الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"مليش دعوة يا باشا".. خدمة خطيرة طلبها السادات من عمر الشريف

عمر الشريف- أنور
عمر الشريف- أنور السادات

في عام 1977، أقدم الرئيس الراحل أنور السادات على خطوة أحدثت صدمة حقيقية في مصر والوطن العربي والعالم أجمع، عندما قرر زيارة إسرائيل، بعد أربع سنوات من حرب أكتوبر التي لم تكن أفرزت أي نتائج سياسية بعد في رأي السادات.

كان السادات يعرف خطورة ما يفكر فيه، ورغم أن الفكرة راودته منذ فترة ليست بالقليلة، فإنه في ذلك العام أخذ يعد العدة لتنفيذ المباردة الصادمة.

لذلك، راح يستطلع رأي بعض الشخصيات ممن التقوا قيادات إسرائيلية، أو على تواصل معهم، فزار في شهر أكتوبر من ذلك العام رومانيا، والتقى رئيسها نيكولاي تشاوتشيسكو، الذي ناقش معه الفكرة، وسأله عن مدى جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين لإتمام عملية السلام.

كان ذلك على مستوى القنوات الدبلوماسية الرسمية، لكن "السادات" وفي نفس العام، قرر أن "يجس النبض" من خلال قناة غير رسمية، فلجأ إلى أشهر نجم سينمائي مصري وهو الفنان عمر الشريف.

ذات يوم، عام 1977، فوجئ عمر الشريف بالرئاسة المصرية تتصل به لتبلغه أن الرئيس السادات سيكون معه على الهاتف.

ظن الممثل المصري العالمي الذي كان في فرنسا آنذاك أن هذه مزحة، لكن صوت السادات جاء بلكنته المميزة: "يا عمر أنا عندي فكرة عايز آخد رأيك فيها".

كان الدهشة على ملامح عمر الشريف، إذ أنه لم يرتبط بصداقة شخصية مع السادات، الذي بادره قائلا: "إيه رأيك لو رحت إسرائيل وتصالحت معاهم؟".

ودون أن يفكر، رد عمر الشريف الذي لا يعتبر نفسه خبيرا سياسيا: "مليش دعوة يا باشا أنت حر"، فعاد السادات يقول: "بس أنا خائف ألا يستقبلوني بشكل جيد"، وذلك حسب ما رواه "الشريف" في لقاءات تلفزيونية وصحفية متعددة.

كان السادات يعرف عن عمر الشريف تحدثه بلغات أجنبية عديدة، بخلاف علاقاته مع شخصيات "يهودية" عمل معها في هوليوود. قال الرئيس في طلب محدد: "اسأل كده وشوف لو رحت هيستقبلونى كويس ولا إيه؟".

ذهب الممثل المصري إلى مقر السفارة الإسرائيلية في باريس، وهناك طلب مقابلة السفير، ثم طلب إجراء مكالمة هاتفية مع مناحم بيجين في تل أبيب. روغم أن الطلب يبدو غريبا فإن السفير استجاب له.

يكمل عمر الشريف قائلا: "نقلت لبيجين رسالة السادات: إذا زار إسرائيل كيف سيكون استقبالكم له؟ فرد: "سنستقبله كالمسيح"، في إشارة إلى الحفاوة التي سيحظى بها الرئيس المصري في عاصمة دولة الاحتلال.

أغلق "الشريف" الهاتف مع السفير الإسرائيلي، ثم فكر في كيفية إيصال الرسالة للرئيس المصري، إذ أنه نسى أنه لم يكن لديه رقم هاتف السادات.

يتابع: "قلت للسفير الإسرائيلي أنا عايز أكلم السادات، وفوجئت أنه تواصل مع الرئاسة المصرية بسرعة وأعطاني الرئيس فأبلغته بما قاله بيجين، فرد: خلاص.. هروح"، وهو ما حدث في 19 نوفمبر 1977.