الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صالح سليم يطيح بسفير مصر في الهند عام 1955

الرئيس نيوز

في الحياة الدبلوماسية، من الكارثي أن تخطئ، لأن خطأك هنا سيكلفك الكثير، وربما لن تغفر لك كفاءتك وسنوات عملك مقابل اللحظة التي خرجت فيها عن الصواب.

مثال على ذلك نقرأه في كتاب "فتحي رضوان يروي أسرار حكومة 23 يوليو"، إذ يحكي السياسي الراحل عن دبلوماسي كان اسمه إسماعيل كامل، عمل في السلك الدبلوماسي في الأربعينيات والخمسينيات.
وبحسب "رضوان"، كان "كامل" دبلوماسيا مرموقا ترقى في مناصب وزارة الخارجية، إلى أن وصل لمنصب سفير مصر في الهند، واستطاع توثيق علاقاته بقادتها وشخصياتها لخدمة المصالح المصرية.
وفي إشارة إلى المكانة الرفيعة التي كان يحظى بها هذا الدبلوماسي، يقول فتحي رضوان إنه رأى بنفسه جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، يُقبِّل وجنتي إسماعيل كامل ويقول له "عائلتي كاها تعانقك"، تعبيرا عن مكانته لديه.
لكن هذه الرحلة الدبلوماسية انتهت فجأة بسبب "زلة لسان"، عام 1955، في موقف عابر قد يعتبره البعض طريفا وساخرا، لكنه أخرج السفير من منصبه.
يروي فتحي رضوان أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان في زيارة إلى الهند آنذاك، في أعقاب مؤتمر "باندونج" الشهير، والذي أعلنت فيه سياسة عدم الانحياز، وكان يرافقه مجموعة من قادة الضباط الأحرار، ومنهم صلاح سالم.
وخلال الزيارة، حدث أن السفير المصري في أحد الاستقبالات الرسمية، قدَّم صلاح سالم باسم "الماجور صالح سليم"، أي الرائد صالح سليم، إذ اختلط عليه اسم الضابط واسم لاعب الكرة الشهير بالنادي الأهلي.
ويلفت فتحي رضوان إلى أن الخطأ رغم أنه كان "زلة لسان" واضحة، لكن صلاح سالم غضب وثار لما حدث، إذ كيف تطغى شهرة لاعب كرة مصري على وزير وعلم من أعلام الثورة، وصمم على إخراج السفير إسماعيل كامل من وزارة الخارجية.