الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

غضب في لبنان من التدهور الاقتصادي.. ورئيس الوزراء يحذر من نوايا خبيثة

الرئيس نيوز

تزامنًا مع تصاعد العنف والاحتجاجات الغاضبة التي أثارتها الصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت في لبنان بسبب الإغلاق الإلزامي وإجراءات مكافحة فيروس كورونا، قال منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان جان كوبيس إنه يعتقد أن اللبنانيين "يائسين بشكل متزايد".

وأشعل متظاهرون في مدينة طرابلس الشمالية النيران في مباني مجاورة للبنوك وحطموا واجهاتها وألقوا الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بينهم 40 جنديا، وتوفي أحد المتظاهرين متأثراً بجراحه في طرابلس. 



وامتدت الاضطرابات إلى مدينة صيدا الجنوبية، وردد المتظاهرون "الثورة" وألقوا قنابل حارقة على مبنى البنك المركزي قبل أن يشعلوا النار خارجها وحطموا واجهات البنوك الأخرى.

في بيروت، سار العشرات في أنحاء المدينة، وارتدى بعضهم كمامات طبية بينما كانوا يهتفون ضد النظام المالي ودعوا المزيد من اللبنانيين للانضمام، وفي وقت لاحق، قامت الحشود بإلقاء الحجارة على قوات الأمن المتمركزة أمام البنك المركزي.


حسن دياب يطالب اللبنانيين الامتناع عن العنف

من جانبه، حث رئيس الوزراء حسن دياب المواطنين على الامتناع عن العنف وقال إن "النوايا الخبيثة وراء الكواليس" تهز الاستقرار.
وأضاف دياب في بيان: "نواجه حقيقة جديدة، حقيقة أن الأزمة الاجتماعية والمعيشية ساءت بسرعة قياسية، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي إلى مستويات قياسية في السوق السوداء".
وتكافح حكومة دياب التي تشكلت في يناير بدعم من حزب الله المدعوم من إيران لتنفيذ الإصلاحات التي يطلبها المانحون الأجانب للإفراج عن مليارات الدولارات من التمويل الذي تعهدوا بتقديمه. 


إغلاق البنوك والمصارف في لبنان


وفقد المواطنون قوتهم الشرائية وليس لدى الدولة خطة للقيام بأي شيء، فالبنوك مغلقة ولا تصرف أموال للعملاء، وقال محامي يعمل في طرابلس يدعلى فهد مقدم لـ"رويترز": "أعتقد أن هذه الحكومة يجب أن تستقيل".
وأضاف: "هذه ليست أعمال شغب، هذا يعبر عن (الغضب) أن الدولار وصل إلى 4000 ليرة لبنانية.. كيف سيأكل الناس؟.
وقال أبو حسين، ناشط آخر في طرابلس: "دخل علينا شهر رمضان المبارك وتعاني المدينة ذات الأغلبية السنية منذ فترة طويلة من الفقر والبطالة وكانت مسرحا للاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة في لبنان في أكتوبر الماضي".

وقال منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان جان كوبيس إن العنف تحذير للقادة السياسيين في لبنان، وكتب في تغريدة على "تويتر": "حان الوقت لتقديم الدعم المادي للأغلبية اليائسة والفقيرة والجائعة من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد". 

وقال بيان صادر عن السفارة الأمريكية في بيروت، إن إحباط الشعب اللبناني من الأزمة الاقتصادية أمر مفهوم، ومطالب المحتجين لها ما يبررها. لكن حوادث العنف والتهديدات وتدمير الممتلكات مقلقة للغاية ويجب أن تتوقف.

وتهدد الاضطرابات المتزايدة بإدخال لبنان في صراع أكثر خطورة حتى مع سعي بيروت لتمرير خطة إنقاذ اقتصادية والدخول في مفاوضات مع الدائنين الأجانب بعد التقصير في التزامات الديون الضخمة في مارس.

تدهور العملة اللبنانية أمام الدولار


وفقدت العملة الوطنية أكثر من 50٪ من قيمتها، وفرضت البنوك ضوابط معوقة لرأس المال وسط أزمة السيولة، لكن يبدو أنها كانت في حالة هبوط حر خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصلت إلى 4000 ليرة لبناني مقابل الدولار، بانخفاض من ربط ثابت قدره 1500 ليرة مقابل الدولار لمدة 30 عامًا.
تقدر الخسائر في القطاع المصرفي بنحو 83 مليار دولار، مما يزيد من المخاوف بشأن مصير المدخرات المصرفية للأفراد.
واستؤنفت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 26 أبريل، حيث بدأت السلطات في تخفيف الإغلاق الإلزامي للمرافق على الصعيد الوطني للحد من انتشار فيروس كورونا الذي أصاب حتى الآن 717 شخصًا وقتل 24.