الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبير استراتيجي يكشف مصير صواريخ "إس-400" التي اشترتها تركيا

الرئيس نيوز

أنقذ التفشي العالمي لوباء "كوفيد-19"، النظام التركي من الوصول إلى نقطة صدام حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يتعلق بعمل منظومة الدافع الجوية الروسية "إس 400"، فبعد أن كانت أنقرة تؤكد بدء تشغيل المنظومة الدفاعية خلال أبريل الجاري، أرجأت تلك الخطوة لأجل غير محدد؛ بسبب تفشي كورونا وانشغال الجيش في القيام بأعمال إنسانية.

وترفض الولايات المتحدة الأمريكية شراء تركيا لتلك المنظمة الدفاعية، وتقول إنها تمثل خطرًا على مقاتلات (إف 35)، في حين تؤكد أنقرة عكس ذلك وتحاول تصدير الطمأنينة لحلف شمال الأطلسي.

مسؤول تركي رفيع المستوى، قال إن خطط تركيا لتشغيل أنظمتها الدفاعية الصاروخية الجديدة روسية الصنع تأجلت؛ بسبب تفشي فيروس كورونا لكن أنقرة لا تعتزم التراجع عن قرارها بهذا الصدد، موضحًا أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر قبل تفعيل المنظومة الروسية، مشيرا إلى أنه لا يزال يتعين التغلب على بعض المشكلات الفنية.

فيما ثحدث أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال أيام ولم يتضح ما إذا كانت المهاتفة بينهما تطرقت إلى المنظومة الدفاعية (إس-400) من عدمه. أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، قالت لـ"رويترز" إن واشنطن لم تغير موقفها، وأنها تواصل الاعتراض بشدة على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية، وأنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا تواصل جهودها لتشغيلها.

تابعت أورتاجوس، "نواصل على أعلى المستويات التأكيد على أن صفقة إس-400 تخضع لمناقشات في ضوء قانون مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (كاتسا) وتظل عقبة كبيرة أمام العلاقات الثنائية وفي حلف شمال الأطلسي. نحن واثقون من أن الرئيس أردوغان ومسؤوليه الكبار يتفهمون موقفنا. 

لعب النار

الخبير الاستراتيجي، اللواء متقاعد حمدي بخيت، قال لـ"الرئيس نيوز" ما تقوم بها تركيا بخصوص منظومة (إس-400) عبث بالعلاقات الدولية، وأي نظام يبني استراتيجيته على ذلك النحو يفقد المصداقية والقبول في المجتمع الدولي، وتابع: "أردوغان حاول إرضاء روسيا بشراء المنظمة الدفاعية، وحاول في ذات الوقت ابتزاز الغرب بتلك المنظومة لحصد مكاسب وأهداف شخصية". 

لفت الخبير الاستراتيجي إلى أن ما يعزز فكرة أن أردوغان يجري مناورات سياسية لجني مكاسب شخصية؛ أن بلاده ليست بحاجة إلى المنظومة الدفاعية الروسية في الوقت الحالي، وأن الحنكة السياسية إن وجدت كانت تقتضي إرجاء شرائها على الأقل في الوقت الحالي، وتابع: "تركيا اشترت بالفعل المنظومة الدفاعية، ولا يهم متى ستبدأ في تشغيلها، المنتظر حاليًا التداعيات من وراء تشغيلها". موضحًا أنه على الجميع أن يدرك أن تلك المنظمة لا تؤثر من قريب أو بعيد على أمننا القومي المصري.

وبسؤال اللواء بخيت عن إمكانية أن تقوم تركيا ببيع منظمة (إس-400) إلى دولة أخرى، على غرار ما حدث بين روسيا وفرنسا، حينما اتفقوا على بيع حاملتي الطائرات من طراز ميسترال إلى مصر بسبب العقوبات "الأوروبية – الأمريكية" على روسيا، قال الخبير الاستراتيجي الأمر مختلف تمامًا؛ فالمسترال بيعت إلى مصر بعدما توصلت موسكو مع باريس إلى حل وسط يحفظ حقوق روسيا، وهو أنها خيرت فرنسا بيع حاملتي الطائرات إما إلى مصر وإما إلى الهند، واختارت باريس مصر، التي سددت بدورها كلفة الحاملتين إلى روسيا.