الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بندقية "Valmet M76".. كيف وصل السلاح الفنلندي التاريخي إلى دواعش سيناء؟

الرئيس نيوز

وقعت بندقية هجومية فنلندية في أيدي التكفيرين الموالين لتنظيم "داعش" الإرهابي في سيناء وفقًا لتقرير نشرته صحيفة News Now Finland وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصوير أفراد من الدواعش ممسكين بسلاح فنلندي.

وقال التقرير: "أظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع المصرية هذا الأسبوع بندقية فنلندية من طراز Valmet  RK ملقاة إلى جوار جثة فرد تكفيري قتل في عملية مكافحة الإرهاب في سيناء في بداية شهر مايو الجاري".



نادرة وتم تصديرها قبل أكثر من أربعين عامًا

وتابع التقرير: "البندقية المقصودة هي Valmet 76T"، وأكد التقرير أنها نادرة وتم تصديرها على الأرجح قبل أكثر من أربعين عامًا"، وفقًا لإيسا سالدين عضو جمعية الأسلحة التاريخية الفنلندية SAHS.

ورجح الخبراء عددًا من الاحتمالات لأصول البندقية، وعلى الرغم من أنها قديمة وتم إنتاجها منذ عقود، إلا أن حقيقة أنها لا تزال مستخدمة اليوم من قبل الدواعش تؤكد طول عمر الصادرات العسكرية الفنلندية.

يقول كاري باسونين، المدير التنفيذي بالوكالة في مركز أبحاث SaferGlobe للسلام والأمن، ومقرها هلسنكي: "يمكن لبندقية كهذه أن تستخدم على مدار 30 عامًا أو أكثر، وخلال ذلك الوقت يمكن إعادة تصديرها أو شراؤها أو سرقتها بشكل غير قانوني عدة مرات". 

يصور الفيديو الجديد عرضًا لجهود القوات المسلحة في اجتثاث التكفيريين في شمال سيناء في إطار عمليات نوعية بالاستعانة بالقناصة المزودة بأجهزة الرؤية الليلية وبإسناد غارات جوية دقيقة.

داعش سيناء يكسب الأموال من تهريب الأسلحة

وأضاف التقرير: "تقوم الجماعات المرتبطة بتنظيم داعش في سيناء بتجنيد أنصارها وتكسب الأموال من تهريب الأسلحة". 

وأفادت الأنباء بأن العملية العسكرية المصرية في أوائل مايو أسفرت عن مقتل 18 تكفيريًا - بما في ذلك حامل البندقية الفنلندية - وجاءت بعد أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هجوم على مركبة عسكرية مصرية بالقرب من مدينة بئر العبد.

الغارة المصرية كشفت مخبأ للأسلحة 

أحد الأسلحة التي تم العثور عليها خلال تلك الغارة المصرية في مخبأ للأسلحة الأخرى والذخيرة والقنابل اليدوية والسترات المتفجرة، هو سلاح مألوف لأي فنلندي خدم في الجيش.

 وبفضل قاذفتها الفريدة ذات الثلاثة محاور والنظارة المثبتة في الجزء الخلفي، فإن البندقية مشابهة جدًا في التصميم لبندقية الخدمة RK-62 المستخدمة حاليًا من قبل الجيش الفنلندي.


كيف انتهى الأمر بالبندقية الفنلندية إلى أيدي الدواعش

على الرغم من أنه من غير الواضح بالضبط كيف انتهى الأمر بالبندقية الفنلندية في أيدي الدواعش، وكانت شركة  Valmet تنتج الأسلحة حتى عام 1986 عندما تم نقل عملية تصنيع بندقية Jyväskylä إلى شركة Sako.

وقال كاري باسونين: "قبل عام 2011، صدّرت فنلندا الكثير من العتاد العسكري إلى دول شرق أوسطية، على سبيل المثال البنادق الميدانية والذخيرة ومعدات الحماية".

ورجح باسونين خيارًا آخر هو أن البندقية انتهت إلى أيدي الدواعش في سيناء بعد تصديرها من دولة أخرى استوردتها قديمًا من فنلندا.

ويعتقد مراقبون أن البنادق الفنلندية التي تم العثور عليها في عام 2016 في ليبيا تم تصديرها في الأصل من فنلندا إلى قطر في السبعينيات.

وأوضح باسونين أن فنلندا قامت بتصدير الأسلحة على مدار عقود إلى عشرات البلدان وبعض هذه البلدان كانت هشة نسبيًا.



السلاح التاريخي في فنلندا يظهر في ليبيا

فإذا كان السلاح بالفعل هو البندقية Valmet 76T كما تشتبه جمعية الأسلحة التاريخية في فنلندا، فالمرجح أنه قد صنع منها مجموعة صغيرة فقط منها لأغراض التسويق. وقبل الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع المصرية في مايو، لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الأسلحة الفنلندية انتهت حتى الآن في أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

ومع ذلك شوهدت بنادق فنلندية أخرى من قبل في نزاعات مسلحة مختلفة: تم التعرف على أسلحة Valmet  في عدد من الأماكن في ليبيا بما في ذلك في سوق الأسلحة. في حين أظهر فيلم وثائقي بريطاني لعام 2019 صورًا لمتشددين يحملون بندقيات Valmet  شبه آلية.

بالإضافة إلى سيناء ومن قبلها ليبيا، رصدت أسلحة فنلندية من قبل في مناطق أخرى مثل جورجيا والعراق واليمن. على هذا النحو، لا يوجد سبب يجعل الأسلحة الفنلندية محصنة ضد الوصول لتنظيم داعش”، وفقًا لكاري باسونين.