السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أطفال الخلافة".. أردوغان يخطو لـ"الجنائية الدولية" بتجنيد القُصر للقتال في ليبيا

الرئيس نيوز

تقوم ميلشيات من ما يسمى "الجيش السوري المعارض" المدعوم من تركيا بتجنيد الأطفال القُصَّر للقتال في ليبيا، حسب تقرير يوضح بالتفصيل الشامل استخدام أنقرة للمتمردين السوريين لدعم حكومة الوفاق الليبية.

أشارت وثيقة مكونة من 40 صفحة، أعدتها مجموعة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة وشاركتها حصريًا مع موقع المونيتور الأمريكي، إلى مصادر على الأرض في سوريا وليبيا تقول إن أطفالاً سوريين تم تجنيدهم وهم جزء من وحدات مدعومة من تركيا في ساحة المعركة. ومن المقرر أن ينشر التقرير بالكامل غدًا الاثنين من المجموعة التي تعد إحدى المنظمات غير التابعة للحزب الجمهوري أو الديمقراطي كما أنها غير ربحية، توثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

البنادق بديلا عن الحلوى

أصبح الأطفال بين ميلشيات تتكون من أكثر من 2000 متمرد سوري يعتقد أنهم تم نشرهم خلال العام الماضي عبر تركيا لدعم حكومة السراج ذات الميل إلى الإسلام السياسي في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد.

يقول التقرير: "كشف تحقيقنا عن إصدار وثائق هوية مزورة للأطفال تتضمن معلومات كاذبة عن تاريخ ومحل ميلادهم، وبالتالي يتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية ميلشيات الجيش الوطني [السوري]". وذكر التقرير أن بعض الأطفال استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة.

قال أحد المصادر، وهو مدني من بلدة مارع في منطقة درع الفرات التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، إنه في يناير، جاء قائد من إحدى فصائل الميلشيا، فرقة المعتصم، إلى متجره مع ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و16 سنة. قال المدني، الذي لم يذكر اسمه خوفًا من وقوعه ضحية لانتقام محتمل، "قالوا لي إنهم سيذهبون إلى ليبيا بموافقة أسرهم. كانوا سعداء للغاية بالحصول على راتب شهري قدره 3,000 دولار.

سألت أحدهم إذا كان يعرف كيف يستخدم سلاحًا، فأجاب أنه سيتعلم كل هذا في المعسكر حيث سيكون مع أقرانه. قال الطفل إن المخيم أنشأته شعبة المعتصم ودرب الأطفال في مجموعات من 25 شخصًا ويحصلون على السجائر والطعام والسكن مجانا.

يستشهد التقرير بطفل آخر من فرقة السلطان مراد، وهي جماعة عرقية تركمانية، موالية بشدة لتركيا. ونقل التقرير عنه وهو موجود حاليا في طرابلس، حيث تقيم حكومة الوفاق الوطني، قوله إن هناك خمسة أطفال على الأقل في مجموعته.

أردوغان والسراج يرتكبا جريمة دولية

ووفقًا لبروتوكول الأمم المتحدة الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي فتح باب التوقيع عليه في مايو 2000، "لا ينبغي للجماعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة للدولة، تحت أي ظرف من الظروف، تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أو استخدامهم في الأعمال القتالية”. وتنص كذلك على أن "تتخذ الأطراف جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات". الجدير بالذكر أن سوريا وتركيا وليبيا كلها أطراف في البروتوكول الاختياري.

إذا كانت تركيا وحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، التي تعترف بها الأمم المتحدة كممثل لليبيا، تتواطؤ أو تسهل نشر الأطفال دون سن 18 للقتال في ليبيا، فإنهم يرتكبون انتهاكًا خطيرًا، يقول محمد البلشي، المؤسس المشارك لمنظمة Fight for Humanity، وهي منظمة غير حكومية مقرها جنيف تركز على منع النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان.

قال البلشي في مقابلة هاتفية إن تركيا كثيرا ما تدين حزب العمال الكردستاني، الجماعة الكردية المتشددة التي تشن تمردا مسلحا ضد قوات الأمن التركية منذ عام 1984، بسبب استغلالها للأطفال.

بسام الأحمد، المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قال للمونيتور إنه ليس لديه دليل على أن تركيا أو سوريا متواطئة في نشر الأطفال كجنود. لكن التقرير يقدم أدلة دامغة على تورط الحكومة التركية بشكل مباشر في نقل الأطفال السوريين من تركيا إلى ليبيا. وقد أفادت وسائل الإعلام الدولية بذلك على نطاق واسع. وأكد الأحمد أن منظمته ستنشر قريباً تقريرًا عن تجنيد المرتزقة الأجانب.