الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"سيجار" 30 سم هدية من الملك.. كواليس زيارة تشرشل السرية لمصر

الرئيس نيوز

- قابل "فاروق" في قصر عابدين لمدة ساعة ونصف.. وتوقف أمام لوحة إسماعيل و"أوجيني"


عام 1943، في الوقت الذي كانت فيه الحرب العالمية الثانية مشتعلة، قدِم رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل إلى مصر سرًا، بصحة وفد عسكري لزيارة القواعد العسكرية البريطانية على أرض مصر، أثناء المعركة.

جاء تشرشل" إلى القاهرة يوم 26 يناير وغادرها في 3 فبراير، ورغم أنه لم يكن ضمن برنامجه مقابلة رأس الدولة، الملك فاروق، فإنه جرى الترتيب سريعا لمقابلة بين الرجلين، اختلفت المصادر التاريخية حول مكانها، وهل كان القصر يعرف بالزيارة من الأساس أم لا.

مجلة "الإثنين والدنيا"، والتي كانت تصدر عن دار "الهلال"، كتبت عن هذه الزيارة التي تكتمت عليها الدوائر الرسمية المصرية لم يعرف بها أحد.

عضو برلماني كشف الزيارة بالصدفة

وتشير المجلة إلى أنه رغم أجواء "السرية" هذه، كانت هناك ظواهر تدل على أن هناك أشياء غير عادية، موضحة: "كان رفعة (مصطفى) النحاس باشا قد اعتزم السفر إلى رأس البر فألغى سفره، وكان معالي حسنين باشا قد سافر إلى رأس البر ليبقى فيها "الويك إيند" ولكنه غادر المصيف بعد بضع ساعات إلى القاهرة".

وتلفت المجلة إلى أن الأمر ظل طي الكتمان حتى انكشف أمر الزيارة بالصدفة، موضحة: "كان أحد أعضاء مجلس الشيوخ يسير أمام دار السفارة البريطانية بقصر الدوبارة، فرأى المستر تشرشل راكبا سيارة.. وبحلق عضو الشيوخ في الرجل، فإذا هو مستر تشرشل بنصه وفصه. وراح عضو الشيوخ يروي الخبر والناس بين مصدق ومجيب".

الأهم من ذلك ما ذكرته المجلة عن كواليس لقاء تشرتشل بالملك فاروق، والتي تختلف عن روايات تاريخية عديدة تناولت تفاصيل المقابلة فيما بعد.

في البداية، تقول المجلة إن المقابلة تمت في قصر عابدين في تمام الساعة الحادثة عشرة مساء، واستمرت ساعة ونصف، وهو ما يتعارض مع ما كتبه السفير البريطانى آنذاك اللورد كيلرن، والذي قال إن اللقاء بين الملك والزعيم البريطاني تم في مقر السفارة البريطانية.

الملك سمح له بارتداء ملابس عادية

نعود إلى الكواليس التي نشرتها "الإثنين وكل الدنيا" عن أجواء المقابلة. تقول المجلة: تشرف مستر تشرشل في خلال المدة التي مكثها في القاهرة بمقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك. ومما يذكر أنه رغبة في تكتم النبأ، سمح جلالة الملك لمستر تشرشل بأن يتشرف بالمقابلة بالملابس العادية وليس بملابس البونجور والقبعات العالية".

وتُكمل المجلة بأن الملك فاروق أراد أن يصبغ على المقابلة صفة غير رسمية، فقدم إلى مستر تشرشل سيجارا طويلا يبلغ طوله حوالي الثلاثين سنتيمترا، ففرح رئيس الوزراء البريطاني بهذه اللفتة لأنه كان من المولعين بتدخين السيجار.

ليس هذا فقط، بل إن مستر تشرشل بعد خروجه من "الحضرة الملكية"، مشى في الدهليز الموصل إلى الخارج، فرأى فيه مرآة كبيرة، فطلب من مايلز لامبسون، المندوب السامي البريطاني آنذاك، أن يتوقف ليقيس طول السيجارة، وبعد أن نظر في المرآة لهدية "فاروق"، قال: "إنني لم أر سيجارا في حياتي بهذا الطول".

لوحات زيتية اجتذبت انتباه تشرشل

شيء آخر لفت نظر "تشرشل" في بهو القصر الملكي، وتحديدا أمام مكتب رئيس الديوان الملكي، وهي لوحات زيتية تمثل حفلة افتتاح قناة السويس، واستلفت نظره الصورة التي ظهر فيها الخديوي إسماعيل ومعه الإمبراطورة الفرنسية أوجيني.

تقول المجلة: "وقف مستر تشرشل حوالي الخمس دقائق أمام هذه اللوحة البديعة. وراح مستر تشرشل يسأل عن بعض الأشخاص الذين ظهروا في الصورة، وكان معالي أحمد حسنين باشا يشرح له هذه الصور".

أما عن لقاء "تشرشل" مع مصطفى النحاس باشا، رئيس الوزراء، فتوضح المجلة، أن السفير البريطاني أكد لرئيس حكومته، أن بريطانيا تلقى من الحكومة المصرية كل مساعدة، وأن رفعة النحاس باشا هو زعيم الأغلبية الساحقة المصرية، ومضيفا "أن من حسن حظ بريطانيا ومصر أن يكون النحاس باشا رئيس الوزارة في هذه الظروف العصيبة".