إيران: تدمير البارجة كونارك ربما يقف وراءه قرصنة إلكترونية أمريكية

فتح حادث استهداف بارجة "كونارك" الإيرانية في مياه خليج عمان الاحد الماضي، بابًا من التكهنات حول احتمالية أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقف وراء الهجوم؛ عبر تنفيذها قرصنة إلكترونية على أنظمة الصواريخ في البارجة "جماران" جعلت الصاروخ الذي انطلق منها يخطئ هدفه ويصيب بارجة صديقة.

وتعرضت بارجة كونارك في خليج عمان، الأحد الماضي، إلى صاروخ موجه أدى إلى صابتها، ما أسفر عن مقتل 19 بحارا وإصابة 15 آخرين. وقد شيع الجيش جثامين القتلى أمس الثلاثاء، وقرر فتح تحقيق شامل في الحادث للوقوف على الأسباب الحقيقة للحادث.

كان الدفاع الجوي الإيراني قد أسقط بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية فبراير الماضي، ظنًا منهم أن طائرة الركاب هدف معادي يتبع الولايات المتحدة الأمريكية، جاء ليستهدف مواقع إيرانية في أعقاب القصف الصاروخي الإيراني لقاعدتين عسكريتين أمريكيتين، ردًا على اغتيال قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني.

صاروخ بالخطأ

ونشر الجيش الإيراني مقطع فيديو للبارجة أثناء إصابتها في مياه خليج عمان، وقال المقطع أن البارجة "كونارك" أوكلت إليها مهمة في منطقة بحرية في خليج عمان أثناء تدريبات البحرية الإيرانية، أصيبت بالخطأ بصاروخ أطلقته مدمرة جماران نحوها.

وعلى الرغم من أن الفيديو أشار إلى الحادث ناتج عن خطأ تقني في الصاروخ الذي تم إطلاقه، ووجود مشكلة في موجه الصاروخ، إلا أنه في ذات الوقت لم يستبعد أن يكون الخطا التقني ناتج عن حرب إلكترونية معادية، تقف وراءها أمريكا، خاصة أن الرئيس دونالد ترامب قال قبل ثلاثة أسابيع أن بلاده سوف تدمر الزوارق الإيرانية في مياه الخليج.

ورجح الفيديو أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية اخترقت إلكترونيا منظومة الصاروخ الذي استهدف البارجة، أو أن تكون البحرية الأمريكية هي من استهدفت البارجة.

بحسب موقع "عصر إيران" المقرب من الرئيس حسن روحاني، فإنه في حال ثبتت صحة فرضية الحرب الإلكترونية، قد لا تعلن طهران عن ذلك، لأنها تريد الحفاظ على الوضع الحالي مع الولايات المتحدة، بحيث يكون تحت السيطرة، إلى حين إجراء الانتخابات الأمريكية المقبلة، وأنها تأمل بخلق أجواء أفضل في حال خسارة ترامب في الانتخابات.

لفت الموقع إلى أن أي نزاع عسكري بين إيران وأمريكا في الوقت الراهن سيكون لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات.

احتماليات واردة

المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية، وأحد المشاركين في حرب أكتوبر، اللواء متقاعد، جمال مظلوم، قال لـ"الرئيس نيوز": "لا يمكن الجزم بصدق الرواية الإيرانية ولا بنفيها فتظل جميع الاحتماليات واردة حتى خروج تحقيق شفاف ومتوازن يكشف الحقائق".

لفت اللواء مظلوم إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أجهزة متقدمة جدًا في منطقة بحر الخليج بشكل عام ومن الممكن أن تستخدم هذه الأجهزة في أعمال التشويش أو تضليل الأهداف، لكن هذه مسألة لا يمكن حسمها بمجرد الاتهامات المرسلة بل بالتحقيقات؛ لأن إيران سبق وأن استقطت طائرة ركاب أوكرانية في فبراير الماضي وظلت تنفي في البداية حتى تدفع تهم التقصير والفشل عنها، حتى اعترفت بذلك.

تابع الخبير العسكري: "وارد أن يكون الجيش يردد تلك الرواية حتى يرفع الحرج عن مرتكبي الحادث، وإن كانت مثل هذه الحوادث معروفة في العلوم العسكرية".