الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

نصف الكوب الممتلئ.. أزمة كورونا أبعدت العالم عن "كارثة مناخية"

الرئيس نيوز


أدى تفشي فيروس كورونا إلى أن تضطر البلدان حول العالم إلى الإغلاق الإلزامي لعديد كبير من المرافق حيث تفرض العديد من الحكومات قيودًا شديدة القسوة على الحياة اليومية لملايين الأشخاص.
وكان من الآثار الجانبية لهذه الإجراءات انخفاض كبير في مستوى انبعاثات الكربون العالمية.
وقال محللون في بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية: "هذه المرة قد تكون مختلفة لأننا وصلنا بالفعل إلى ذروة الكربون المرتبط بالطاقة".
من المرجح أن تؤدي أزمة فيروس كورونا إلى أكبر انخفاض على الإطلاق لانبعاثات الكربون العالمية المسجلة، وفقًا لبحث أجراه مركز Goldman Sachs، ما يسلط الضوء على إمكانية استرداد منحنى الكربون لمسار منخفض على المدى الطويل. وحتى الآن، تم تنفيذ تدابير "البقاء في المنزل" في 187 دولة أو إقليم في محاولة لإبطاء انتشار الوباء.
وكان من الآثار الجانبية لهذه التدابير، التي تختلف في تطبيقها في جميع أنحاء العالم بدرجات متفاوتة ولكنها تشمل على نطاق واسع إغلاق المدارس وحظر التجمعات العامة والإبعاد الاجتماعي، انخفاضًا كبيرًا في مستوى انبعاثات الكربون العالمية.
قال محللون في بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية إنهم يتوقعون انخفاض انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة (والتي تمثل ثلثي إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري) بنسبة 5.4٪ على الأقل هذا العام وحده.
مما لا شك فيه أن هذا يعادل تقريبًا خمسة أضعاف الأزمات السابقة، مع احتمال حدوث انخفاض "أكبر بكثير" اعتمادًا على طول مدة التوقف الجزئي في قطاعي النقل والنشاط الصناعي.
وقال محللون في "غولدمان ساكس"، نقلاً عن بيانات أظهرت تحسنًا في كثافة الكربون في العام بعد كل أزمة كبرى منذ السبعينيات، إن "الانبعاثات المتعلقة بالطاقة عادت دائمًا إلى التعافي بعد الأزمة". وأضافوا "هذه المرة يمكن أن تكون مختلفة لأننا وصلنا بالفعل إلى ذروة الكربون المرتبط بالطاقة".  
وقال بوب وارد، مدير معهد غرانثام للأبحاث حول تغير المناخ في كلية لندن للاقتصاد، لشبكة CNBC عبر الهاتف: "لقد أظهرت هذه الأزمة ضعفنا كعالم واحد أمام التهديدات العالمية". وتابع وارد قائلاً: "إن تغير المناخ يمثل تهديدًا عالميًا هائلًا سيظل موجودًا بعد تغلبنا على هذا الوباء وسنحتاج إلى العمل بجد لتجنب أن يصبح شيئًا يقوض الحياة وسبل العيش".
ولفت إلى أنه إذا اختارت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، التعافي من الآثار الاقتصادية السلبية لأزمة كورونا "بالاعتماد على الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، فإن انبعاثاتها سترتفع في العام المقبل وربما لعدة سنوات لاحقة".