر الغرفة الأمنية المشتركة في مدينة زوارة، رفع درجة الاستعداد والتأهب وإعلان حالة النفير والتعبئة العامة في المدينة ومناطق أبي كماش ورأس جدير بداعي رصد مكالمات تقوم بها قوات الجيش في محيط قاعدة الوطية وصرمان للسيطرة على مدينة زوارة.

وفي 25 مارس الماضي، أطلقت حكومة الوفاق المنتهية الصلاحية عملية "عاصفة السلام" استهدفت قاعدة الوطية، رداً على القذائف المدفعية التي طالت العاصمة، وادعت في ذلك الوقت الاستيلاء على أجزاء من قاعدة الوطية الجوية في ليبيا.

كر وفر بين الجيش والمليشيات

رد الجيش الوطني الليبي على مزاعم الحكومة المنتهية الصلاحية بعد يومين من الهجوم على قاعدة الوطية، إذ أعلن تمكنه من تحرير مدن "الجميل ورقدالين وزلطن" غربي البلاد، بعد طرد قوات حكومة الوفاق.

وفي مطلع أبريل الماضي، أكد المركز الإعلامي لعملية مايعرف باسم "بركان الغضب" العسكرية التابعة لقوات الوفاق، شن غارة جوية على تمركز للجيش الوطني الليبي في "قاعدة الوطية الجوية"، قبل أن توسع أحلامها ومساعيها في الاستيلاء على مدينة ترهونة الإستراتيجية جنوب العاصمة طرابلس والمعروفة بولائها للجيش الوطني الليبي.

لكن بعد أيام من فشل الهجوم على قاعدة الوطية، أعلنت الحكومة المنتهية الصلاحية سيطرتها على مدينتي صبراتة وصرمان، غرب العاصمة طرابلس، من قبضة الجيش الوطني الليبي، معتبرة أن الخطوة لم تبق على أي تمركز للجيش سوى مدينة ترهونة.

هدنة إنسانية

في ظل دعوات أممية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودولاً صديقة لليبيا بوقف الاقتتال، أعلن المشير خليفة حفتر قبوله هدنة إنسانية في 29 أبريل الماضي خلال شهر رمضان، رغم استمرار الهجوم على قاعدة الوطية من مدينة الزاوية باستخدام الطائرات التركية المسيرة.

رفضت حكومة السراج قبول الهدنة وبغطاء جوي تركي، إلا أن الجيش الوطني دائماً ما كان يحبط تلك الهجمات بإلحاق خسائر في صفوف القوات الموالية للحكومة المنتهية الصلاحية وأسر المرتزقة المنضمين إلى صفوفها من الحكومة التركية.

صمود الجيش أكثر من شهر

واصلت القوات الموالية للوفاق المدعومة بغطاء تركي ومقاتلين سوريين، الهجوم على قاعدة الوطية حتى قتل آمر قوة حماية القاعدة، أسامة أمسيك، أثناء، ما رد عليه سلاح الجو للجيش بغارات جوية على عدة مواقع وتمركزات للوفاق في صرمان.

في مطلع مايو الجاري أثار الرئيس التركي رجب أردوغان، الجدل بقوله في كلمة متلفزة إنه ينتظر أخباراً سارة من ليبيا، ما ربطه نشطاء على مواقع التواصل بقرب الاستيلاء على قاعدة الوطية وهي آخر قاعدة يسيطر عليها الجيش، في المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس وحتى الحدود التونسية غرباً.

نفذت القوات الموالية للوفاق عقب تصريحات الرئيس التركي "24" غارة جوية على قاعدة الوطية، إلا أن قوات الجيش تمكنت مجدداً من قتل وأسر العشرات من قوات الوفاق وتدمير آليات لهم، ثم عادت باستهداف القاعدة بـ"9 غارات"، قبل أن يطلق الجيش الوطني عملية "طيور الأبابيل" رداً على العدوان  التركي، ونفذ خلاله ـ18 ضربة جوية ضد مواقع لقوات الحكومة المنتهية الصلاحية.

القوات التركية تحتل قاعدة الوطية

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالحكيم معتوق، إن قاعدة الوطية سقطت في يد القوات المسلحة التركية.

وتابع معتوق في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "مشروع الجيش مهدد بسقوط القاعدة الجوية، واستعادتها لن يكون سهلاً خاصة في ظل الحديث طوال الأشهر الماضية عن وجود تحضيرات على مستوى القيادة التركية ودخول مرتزقة وسلاح من تونس للاستيلاء على القاعدة الجوية".

ويرى معتوق أن المعركة في ليبيا هدفها مصر باعتبار أن أمر ليبيا منتهي، ومعركة تركيا في ليبيا هدفها مصر أكثر منها الجيش الوطني الليبي، وتسعى لزعزعة الاستقرار في مصر على طول الحدود بتصدير الإرهابيين والمرتزقة لضرب أمنها واستقرارها.

ترهونة وأنصار الجيش في غرب ليبيا

استنكر معتوق: "قاعدة بهذه الأهمية الاستراتيحية ما كان ينبغي للجيش أن يفقدها. لم يعد هناك حل سوى اقتحام العاصمة طرابلس حتى لا تحبط معنويات أنصار الجيش في الغرب الليبي".

واستطرد الكاتب والمحلل السياسي الليبي أن المشكلة الآن مدينة ترهونة، وأوضح قائلاً: "القاعدة ستوفر للمليشيات غطاءاً جوياً لاقتحام ترهونة، وستقطع كل طرق أمام امدادات الجيش للمدينة، خاصة وأن الجيش لم يبق له سوى قاعدة القرضابية الجوية في سرت وهي بعيدة عن العاصمة".

وطالب: "لابد من سحب الاعتراف بحكومة الوفاق عربياً واغلاق سفاراتها، ودعم الجيش الليبي الذي يقوم بمشروع وطني بشكل معلن عبر منصات عربية وإقليمية ودولية"، مستنكراً: "الجيش ليس حركة انفصالية".

مؤامرة ومشروع تركي قطري إيطالي

قال معتوق إن المليشيات لم توقف المعارك في هدنة مع الجيش، مؤكداً أن ليبيا أمام مؤامرة باشتراك المخابرات التركية والمليشيات والمرتزقة والإرهابيين، مشدداً على أن الجيش كان ينبغي له تحصين القاعدة أكثر بعد توالي الهجمات على الوطية.

وأضاف: "كان ينبغي أن يكون هناك خطة بديلة مباغتة لاقتحام العاصمة طرابلس رداً على استهداف الوطية، لأن سقوط طرابلس يعني سقوط المليشيات والمشروع التركي القطري الإيطالي في ليبيا"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة والناتو وتونس الجزائر داعمين للموقف التركي ولحكومة السراج ضد الجيش".