السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مجاهد الزيات: كورونا سيغير خريطة تدخل القوى في الشرق الأوسط.. وتركيا أول الخاسرين (حوار)

الرئيس نيوز

أولويات دول المنطقة بعد "كورونا" سوف تتجه نحو تحقيق الأمن الاقتصادي والصحي

الفيروس أثر على الخريطة السياسية في لبنان والعراق والجزائر 

سينتهى دور "الجامعة العربية" وعدد من المنظمات الإقليمية

الدور الروسى قائم ولن يتأثر لتحقيق مكاسب اقتصادية لها ولثبات توازن القوة بالمنطقة

إيران لن تتخلى عن أدواتها فى المنطقة ولن يكون هناك حل لأزمة اليمن دونها


قال محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط  بالقاهرة، إن تداعيات أزمة انتشار فيروس "كورونا" من الممكن أن تغير من انخراط الدول الكبرى والإقليمية فى أزمات الشرق الأوسط.

وأضاف في حوار مع "الرئيس نيوز"، أن أولويات دول المنطقة بعد "كورونا" سوف تتجه نحو تحقيق الأمن القومى والاقتصادى والصحي.


كيف ستؤثر أزمة كورونا على تدخل القوى الكبرى في أزمات الشرق الأوسط؟

التداعيات لن تظهر في شهر أو اثنين وربما تنتظر لعام حتى تكتمل رؤيتها ولكن أخطر تلك التداعيات هي الاقتصادية، والتى ستؤثر بالطبع على الخريطة السياسية فى الشرق الأوسط، والدول الكبرى والإقليمية سوف تقوم بمراجعة حجم انخراطها في الشرق الأوسط ولن تتحمل فاتورة إضافية لدورها فى أزمات المنطقة.

ما هي أولويات دول المنطقة بعد الأزمة؟

دول المنطقة سوف تعيد هي الأخرى حساباتها وسوف تنشغل بقضياها الذاتية وربما  تتراجع الأدوار الجماعية وبما يكون هناك اتجاه إلى تحالفات محدودة وسوف تركز دول المنطقة على دعم أمنها القومى والاقتصادىي والصحي.

ما توقعك للتدخل الإقليمي والدولي فى الشأن الليبي؟

أتوقع أن أزمة كورونا سوف تؤدي إلى تراجع الدور التركي في ليبيا،  وربما يؤدي كذلك إلى  تقليص الدور الفرنسي والإيطالي فى الأزمة.

كيف سيؤثر كورونا على الدول التي شهدت حراكا سياسيا مؤخرا مثل الجزائر ولبنان؟

من المتوقع أن تؤثر الأزمة بتداعياتها المختلفة على دول المنطقة التي شهدت نوعا من الحراك السياسي في الفترة الماضية سواء العراق أو الجزائر أو لبنان،  فقد أدت المخاوف من انتشار الوباء إلى تحجيم المظاهرات والحراك السياسى بها، وقلصت من قدرة هذا الحراك على تغيير هيكل وتوازن القوة الحاكمة فى تلك الدول.

وهل يمكن أن تؤثر الأزمة على المنظمات الإقليمية والدولية؟

سوف نصل مع تسلل الأحداث إلى نهاية تقول إن التطورات التي تجرى فى المنطقة من المرجح أن تسفر عن تغيير فى دور المنظمات الاقليمية مثل "جامعة الدول العربية".

كما أن على  مستوى العلاقات الثنائية ومستوى المنظمات الجماعية سيكون هناك تغير بالطبع، ومن المؤكد أن تكون هناك تغييرات بمدى وطبيعة هذه العلاقات. 

هل ينحسر التدخل التركي فى القضايا الإقليمية بالشرق الأوسط ؟

الدور التركى بالشرق الأوسط سوف يتأثر سلبيا بتداعيات انتشار الوباء خاصة التبعيات الاقتصادية بالدرجة الأولى، وسيؤثر ذلك على حجم انخراطها فى ليبيا.

