الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا غضب السفير البريطاني من "لحية" الملك فاروق؟

الرئيس نيوز

في فترة من حكمه، شاع عن الملك فاروق نزعته الدينية التي وضحت كثيرا في تصرفاته وحتى في مظهره، وكانت تصل لذروتها في المواسم الدينية وخصوصا شهر رمضان.

وفي كتابها "فاروق وسقوط الملكية"، تستعرض المؤرخة د. لطيفة محمد سالم، أن التوجه الديني لفاروق تم الإعداد له في منذ اليوم الأول له على العرش، وذلك لكشب شعبية المصريين ضد حزب الوفد صاحب الأغلبية آنذاك.

وتقول المؤلفة أن الأضواء تسلطت على الملك أثناء تأديته للدور الديني الذي أعد له الإعداد الجيد، فمنذ توليته العرش والصحافة تتبع خطواته إلى المساجد يوم الجمع والتي كان يرافقه فيها شيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغي.

وتضيف: "لم يقصر ارتياده للمساجد الكبيرة، وإنما ذهب للكبيرة ايضا، واختيرت له الواقعة في الأحياء الشعبية، وذلك حتى يلتف حوله الناس ويلتصق به لقب الملك الصالح".

كما تشير إلى أن تنقلات الملك وزياراته الشعبية كثرت بالذات إلى المناطق الصناعية حيث تعلو هتافات العمال لتردد "الملك المؤمن.

ووفي سبيل ذلك أيضا، تلفت إلى أنه كان يحرص على تأدية الصلاة في الأزهر، وأمر بأن تفتح أبواب قصر عابدين كل يوم في رمضان حتى يتاح لكل من شاء من رعيته أن يستمع لآيات الذكر الحكيم.

وتتطرق لطيفة سالم إلى مرحلة لافتة للنظر في الفترة التي أطلق فيها لحيته، وتحددها بين عامي 1942 و1943.

وفي تلك الفترة، كانت الحرب العالمية الثانية في ذروتها، ما سبب مخاوف لبريطانيا التي كانت تحتل مصر آنذاك من توجهات فاروق الذي أصبح يحلم بأن يصبح خليفة للمسلمين، في حين كان الملك غاضبا من واقعة فبراير 1942 عندما أجبرته بريطانيا على تعيين حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس، بخلاف ميوله لمعسكر المحور بقيادة ألمانيا.

وتكشف المؤلفة أن لحية المل فاروق سببت ضيقا للسفير البريطاني مايلز لامبسون، لدرجة أنه كتب إلى أنطوني إيدن، رئيس الحكومة البريطانية، بعد أن ازالها الملك، معبرا عن ارتياحه للخطوة، ومعتبرا أن في ذلك تحسنا كبيرا، وكال الانتقادات للملك حينما تركها تسترسل.