الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عثمان أحمد عثمان يثير الجدل في منزل فاتن حمامة

الرئيس نيوز

هو إمبراطور المقاولات في مصر طوال نصف قرن، أسس شركة "المقاولون العرب" وتمكن من أن يعبر بها الظروف السياسية المختلفة.

إنه عثمان أحمد عثمان، أحد أبرز رجال الأعمال في مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والذي يتوافق اليوم، ١ مايو، مع ذكرى وفاته عام ١٩٩٩.

كانت فترة السبعينات هي التي شهدت لمعان نجم عثمان أحمد عثمان، إذ أصبح في منتصفها قريب الصلة للغاية بالرئيس أنور السادات، وبات صاحب الكلمة الأولى في أغلب المشاريع الإنشائية للدولة، سواء كان ذلك من خلال منصب رسمي أو بتفويض مباشر من السادات. 

وكان الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين شاهدا على توطد علاقة السادات لعثمان، ومتوقعا تطوراتها، وذلك خلال الفترة التي اقترب فيها من السادات بحكم تكليفه بكتابة الخطابات الرئاسية. 



وفي كتابه "محاوراتي مع السادات" يروي أحمد بهاء الدين أنه حتى منتصف السبعينات كان العلاقة بين الرئيس ومؤسس "المقاولون العرب" بها درجة من التكليف، وأن الناس كانوا يتحدثون عن طبيعة العلاقة بكثرة. 

ويستدرك بهاء الدين: "لكن اتضح لي بسرعة أن السادات قد أصبح شديد الانجذاب إلى شخص عثمان أحمد عثمان. كان إذا تأخر دقائق عن موعدنا في اللقاء صباحا أو مساء، أخذ السادات يسأل ويتساءل أين عثمان وما الذي أخره في لهفة ملحوظة، كمن يسأل عن شخص صار لا غنى له عنه".

ويتابع: "قدرت أن السادات قد نما في نفسه تعلق شديد بشخص عثمان. وهذا أمر معروف في العلاقات الإنسانية حين يشعر واحد منا بهذه الجاذبية نحو شخص من أصدقائه وكأنه توأم له ويحس إذا غاب أن شيئا ما ينقصه، واقتنعت بأن المهندس عثمان أحمد عثمان سيكون له شأن كبير في حياة السادات".

في إشارة إلى أن عثمان كان حديث المجتمع آنذاك، يتذكر أحمد بهاء الدين أنه ذات ليلة بعد ذلك بفترة كان مدعوا إلى العشا في منزل الدكتور محمد عبد الوهاب وزوجته الفنانة السيدة فاتن حمامة، وجاءت سيرة السادات وعثمان. 

ويحكي: "وكالعادة انتحى الرجال جانبا بعض الوقت وكان فيهم وزراء سابقون ولاحقون ومهندسون مرموقون، وجاء ذكر علاقة عثمان أحمد عثمان بالسادات وما يتردد حولها من شائعات، فبعض الناس يقولون إنها علاقة مليونير برئيس يحب المال، وبعض الناس يتحدثون عن أنباء تتردد حول مصاهرة مقبلة بين ابنة الرئيس وابن عثمان أحمد عثمان، وآخر يقول إن هذا المشروع قد فشل ولا بد أن تفتر العلاقة بين الاثنين بسبب ذلك".

وقتها لم يكن ابن عثمان قد تزوج ابنة السادات بعد، لكن بهاء الدين قال للمجتمعين بوضوح: "اسمعوا! لقد انفردت بالاثنين بضعة أيام منذ فترة وأحب أن أقول لكم إن هذه العلاقة أكثر كثيرا من علاقة فلوس أو علاقة نسب. لقد لاحظت بوضوح أن السادات ينظر إلى عثمان كأنه عثر على توأمه وشقيق روحه".

وواصل الكاتب الصحفي قائلا: "إننا أمام شخصين تربطهما علاقة كأنها نابعة من أعماق نفسية متشابهة تماما أو متكاملة إلى أقصى حد، وبالتالي فمهما حدث فالسادات لن يستغني عن وجود عثمان معه بعد الآن، لأنه وجد فيه شيئا يكمله واعملوا حسابكم على كده".

ويشير بهاء الدين إلى أن هذا "التحليل النفسي والوجداني الذي شرحته قبولا لدى الحاضرين، لكن تطور علاقة الرجلين بعد ذلك بالشكل الذي صار معروفا، حتى صار الاسم الشعبي للدولة هو "الدولة العثمانية"، قد أثبت فيما أعتقد ما توقعته".