الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"ذهب"و" بنوك"و"عقارات" .. أين يدخر المصريين أموالهم فى زمن الكورونا؟

الرئيس نيوز

قلبت أزمة فيروس كورونا جميع الموازين وغيرت المفاهيم الاقتصادية لتحدث تغييرا شاملا في مفهوم الإدخار، ومع تنامئ مدخرات الأفراد خارج القطاع المصرفي لأكثر من 500 مليار جنيه بحسب تقديرات البنك المركزي إذ قال طارق عامر  محافظ البنك المركزي المصري، إن النقد المتداول خارج القطاع المصرفي بلغ نحو 540 مليار جنيه.

فأين تذهب تلك المليارات الحائرة هل هي تستغل في الاستثمار ومشروعات أم سيولة مالية فى المنازل أم تذهب لشراء عقارات وذهب؟
الخبراء في الفترات السابقة كانوا ينقسمون بين إغراءات العقارات والذهب والودائع البنكية كملاذ إدخاري، كل قطاع يأخذ نصيبه من مدخرات الأفراد لكن كورونا فرض نفسه على تغيير تلك الفرضيات. 

الكساد يضرب سوق العقارات 


يشهد سوق العقارات حاليا تراجعا حادا في الطلب بسبب ظروف الحظر وتوقف العمل في عدد من الكومبوندات وتراجع الطاقات الإنتاجية لمصانع مواد البناء في ظل مواعيد الحظر وتراجع الطلب على الإنشاءات بنسبة تتراوح بين 35 و40%.

وقال محمد البستاني رئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" إن العمل متوقف في الكومبوندات الكبرى وكذلك التسليمات فضلا عن أن الطلب العقاري تراجع حاليا بسبب احتياجه لقيام العميل بجولات في الشركات المختلفة وزيارة الموقع. 

وأكد أن أزمة السوق العقاري لا ترجع فقط لانتشار فيروس كورونا إذ أنه يعاني ومن فترة كبيرة بسبب تشبع السوق بالإسكان الفاخر مرتفع التكلفة والقيمة وهو ما كان ينذر بأزمة بسبب تراجع الطلب. 

وأضاف البستاني أن الحل فى دعم الدولة الشركات العقارية الصغيرة لإقامة إسكان متوسط بأسعار جيدة تجتذب شريحة من صغار المدخرين بدلا من الفيلات والوحدات المليونية. 

وطرح طارق شكرى رئيس شعبة الاستثمار العقاري فكرة لانعاش سوق العقارات بطرح "أوكازيون عقاري" من خلال قيام الشركات بالاقتصاص من أرباحها وخفض السعر لتشجيع المواطنين على الشراء في تلك الفترة الصعبة. 

وأكد أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء لـ"الرئيس نيوز" أنه لم يسحب طن أسمنت واحد منذ أزمة كورونا بسبب توقف المشروعات الخاصة. 

وقال: "لولا المشروعات القومية لكان القطاع انهار بالكامل حيث أنها تستهلك 60% من الطلب على مواد البناء من حديد وأسمنت وخلافه.

غالبية المصانع والشركات أرباحها تحولت إلى صفر حاليا لكنها أزمة عابرة على الجميع ونتمنى أن تنتهي ويعود الطلب مجددا". 

الادخار فى البنوك 


أصبح الادخار فى الحسابات البنكية مرتفع حاليا بسبب التعامل الإلكتروني الكبير الذى فرضه فيروس كورونا ما رفع من إيداعات المواطنين وحركة الأموال داخل الحسابات البنكية.

وكشف مصدر مصرفي رفيع المستوى لـ"الرئيس نيوز" أن إجمالى ايداعات المصريين فى الحسابات الخاصة خلال تلك الفترة تجاوز 50 مليار جنيه لتسهيل أعمالهم في ظل قرارات خفض حدود السحب اليومي التى أصدرها البنك المركزي الفترة الماضية قبل أن يقوم بتعديلها تزامنا مع دخول شهر رمضان. 

وأضاف أن شهادات الادخار التى طرحها بنكي الأهلى ومصر الشهر الماضي اجتذبت سيولة غير عادية من مدخرات المواطنين تقترب من 100 مليار جنيه بخلاف ارتفاع الأرصدة في البنوك بسبب إغراء العائد البالغ 15% مقابل خفض البنك المركزى للعائد في البنوك بنحو 3% وتراجع العوائد الادخارية الأخرى في ظل كورونا.

قد يهمك أيضاً:



وأكد المصدر ارتفاع الطلب على تأجير خزائن بالبنوك سواء للسيولة أو للمصوغات أو بالعملة الأجنبية.

وكان طارق عامر محافظ البنك المركزي صرح بأن البنوك المصرية تمتلك سيولة نقدية أكبر من أي بنوك في بلدان المنطقة، قائلا: "عندنا سيولة مش عارفين نعمل فيها إيه، ونمتلك تريليون في البنك المركزي من البنوك".

وذكر محافظ المركزي، أن 80 بالمائة من الودائع بالبنوك تتواجد في شهادات ادخارية بقيمة 900 مليار جنيه.

وقال الد محمد عبد العزيز حجازي الخبير الاقتصادي إن شراء شهادات استثمار هو الملاذ الأمن حاليا للحصول على عوائد استثمار جيدة.
وأضاف: "خطوة الاستثمار في أوعية ادخارية مضمونة. إلى حد كبير حاليا".

الذهب 


خرج الذهب من أوعية الاستثمار الجاذبة بسبب موجة التأرجح الشديدة في أسعاره وثباته عند معدلات مرتفعة والرؤية غير واضحة، وهل يواصل قفزاته حتى 3000 دولار للأوقية كما تتوقع مؤسسات مالية أجنبية أم سينهار مع أول إعلان عن العثور على مصل لكورونا ونجاحه في شفاء مرضاها.

وقال وصفي واصف رئيس شعبة تجارة الذهب، إنهم يعملون فى محلاتهم بأنفسهم بعد خفض العمالة إضافة إلى تراجع الطلب بسبب ارتفاع الأسعار.

وأكد أن الذهب سيظل مخزن للقيمة يعشقة المصريين مهما شهد أزمات فسيعود بريق الذهب للمعانه من جديد.