الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"حاطة ليه أحمر على وشك".. سعد زغلول يحرج سيدة في "بيت الأمة"

الرئيس نيوز

بعيدا عن تاريخه السياسي المعروف لنا، كزعيم شعبي نادى باستقلال مصر وملك قلوب المصريين، فإن هناك أسرار وتفاصيل كثيرة تكشف لنا الوجه الآخر للزعيم الراحل سعد زغلول.

كتاب "سعد في حياته الخاصة"، للكاتب الصحفي البارز في عهد الملكية كريم ثابت، يكشف تفاصيل مهمة وطريفة عن الزعيم المحبوب.

أحد هذه الجوانب في حياة "سعد" كان رأيه في المرأة وعلاقته بها، خصوصا زوجته السيدة صفية زغلول، ابنة مصطفى فهمي باشا.

يقول مؤلف الكتاب إن "أم المصريين" كانت تبذل جهدها لإرضاء سعد باشا وإراحته منذ اليوم الأول لزواجهما، ثم يستشهد بموقف ينقله عنها.

ففي عزاء سعد باشا، بعد أربعة أيام تحديدا من وفاته في 23 أغسطس 1927، أكدت "صفية" لعدد من السيدات أن "سعد يكره تبرج النساء، وكان يمقت كل سيدة متبرجة".

صفية زغلول: الباشا كان يكره "البودرة".. وامتنعت عن استخدامها منذ أول يوم زفاف


وتستكمل "أم المصريين" قائلة: "كان سعد باشا إذا رأى عندي سيدتين إحداهما متبرجة والأخرى غير متبرجة التفت إلى الثانية وقال لها: "لماذا أكثرتِ اليوم من البودرة والأحمر على وجهك"، فتخجل السيدة الأولى وتقول له: "بل أنا يا دولة الباشا اللي مكثرة من البودرة والأحمر" ولا تعود إلى التبرج عندما تزورنا مرة أخرى".

صراحة "سعد" التي كانت تحرج السيدات بالطبع لامته عليها "صفية"، أكثر من مرة قائلة إن هذا الكلام سيؤلمهن كثيرا، لكنه كان يجيبها: "ولماذا لا تريدين أن أكون صريحا فيما أعتقده حقا".

وتؤكد "صفية" أن "سعد" كان يكره "البودرة" طول حياته، لذلك فإنها "لم تضع على وجهها ذرة واحدة من البودرة منذ يوم زفافهما".
ويشير مؤلف الكتاب كريم ثابت إلى المواقف الشجاعة للسيدة صفية زغلول في حياة زوجها، وخصوصا عندما اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني ونفته إلى جزيرة سيشيل.
يومها، حسبما يروي المؤلف، "طلبت حرمه المصون من السلطة البريطانية أن تسمح لها بمرافقة زوجها في نفيه لتسهر على راحته والعناية به رأفة بشيخوخته وشفقة على صحته فأبت السلطة يومئذ أن تجيبها إلى طلبها وأصرت على أن يرحل سعد من دونها.

لم تستسلم "صفية" للأمر، وقررت أن تؤدي ولو قليل مما كان يقوم به "سعد" وهو في مصر، فحافظت على الاتصال بأعضاء الوفد المصري، وبدأت في استقبال الوفود الشعبية القادمة إلى "بيت الأمة"، وراحت تخطب فيهم لاستكمال ما بدأه زوجها من كفاح لنيل الاستقلال.
ويلفت كريم ثابت إلى أن الاحتلال الإنجليزي لما رأى جهود صفية زغلول على هذا الوجه تراجع عن رأيه الأول، وقرر أنه من الأفضل لها أن تذهب إلى زوجها في المنفى.
وعندما اتصل المندوب السامي البريطاني بها ليخبرها بإمكانية اللحاق بسعد باشا، ردت قائلة: لقد استودعت زوجي يد الله وسأبقى أنا هنا أودي الواجب عليّ نحو وطني إلى أن يعود".