الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بسبب مصر.. زعيم الصين يحرج مترجمته الخاصة: "أنتِ تغالطين في الحساب!"

رئيس الوزراء الصيني
رئيس الوزراء الصيني شواين لاي أثناء زيارته للأهرامات

في لقاءات الزعماء والرؤساء الكثير من الكواليس، منها ما هو مربك ومحرج، ومنها اللفتات الطريفة التي تنم عن شخصية المسئول وهو يتحدث في الغرف المغلقة.

وبالنسبة لرجل مثل شواين لاي، الزعيم التاريخي لجمهورية الصين، فإن كواليس جلساته مختلفة للغاية، نظرا لما كان يبدو عليه من حكمة وهدوء، بعكس ما هو متوقع من رجل مسئول عن مئات الملايين من الشعب الصيني.

بعض هذه الكواليس عاشها الصحفي الرحل محمد حسنين هيكل، الذي التقى شواين لاي في قصر الشعب بالصين، ضمن جولة في آسيا، عام 1973، قبل حرب أكتوبر، ونشر تفاصيلها في كتابه "أحاديث في آسيا".

استمر لقاء "لاي" و"هيكل" ساعات متصلة، حتى الواحدة مساء، وكانت المقابلة الطويلة تدور باللغة الإنجليزية التي يتقنها الصحفي المصري ورئيس الوزراء الصيني كذلك.

لكن شواين لاي فضّل فيما يبدو أن يتكلم بالصينية ربما كي تتدفق أفكاره وإجاباته دون عائق، ولذلك حضرت المقابلة المترجمة الخاصة به واسمها "شين يو يون".

وطوال المقابلة، لم يكف الزعيم الصيني عن استوقاف مترجمته ومداعبتها. يروي "هيكل": "كانت تجلس على يمينه، بينما كنت أجلس على يساره، وكان يتابع أسئلتي بالإنجليزية، وهو يجيدها، ويتابع ترجمتها إلى الصينية، ثم ترجمة إجاباته إليّ بالإنجليزية".

ويضيف الصحفي الراحل أن رئيس الوزراء الصيني تدخّل أكثر من مرة لتصحيح الترجمة برفق لمترجمته، بأن يلفت نظرها إلى تعبير أكثر دقة.

وفي لافت طريفة، اتهم "لاي" وهو يبتسم المترجمة أثناء الحوار بأنها تغالب النعاس بصعوبة،فيما كانت هي تدافع عن نفسها بأنها متيقظة دون خوف أو رهبة، وتصحح ترجمتها للأسئلة والإجابات وفق ملاحظات شواين لاي.

ويشهد هيكل أن ترجمة "شين يو يون" كانت بالغة الدقة والتحديد، لكنها وقعت في خطأ عندما كان "لاي" يتحدث عن مصر وقال "إنني زرت مصر وأعرف طبيعتها"، فترجمت كلامه كالتالي: "إنني زرت مصر مرّة وأعرف طبيعتها".

هنا استوقفها "لاي" ضاحكا قائلا بالإنجليزية: "ماذا تقولين؟ أنتِ تغالطين في الحساب.. إنني لم أزر مصر مرة واحدة ولكن زرت مصر سبع مرات"، ثم عاد إلى حديثه بالصينية مرة أخرى.