الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تركيا تدعو الناتو للتدخل لوقف تقدم الجيش الليبي.. وباحث: عديمة الجدوى

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر والرئيس التركي

في تطور ميداني جديد يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا، طالبت تركيا الداعم الرئيس لما يسمى حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، والتي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالتدخل؛ لصد تقدم الجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، نحو العاصمة لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية.

وعلاقة أردوغان بالحلف العسكري الأوروبي سيئة؛ فقد رفض "الناتو" قبل ذلك نداءات كثيرة من قبل أنقرة للتدخل في المعارك التي دشنها أردوغان في شمال وشمال شرق سوريا، وعلى الرغم من ذلك عاود أردوغان وطالب "الأطلسي" بالتدخل في ليبيا.

ويعد "الناتو" من بين أبرز الضالعين الذين تسببت سياستهم في اشتعال الوضع الميداني في ليبيا؛ إذ تدخل خلال العام 2011 في الأزمة، حتى أسقط نظام معمر القذافي، وخرج دون وضع استراتيجية انسحاب، ومن دون أن يسلم القيادة الميدانية لأحد، ما تسبب في تفشي ظاهرة الميليشيات والجماعات الإرهابية، التي تضع يدها حاليًا على مقدرات الدولة وثرواتها.

تصريحات تشاويش 

وطالب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في حديث لقناة "A Haber" التلفزيونية المحلية، حلف الناتو بالتدخل مجددًا في ليبيا، وزعم أن المشير حفتر بات أكثر عدوانية بشنهم هجمات تستهدف المدنيين من الشعب الليبي.
تابع تشاووش أوغلو: "أصبحوا يستهدفون المدنيين، بما في ذلك المستشفيات. لما هذا العدوان؟! لأنهم بدأوا يفقدون تفوقهم في الميدان". وتناسى دعم بلاده للميليشيات الإرهابية في ليبيا، وإرسال المرتزقة إلى هناك، وزعم أن تركيا تؤمن بأن الحل الوحيد في ليبيا هو السياسي، ومن أجل ذلك تسعى لتحقيق وقف إطلاق النار هناك.
أضاف: "في المرحلة القادمة لا بد من وقف حفتر. كما أنه يجب إيقاف الداعمين له. وعلى الناتو أن يلعب دورا هاما في هذا الصدد". وقال تشاووش أوغلو إن "مصر والإمارات إلى جانب فرنسا تدعم بشكل واضح حفتر".

دعوى بلا جدوى

الباحث في ملف الشؤون التركية، أشرف سالم، قال لـ"الرئيس نيوز": "الدعوة عديمة الجدوى؛ فتركيا لا يجمعها أي علاقات طيبة في الوقت الحالي مع أي من دول حلف (الناتو)، فعلاقة أنقرة مع فرنسا وألمانيا وهولاندا وغيرها من الحلف في قمة السوء، ولا يعقل بأي حال من الأحوال استجابة الحلف لطلب تركيا إذا ما أقدمت على ذلك".
لفت سالم إلى أن الهدف من الدعوة أيضًا ربما يكون محاولة من أنقرة تدويل القضية الليبية، وإظهار ما تسمى حكومة الوفاق بأنها مجني عليها، مشيرًا إلى أن غالبية دول حلف "الناتو" متفهمة لحقيقة ما يجري على الأراضي الليبية، ويدركون أن الجماعات الإرهابية والميليشيات هم من يسيطرون على الأوضاع على الأرض في العاصمة طرابلس.
ذكر سالم أن تركيا أرسلت نحو 12.000 مرتزق إلى ليبيا، ولم تكف عن إرسال الدعم المسلح للميليشيا في طرابلس، وتابع: "الجيش الوطني ظبط أكثر من سفينة نقل أسلحة وكانت في طريقها إلى ميليشيا الوفاق". موضحًا أنه لولا الدعم اللوجستي التركي للوفاق لحرر الجيش الوطني العاصمة طرابلس منذ نحو شهرين أو أكثر".