الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كلمة السر "قسم العمليات".. كيف حاول جمال مبارك الاستفادة من توني بلير في "التوريث"؟

الرئيس نيوز

في فترة مفصلية من تاريخ العالم، كان توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، أحد الوجوه المعبرة عن النظام الدولي الجديد، والذي تجلى بوضوح في غزو العراق عام 2003.

"بلير"، الذي ولد في مثل هذا اليوم، 6 مايو، عام 1953، تولى رئاسة الحكومة البريطانية لعشر سنوات متتالية، من 1997 إلى 2007، وكان من اللاعبين الدوليين البارزين على الساحة، لكنه لاقى انتقادات شديدة بسبب "تبعيته" لسياسية الرئيس الأمريكي جورج بوش- الابن.

وبالنسبة لمصر، فإن توني بلير مثّل لنظام الحكم آنذاك بقيادة الرئيس حسني مبارك، والحزب الوطني الديمقراطي، تجربة حكم من الممكن نقلها، بعد بزوغ نجم جمال مبارك، نجل الرئيس، على الساحة، وتعيينه أمينا للسياسات في الحزب الحاكم.

نظرية باراشوت توني بلير

الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، كشف في حوار أجراه بعد ثورة يناير، نُشر فيما بعد في كتاب "مصر إلى اين: ما بعد مبارك وزمانه"، العلاقة بين مشروع التوريث في مصر آنذاك وبين صعود نجم توني بلير.

يقول هيكل إنه عندما لاحت فكرة توريث السلطة توافق ذلك مع ظهور توني بلير في بريطانيا، فخطر لبعض المسؤولين المصريين، أنه قد تكون هناك أوجه شبه بين الحالتين.

ويشرح أن هؤلاء المسؤولين فكروا في السياسيين الشباب في بريطانيا، وهم توني بلير وجورج براون وبيتر مندلسون، وكيف استطاعوا الاستيلاء على حزب العمال، ووصلوا به إلى الأغلبية في مجلس العموم.

ويلفت إلى أن هؤلاء استهوتهم فكرة أن توني بلير "نزل بالباراشوت" على الحكم في بريطانيا، برغم سنه الصغير وعدم معرفة الناس به من قبل، فقررا الاستفادة من التجربة في حالة جمال مبارك، نجل الرئيس.

التعاون الحزبي بين مصر وإنجلترا

ويكشف هيكل ما حدث بناء على ذلك قائلا: "فجأة اشتد نشاط التعاون الحزبي بين مصر وإنجلترا... وبالفعل ذهبت مجموعات من الحزب الوطني إلي لندن, تقابل القيادات الجديدة لحزب العمال، وتتعلم كل ما يمكن أن تتعلمه عن عملية هبوط شاب من المجهول علي رئاسة الوزارة، وهي قمة السلطة في بريطانيا".



الأكثر من ذلك، وفقا لهيكل، أن وفود الحزب الوطني التي ذهبت إلى بريطانيا لم تكن مهتمة لا بالأفكار ولا بالبرامج، وإنما ركزت على الأساليب الدعائية لحزب "العمال"، وبالتحديد على قسم معين اسمه "العمليات".

إرباك خصوم الحزب والإساءة إليهم

ويشرح الكاتب الصحفي أن هذا القسم كان من أبرز مهامه "إرباك خصوم الحزب والإساءة إليهم وشل فاعليتهم، بما في ذلك تسريب إشاعات وروايات تشغلهم على الأقل، إلى جانب إطلاق الجمل والشعارات من نشر الإشاعات والروايات، وتسريب بعضها إلى الصحف".

وبحسب هيكل، فإن أحد زعماء حزب العمال أبدى له دهشته من ذلك، قائلا: "لا يهتمون في مصر إلا بـ بيتر مندلسون (مسئول قسم العمليات) وأصحابه وهم دائمو السفر إلى القاهرة".

ويربط هيكل بين كل ذلك وبين التطورات السياسية في مصر، بعد ظهور رجل الأعمال أحمد عز، شديد الصلة بجمال مبارك، ناقلا عن أحد رموز النظام السابق، أن أمين التنظيم بـ200 مليون جنيه من جيبه الخاص وأنشأ نظام اتصالات حديث، لكن كل هذا ذاب في لمحة بعد الثورة.