الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مرتزقة في ليبيا بآلاف الدولارات.. تركيا تريد النفوذ وقطر تدفع الفاتورة

الرئيس نيوز

تقول وسائل إعلام وخبراء أمنيون إن عصابات من المرتزقة السوريين، يتقاضى أفرادها رواتبهم من تركيا وقطر، ترسل للقتال في الحرب الأهلية الليبية. وتسعى تركيا وقطر لتحقيق أهداف ايديولوجية واقتصادية من رعاية المرتزقة، بالإضافة إلى أهداف أمنية وسياسية معلنة رسميًا.
الأمم المتحدة منذ يناير الماضي، قالت دون ذكر أنقرة أو الدوحة بالاسم، إن بعض العواصم التي تدعم الفصائل المتحاربة في ليبيا انتهكت الحظر الدولي على الأسلحة. واتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب أردوغان بخرق الوعود التي قطعها في مؤتمر دولي حول ليبيا بعد وصول السفن الحربية التركية والمقاتلين السوريين إلى الأراضي الليبية.
وذكر الدكتور منصور الكيخيا، أستاذ العلوم السياسية والجغرافيا الليبي-الأمريكي في جامعة تكساس في سان أنطونيو، لوسائل الإعلام الأمريكية أن تركيا تشحن فقراء سوريين للقتال من أجل دعم حكومة السراج وتدفع لهم 2000 دولار شهريًا نقدًا وتدفع لهم في تركيا. إنهم في الحقيقة مرتزقة ويقتلون في المعارك".
وأضاف الكيخيا أن أكثر من 275 من المرتزقة السوريين لقوا حتفهم في ليبيا حتى الآن، بعد أن قامت الحكومة التركية بتغطية تسليحهم ونقلهم إلى هناك. 
ليبيا مقسمة بين الشرق والغرب. ويسيطر الغرب على الميليشيات الإسلامية إلى جانب "حكومة الوفاق الوطني" بقيادة فايز السراج، بينما يسيطر الجيش الوطني الليبي على الشرق، ويتحرك غربًا لطرد المليشيات المدعومة من تركيا وقطر.
أضاف الكيخيا أنه بينما قدمت قطر التمويل، قامت تركيا، التي لديها قاعدة عسكرية ضخمة في قطر، بتزويد المرتزقة بالأسلحة. وتابع "إن أبرز الأهداف هو تعزيز النفوذ التركي والقطري في ليبيا، أيضًا الوصول إلى الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، أي أن تركيا تكتسب نفوذاً وقطر تدفع فاتورة العمليات".
بدأ الجيش الوطني الليبي في التصدي للمليشيات والتقدم لإحكام السيطرة على طرابلس العاصمة منذ أبريل، حيث سيطر على حقول النفط والمدن الرئيسية، وحاصر أجزاء من طرابلس، معقل حكومة السراج وأكبر مدينة في البلاد. 
لفت الكيخيا إلى أنه قبل أزمة فيروس كورونا استقل بعض المرتزقة قوارب اللاجئين وطلبوا اللجوء في إيطاليا. وقال "العار الذي تبوء به تركيا أنها استغلت فقر هؤلاء السوريين والعار الذي منيت به حكومة السراج هو أن تقبل بوضع هؤلاء الأطفال في طريق الأذى وأن تقبل بخضوعهم للإرهابيين".
وقال إن أنقرة تلعب لعبة خطيرة للغاية، لأن اتفاقها حول الحدود البحرية مع حكومة السراج، الموقعة بهدف توسيع مطالبات تركيا باحتياطيات النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط ، أهملت أن تأخذ بعين الاعتبار شيئًا مهمًا، ألا وهو جزيرة كريت، التي تبعد 200 ميل بحري فقط (ما يزيد قليلا عن 230 ميلا دوليا) من ليبيا. 
أكد الكيخيا: "ليبيا وتركيا لا تشتركان في أي حدود". ولكنه لفت إلى أن الممر الآمن الوحيد لتركيا إلى ليبيا كان عبر مدينة مصراتة الساحلية، حيث كان للأتراك قاعدة ومستشارون لمساعدة حلفائهم الإسلاميين. دست تركيا أنفها في الصراع إلى جانب قطر من أجل دعم الإسلاميين في المنطقة ".
في تصريحات لصحيفة ميديا لاين، أعرب صلاح قراطة، المحلل الأمني المقيم في مدريد وضابط المخابرات السابق بالجيش السوري، عن اعتقاده بأن الأحداث في ليبيا "مؤسفة ومرعبة"، وأن أنقرة تقاتل من أجل تحقيق مكاسب في ليبيا، باستخدام دم السوريين والاستفادة من أوضاعهم التي غلب عليها البؤس والفقر والجوع. وتابع: "الفقر يقف وراء تدخل المرتزقة وتجنيدهم".