والدور التركى فى سوريا سوف يكون أكثر انضباطا فى تطبيق الاتفاق مع روسيا بخصوص محاصرة نفوذ الإرهابين فى إدلب والسماح بفتح طريق حلب -اللاذقية وحلب -دمشق وعدم تمدد الانتشار التركى بصورة أكبر خلال الفترة القادمة.

وبشأن الدور القطري الذى تلعبه فى المنطقة ؟

من المرجح أن يزاداد التحالف القطري - التركي، لأن الأزمة الاقتصادية التى اتضحت لتركيا لن يكون لها سند إلا قطر التى تحتاج إلى هذا التحالف وتدفع فى مقابله ما تحتاجه تركيا من دعم اقتصادى ومالي.

وأعتقد أن قطر لن تتأثر بالأزمة بالنظر إلى قدراتها الاقتصادية الكبيرة والتى تمثل أداتها الأساسية لانتشار والتأثير فى المنطقة، وسوف تسعى إلى تكثيف علاقاتها بتركيا، وإعادة انتشار للخروج من عزلتها.

وهناك ملامح حول سعي قطر لعلاقات متطورة مع الأردن، كذلك محاولة صياغة علاقات مع دول شمال إفريقيا خاصة (تونس والجزائر)،  إلا أن ذلك فى تقديري لن يغير من معادلة توازن القوة القائم فى المنطقة حتى الأن بالكامل سواء الاقليمية والدولية لن يتغير بسهولة.

فيما يتعلق بالوجود الروسى فى الشرق الأوسط؟

هناك ملامح أساسية للدور الروسى هو على محاور عدة الأول هو  تثبيت النفوذ القائم حاليا فى سوريا على كافة المستويات عسكرى واقتصادى، واعتبار سوريا نقطة الانطلاق الرئيسية داخل المنطقة، والاستفادة من ذلك الوجود كورقة للتعامل مع القوة المعنية بالمنطقة سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل لتحقيق مكاسب ذاتية مع الإبقاء على حد من التعامل والعلاقات الجيدة مع تركيا لموازنة الوجود أو التحالف التركى الأوروبي.

والمحور الثانى هو استمرار العلاقات الروسية الإيرانية، واستمرار الضغوط التى تتعرض لها إيران لتشكيل نوعا من التعاون والمحور فى مواجهة السياسة الأمريكية فى المنطقة.

والمحور الثالث تسعى روسيا للتواجد أو الانتشار فى المنطقة خاصة فى ليبيا لتثبيت مكاسب اقتصادية وكذلك فى منطقة شرق المتوسط انطلاقا من سوريا لتكون شريكًا فى لأي ترتيبات خاصة بالغاز الطبيعى ولمشاركة شركاتها سواء فى عمليات النققيب كذلك عمليات الإعمار فى سوريا وليبيا.

بالنسبة للدور الإيرانى فى المنطقة هل يمكن أن يتأثر بكورونا؟

إيران لها أذرع ممتدة فى لبنان واليمن والعراق ودمشق، هذه الأذرع تسعى من خلالها إيران لتثبيت نفوذها داخل تلك الدول والمحافظة عليها والتاثير على عملية صنع القرار فى هذه الدول رغم الضغوط الأمريكية القاسية عليها، لكن انتشارها داخل تلك الدول لا يزال فى حدوده الحالية.

وتعتبر على سبيل المثال أن دعم الحوثيين فى اليمن والذى ساهم فى عدم نجاح التحالف العربى فى إنهاء الأزمة هناك حتى الآن، يعنى أن إيران شريك في أى تسويات مقترحة بالنسبة للأزمة اليمنية.

وستبقى إيران حريصة على استمرار نفوذها لدى الحوثيين لمقاومة السعودية أو لتهديد الأمن ليس فقط فى الخليج ولكن البحر الأحمر، ومن الواضح أن النفوذ الإيرانى ما زال مؤثرا داخل النظام السياسى العراقى ولا تزال الفصائل الشيعية المرتبطة بها تهدد الوجود العسكرى الأمريكى الذى بدأ يعيد مناطق انتشاره ويخلى عدد من الوحدات الأساسية فى مواجهة ذلك.