الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مسلمو العالم والجائحة في رمضان.. فعاليات افتراضية وطقوس تتحدى العزلة الجبرية

الرئيس نيوز

القلق من جائحة فيروس كورونا سيد الموقف في شهر رمضان، لا إفطار جماعي، ولا صلاة تراويح، ولا مناسبات معتادة، ولا موائد رحمن، الجميع يلتزم بالتباعد الاجتماعي، ويستمر الإغلاق الإلزامي لغالبية المرافق في دول العالم بدرجات متفاوتة؛ سيشهد العديد من المسلمين شهرًا مختلفًا العام الجاري، ومن المحتمل أن تقرر الجاليات والمراكز الإسلامية تقليص الكثير من الأنشطة المنطوية على أحداث وعبادة جماعية واللجوء إلى فعاليات افتراضية عبر الإنترنت.

مسلمو نيويورك يقاومون الوباء بالإفطار الجماعي

حسن فوزي، باحث الدراسات الإسلامية قال لـ دانا التكريتي مراسلة Vox: "استمرار الوباء خلال رمضان، يعني عدم السماح للمسلمين بصلاة التراويح في المساجد، ومن الناحية الاجتماعية؛ سيحرمون من تقاليد راسخة مثل تبادل الهدايا والأطباق الوطنية كالعادة بين أفراد الجالية الإسلامية، وسيكون من الصعب استضافة حفلات الإفطار الجماعي وأي مناسبات معتادة وهي فعاليات مميزة الشهر منذ أكثر من 1000 عام".

أسعد دنديا، طالب الدراسات العليا المولود في بروكلين، حضر الإفطار الجماعي بالمركز الإسلامي بجامعة نيويورك، في أجواء احتفالية قبل آذان المغرب بساعة ونصف، محاطًا بالأصدقاء القدامى والجدد، وقال لشبكة Vox الإخبارية: "أنا أستخدم كلمة الجاليات في صيغة الجمع لمعرفتي بأن مسلمي نيويورك يأتون من خلفيات قومية وعرقية واجتماعية ومذهبية متنوعة، وأعتبر نفسي محظوظًا لكوني أنتمي لهذا الطيف المتنوع".

في نيويورك، المركز الحالي لتفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ذكر أسعد دنديا أن الأنشطة السنوية مثل البرامج المجتمعية التي عادة ما يشارك فيها المسلمون ستُلغى بسبب الوباء.

رمضان بلا تراويح

في الجزائر العاصمة، اعتادت يمين هرماش، 67 سنة، استقبال أقاربها وجيرانها في منزلها لتناول الشاي والمشروبات الباردة خلال شهر الصوم، ويستمر السمر من بعد العشاء حتى الفجر، ولكنها العام الجاري تخشى أن يكون الأمر مختلفًا، كما قالت لوكالة رويترز.

"هرماش" أضافت بينما غلبتها الدموع: "قد لا نزورهم ولن يأتوا، فيروس كورونا جعل الجميع يخافون، حتى من الضيوف المميزين". وفي بلد جرى فيه إغلاق المساجد، أعرب زوجها يمين، ويدعى محمد جمودي، 73 سنة، عن قلقه من شيء آخر: "لا أستطيع تخيل رمضان دون التراويح".

في الجزائر، يتساءل أصحاب المطاعم عن كيفية تقديم الإفطار للمحتاجين في حين أغلقت أماكن عملهم، وتمتد حالة عدم اليقين إلى المؤسسات الخيرية في أبو ظبي التي اعتادت إقامة موائد الإفطار للعمالة الوافدة من دول جنوب آسيا ذوي الأجور المتدنية. وأجرت رويترز مقابلة مع (م. أ.) مهندس هندي يعيش في شقة من ثلاث غرف في وسط المدينة الإمارتية مع 14 آخرين، وهو عاطل عن العمل بسبب فيروس كورونا وكان يخطط للإفطار على نفقة المؤسسات الخيرية حتى تزول الأزمة.

في السنغال، الخطة هي مواصلة العمل الخيري بطريقة محدودة. في العاصمة داكار، ستوزع الجمعيات الخيرية "ندوغو" (الرغيف الفرنسي المغطى بخليط الشوكولاتة) والكعك والتمر والسكر والحليب على المحتاجين، في المدارس بدلاً من الشارع.

الحل في الالتزام بالتباعد

وفي إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، سيلتقي بعض الأشخاص بأحبائهم عن بعد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمؤتمرات الافتراضية، فيما حثت السعودية المسلمين على عدم التجمع للصلاة وتجنب التجمعات بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في منطقة الخليج.

وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة قال في خطاب متلفز قبل أيام من رمضان: "نحن جميعا في قارب واحد، إذا التزمنا معا، سنصل بأمان إلى الشاطئ، كان لدينا الكثير من الأنشطة الاجتماعية خلال الشهر، وسيكون العام الجاري مختلفًا، وأنا أحث الجميع على الالتزام بالتباعد الاجتماعي".

في الأردن، من المتوقع أن تعلن الحكومة عن فتوى تحدد طقوس رمضان المسموح بها، ولكن بالنسبة لملايين المسلمين، فإن الأمر يبدو مختلفًا بالفعل. وهكذا، من أفريقيا إلى آسيا، ألقى وباء كورونا بظلال من الكآبة وعدم اليقين.

وبعد رمضان، كيف سيبدو عيد الفطر؟ هناك ملايين من الشباب المسلم يخططون لاستقبال العيد معًا لكن على نحو افتراضي عبر موقع الاجتماعات Zoom بدلاً من الخروج.