الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السؤال الصعب عن الجائحة.. هل يستطيع الغرب معاقبة الصين؟

الرئيس نيوز

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "محاسبة الصين". وتعهد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بطرح "أسئلة صعبة" وهدد بإنهاء "العمل كالمعتاد" مع بكين. وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصين على أن تكون أكثر شفافية بشأن كيفية التصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه سيكون من "السذاجة" مقارنة تعامل حكومة الصين مع الأزمة بنظيرتها من الديمقراطيات الغربية، مضيفًا أنه "من الواضح أن هناك أشياء حدثت لا نعرف عن حقيقتها شيء" في إشارة إلى تزايد شكوك حول مزاعم واتهامات لبكين بأنها تخفي حقائق مهمة حول فيروس كورونا، وعلى الرغم مما سبق؛ استبعدت مجلة ذا أتلانتك الأمريكية أن يستطيع الغرب معاقبة الصين التي ظل يهددها ويتوعدها على مدار الأسابيع الماضية بسبب الأخطاء والتشويش على حجم العدوى وسرعة انتشارها في وقت مبكر من أزمة كورونا، ما أدى في نهاية المطاف إلى انتشار الفيروس حول العالم. وتساءلت المجلة: إلى أي مدى يمكن أن يعاقب الغرب حكومة الصين الذي تحتاج الكثير من دوله إلى بكين لأهم الأشياء – أي الإمدادات الطبية؟

بكين تنجو بالإمدادات الطبية

تنتج الصين بالفعل نصف الكمامات والأقنعة الطبية الواقية في العالم حتى قبل انتشار الوباء. كما أنها مصدر رئيسي للأدوية ومعدات الحماية في وقت تعاني فيه البلدان حول العالم من نقص وعجز شديد في هذه الأصناف.

وذكر ويلي شي، الأستاذ في كلية الأعمال بجامعة هارفارد، الذي كتب عن قضايا سلاسل التوريد بين الولايات المتحدة والصين، أن "العالم يعتمد على الصين في التصنيع". لا يقتصر الأمر على الإمدادات الطبية فحسب - بل يتعلق أيضًا بالإلكترونيات والمنسوجات والأثاث ولعب الأطفال والمزيد، ما يضيف ما يصل إلى حوالي نصف تريليون دولار من الواردات. وأضاف شي: "شخصيًا؛ أنتمي إلى المدرسة التي تؤمن بأن أي حديث عن عقاب الصين من الكلام الرخيص، فإذا كنت ترغب حقًا في المضي قدمًا في عقاب الصين، فعليك أن تكون مستعدًا للعواقب".

ولا يقتصر الأمر على مجرد الانتقال إلى تدبير احتياجات الغرب من الإمدادات الطبية من مراكز أخرى غير الصين، نظرًا لأن بكين رسخت نفسها كقلب للتصنيع العالمي، مع سلاسل توريد داخلية أكثر تقدمًا من البدائل المحتملة الأخرى.

وتوقع شي أن يستمر الاستياء الغربي من تصدي الصين لانتشار فيروس كورونا على مستوى الخطاب دون أي تجسيد لعقاب أو محاولة عقاب بشكل عملي ملموس لوجود بعض الأدلة على أن دولاً كثيرة قلقة من مجرد معاداة بكين علانية أو إغضاب بكين ولو بالكلمات.

الهروب من سيطرة التنين الصيني

تعتمد فرنسا، مثل الولايات المتحدة، بشكل كبير على سلاسل التوريد الصينية، ليس فقط بالنسبة للمعدات الطبية اللازمة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، ولكن أيضًا للصناعات الدوائية والسيارات. وأعلن ماكرون مؤخرًا أن فرنسا ستكافح من أجل "الاستقلال التام" من خلال زيادة إنتاجها للكمامات وأقنعة الوجه وأجهزة التنفس الاصطناعي، ولكن من غير المرجح أن يكون ما اقترحه ماكرون حلاً سريعًا (قال إنه سيحدث بحلول نهاية العام)، أو أن يكون حلاً رخيصًا. ونتيجة لهذه الأزمة، "ستتعرض الشركات الفرنسية لضغوط هائلة لإعادة بعض إنتاجاتها إلى بلدان أخرى، وسيكون الخيار الواضح هو الصين"، ويعتقد فيليب لو كوري، زميل برامج أوروبا وآسيا بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي. أن البعض يستجيب بالفعل لما أعلنه ماكرون. وقالت شركة الأدوية الفرنسية سانوفي الشهر الماضي إنها ستطلق شركة جديدة مقرها أوروبا لتقليل اعتمادها على تصنيع الأدوية في الصين والهند، حيث يتم تصنيع معظم المكونات الصيدلانية النشطة في العالم. وحذر لو كوري من أن الجهود المبذولة للحد من اعتماد فرنسا على الصين يمكن أن تؤدي إلى قيام بكين بنفس الشيء، ما قد يكون له تأثير سلبي على بعض القطاعات الأكثر ربحية في فرنسا، مثل النبيذ والسياحة. وقال "بالنسبة للعديد من هذه الصناعات، فإن السوق الصينية مهمة".

وفي بريطانيا، فإن اقتراح الوزير راب بالتحول من "العمل كالمعتاد" مشكوك فيه بالمثل. مثل البلدان الأخرى، تتطلع بريطانيا إلى الصين للحصول على مواد منقذة للحياة مثل مجموعات الاختبار وأجهزة التنفس وتحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون مع نظيره الصيني، شي جين بينج، عن أن بلديهما يقاتلان "كتفا إلى كتف" لاحتواء تفشي المرض في أواخر فبراير، قبل شهر فقط من إصابة جونسون نفسه بفيروس كورونا.

على الرغم من أن بكين لا تحتل مرتبة بين أكبر الشركاء التجاريين لبريطانيا، في المجالات التي تشارك فيها الدولتان، مثل قطاعي التكنولوجيا والمالية، فمن غير المرجح أن تسعى المملكة المتحدة إلى تقويض العلاقات، وفقًا لتصريحات كيري براون، الدبلوماسي البريطاني السابق في بكين.