الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"بقايا سيف العثمانيين".. إعلام أردوغان يستهدف مسيحيي تركيا

الرئيس نيوز

ذكر موقع Persecution.org المهتم بقضايا الاضطهاد وحقوق الأقليات في العالمـ أن المسيحيين في تركيا يتعرضون لخطاب الكراهية من خلال مطبوعات عديدة إحداها مجلة تمتلكها شركة ذات علاقات وثيقة بالرئيس رجب طيب أردوغان.

لفتت صحيفة أحوال التركية إلى أن المجلة المعروفة باسم Gerçek Hayat تستهدف الزعماء الدينيين بما في ذلك البطريرك المسكوني اليوناني الأب بارثولوميو، كبير أساقفة تركيا والبطريرك الأرمني السابق في القسطنطينية، متهمة إياه بالتورط في تدبير انقلاب عسكري فاشل في عام 2016 وبصلاته بحركة رجل الدين فتح الله جولن الإسلامية، وهي اتهامات معلبة يتكرر توجيهها من قبل حزب أردوغان ضد كل من يعارض حكمه.

على الرغم من الإدانات والتحذيرات من قبل العديد من المسؤولين الدينيين، فإن النسخة المكونة من 176 صفحة من المجلة المذكورة لا تزال متداولة ومن المتوقع أن تظل كذلك حتى سبتمبر، وفقًا لموقع Persecution.org. وأضاف أن الكنيسة الأرمنية تعرضت يوم الجمعة الماضي لهجوم متعمد.

وقال الموقع إن المجلة مرتبطة بمجموعة البيرق القابضة الصناعية، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع أردوغان. ويُظهر موقع الشركة القابضة صحة امتلاكها للمجلة. وقال موقع Persecution.org "إن الميول الإعلامية واهتمامات المجلة تنحاز إلى الإسلام السياسي وغالبا ما تستهدف المسيحيين بخطاب الكراهية والربط بين المسيحيين وحركة جولن،  وهو أمر مثير للقلق، حيث استخدم الرئيس أردوغان مزاعم العلاقة بحركة جولن من أجل القبض على جميع أطياف معارضيه وإخضاع البلاد للصمت."

تراث عثماني كريه

وتزعم حكومة أردوغان أنها تحمي وتعزز حقوق الأقليات الدينية في تركيا، لكنها كثيرًا ما تتهم القوى الأجنبية بالتآمر للإطاحة بها. كما ألقى الرئيس، باللوم على الحكومات الغربية لفشلها في حماية المسلمين من الاضطهاد أو العنف.

في عام 2018، انخرطت تركيا في أزمة سياسية مع الولايات المتحدة بشأن اعتقالها أندرو برونسون، القس الأمريكي، بتهم الإرهاب والصلات بحركة جولن. ورفض أردوغان التدخل في الإجراءات القانونية، مما دفع واشنطن لفرض عقوبات أمريكية. وأدان قاضي تركي القس برونسون في نهاية المطاف، وأُفرج عنه بسبب الوقت الذي قضاه رهن الاحتجاز وأمر بمغادرة البلاد.        

في مؤتمر صحفي قبل أسبوع، لجأ الرئيس التركي لتراث عثماني كريه مستدعيًا أشد العبارات المهينة في اللغة التركية وهي عبارة: "بقايا السيف"، ولوح أنه لن يسمح لمن وصفهم بالإرهابيين من "بقايا السيف" بتنفيذ أعمالهم الإرهابية، وأشار إلى المسيحيين قائلاً: "انخفض عددهم ولكنهم لايزالون بيننا"، ما اعتبره مراقبون تهديدًا بذبح المسيحيين الذين تضاءل عددهم في تركيا.

وانتقد البرلماني التركي جارو بايلان وهو أرمني الأصل عبارة أردوغان عبر فيسبوك فكتب منشورًا قال فيه: "في خطابه الحاقد، استخدم أردوغان مجدداً عبارة "بقايا السيف"، علماً بأنها استخدمت في الأصل في الإشارة إلى أيتام قتل ذووهم مثل جدتي التي نجت من المجزرة الأرمنية في 1915. في كل مرة نسمع هذه العبارة، جراحنا تنزف من جديد".

وأشارت الصحفية أوزاي بولوت، زميلة معهد "جيتستون" إلى أنه غالباً ما تستخدم عبارة "بقايا السيف" في تركيا للإشارة إلى الناجين من المجازر وغالبيتهم مسيحيون أرمن ويونانيون وآشوريون في عهد الإمبراطورية العثمانية وبعدها، تركيا.