الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سياسة "عض الأصابع".. هل تصل مواجهة أمريكا وإيران للحرب؟

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحليلاً استبعد السيناريو الذي يطمئن إليه الذين يعتقدون أن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة ستنكسر حدتها لأن الطرفين لا يريدان حربًا واسعة النطاق، وادعت الصحيفة أن مؤتمر فيديو عقدته مؤخرًا مبادرة الحروب بالوكالة رسم صورة أكثر قتامة لتطورات المواجهة بين واشنطن وطهران.

من ناحية، لا يوجد أي طرف يريد الحرب، لكن عمق الخلافات والاختلافات وأعمالهما العدوانية واستراتيجياتهما ترجح أن يتصاعد العنف بين واشنطن وطهران في المستقبل المنظور، وإن كان ذلك بعيدًا عن الحرب الكاملة.

وسلط التحليل الضوء على المشاركة الأخيرة عبر الفيديو للبروفيسور حسن أحمديان، المختص في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز البحوث الاستراتيجية في طهران، في مشروع إيران في مركز هارفارد كينيدي لمدرسة بيلفر للعلوم والشؤون الدولية، وكذلك مشاركته الأخيرة في ندوات أقيمت بالمعهد الدولي السلام في فيينا.

أما لماذا اختص التحليل أحمديان بالذكر، فلأنه ضمن قائمة قصيرة من الأكاديميين الذين تسمح لهم الحكومة الإيرانية بالتحدث علانية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

الاستسلام أو تغيير النظام

وأثناء مشاركة أحمديان بمؤتمر الفيديو، مشاركًا كبار المسؤولين الحكوميين في السياسة الخارجية من دول أخرى، يُنظر إليه أحيانًا كسفير غير رسمي معبر عن وجهة النظر الإيرانية وموجه للتأثير على الرأي العام، دون القيود المفروضة على المسؤولين الإيرانيين الذين يعملون بشكل مباشر مع الحكومة، عبر أحمديان عما يبدو أنه الرأي السائد في إيران حول المواجهة.

أحمديان قال أمام المؤتمر إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول إقناع إيران بأنه ليس أمامها سوى خيار واحد: الاستسلام. هكذا يراه الإيرانيون هنا. يجب الاستسلام وإلا ستواجه تغيير النظام".

حاولت إيران طرح خياراتها على الطاولة. قال أحمديان "أعتقد أنها كانت ناجحة إلى حد ما. لذلك اختارت إيران بدلاً من الاستسلام المقاومة داخل خطة العمل الشاملة المشتركة وخارجها"، في إشارة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة: الاتفاق النووي الإيراني.

أضاف: "لقد أدى هذا إلى سياسة مختلفة من جانب إيران بعيدًا عن الهدوء الذي رأيناه بعد خطة العمل الشاملة المشتركة". هذا الرأي هو من بعض النواحي ما شكل النزاع بعد الاتفاق بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية السنية من جهة أخرى. إلى الحد الذي حدت فيه إيران من برنامجها النووي وامتثلت للخطة، وكانت فترة اتفاق ما بعد عام 2015 هادئة.

الاستعداد للمعاناة مع سياسة غير حكيمة

لكن إلى الحد الذي استولت فيه إيران على سفينة بحرية أمريكية واحتجزتها مؤقتًا وزادت من مغامرتها في سوريا والعراق واليمن، اعتبر خصومها فترة ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة بمثابة خيبة أمل مزعزعة للاستقرار. صحيح أن الاتفاق النووي لعام 2015 لم يقيد رسمياً التوسع الإيراني في المنطقة. ومع ذلك، كانت إدارة أوباما تعمل في ظل الفرضية - والأمل - بأن المعاملة الإيجابية من قبل الغرب ستجعل الجمهورية الإسلامية تحجم من دورها ونشاطها.

تابع أحمديان: "لقد جاءت السياسة الأمريكية بنتائج عكسية على صعيد نشاط إيران وحاولت الولايات المتحدة مضاعفة سياستها الفاشلة حتى الآن، من الضغط الأقصى عن طريق اغتيال قائد الحرس الثوري وفيلق القدس قاسم سليماني. وأعتقد أن هذه كانت سياسة غير حكيمة وأي شخص لديه استراتيجية يعرف أن هذا النهج لن يأتِ بنتائج إيجابية".

علاوة على ذلك، "تتعرض إيران لضغوط هائلة، والإيرانيون يرون أنفسهم في حالة حرب، والهدف الرئيسي في الحرب هو تجاوز تهديد الخصم. هناك وجهة نظر رئيسية أخرى: تنظر إيران إلى نفسها على أنها مستعدة للمعاناة مهما طال الوقت حتى تتمكن من تحمل الضغوط الأمريكية. ولا تحتاج إلى هزيمة الولايات المتحدة وجهاً لوجه - فهي تعرف أن ذلك مستحيل".لكنها من جحهة أخرى "تعتقد بوضوح أن الوقت في صالحها. وبالنظر إلى الصبر الكافي، فإنها تعتقد أن أمريكا ستكون أول من يتعب من استمرار الصراع، بغض النظر عن مدى قوته - وبغض النظر عن مدى الحياة البائسة في إيران في غضون ذلك".