الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كورونا أصابهم بحالة صدمة.. تصريحات رجال الأعمال في ميزان الطب النفسي

الرئيس نيوز

أثارت تصريحات عدد من رجال الأعمال بشأن ضرورة استمرار عجلة الإنتاج وعودة دورة العمل إلى طبيعتها أيًا كانت تداعيات انتشار فيروس كورونا، وإعلان آخرين الاتجاه إلى تخفيض عدد العمالة والرواتب، حفيظة قطاع عريض من المواطنين، إلى حد وصل لتدشين البعض حملات مقاطعة لمنتجات شركات بعضهم احتجاجًا على مواقفهم المتعنتة ضد العمال ورفضهم المساهمة بتبرعات لصالح تدعيم القطاع الصحي في مواجهة الوباء العالمي.

بدأت الأزمة قبل سبعة أيام وتحديدًا نهاية شهر مارس الماضى، حينما كشف رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس عن رفضه لاتجاه الدولة تخفيض أعداد العمالة وساعات العمل تزامنًا مع تطبيقها فرض حظر تجوال ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا، حيث قال في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي: "قربت أروح العباسية.. بحاول أنزل قدام البيت أقف في الهوا أسوق العربية لأول الشارع وارجع، أنا من أنصار عودة العمل فوراً بعد انتهاء فترة حظر التجوال لأن الاقتصاد لازم يشتغل خاصة أن نسبة الوفيات قليلة وهي تتركز في شريحة كبار السن ونسبة الشفاء أعلى".

كما ألمح ساويرس خلال حديثه، إلى إمكانية قيام القطاع الخاص لخفض الرواتب والاستغناء عن عمالة في حالة استمرار فرض حظر التجول وغلق معظم الأعمال، معربًا عن انتقاده لمن يطلبون منه التبرع دون البدء بأنفسهم، أعقب ذلك تصريحات أخرى بشأن تخفيض رواتب الموظفين للنصف بدلًا من تسريحهم لحل الأزمة.

وإزاء حالة الغضب التى سببتها التصريحات سالفة الذكر، سلك ساويرس مسارا أكثر رونة ليعلن تبرؤه مما نسب إليه من تصريحات بشأن تخفيض رواتب الموظفين، موضحًا أنه كان يتحدث عن المشروعات السياحية التي توقفت تمامًا وليس المشروعات الخاصه به، كما أعلنت مجموعته عن طرح تبرعات بقيمة 100 مليون جنيه لصالح القطاع الطبي.

وقبل 3 أيام دخل رجل الأعمال حسين صبور على خط الأزمة، على خلفية حديث بشأن أهمية عودة الناس للشغل فورًا أيًا كانت أعداد ضحايا الفيروس، رافضا التبرع لأي أعمال تخص مواجهة المرض، وقال صبور: "رجعوا الناس للشغل فورًا.. لما شوية يموتوا أحسن ما البلد تفلس.. ولو المستشفيات مش هتستوعب.. ما نتعالجش، ومش هتبرع.. فلوسي لموظفيني.. أنا مش مسؤول عن دخل الشعب".

وإزاء تلك التصريحات المثيرة للجدل والصادمة للكثيرين، وجد علماء الاجتماع والنفس تفسيرًا لتتابع تلك النوعية من التصريحات فى خضم تداعيات انتشار وباء كورونا، والتى اعتبرتها الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ترجمة سريعة لحالة الصدمة التى يعيشها قطاع عريض من المواطنين لاسيما أصحاب الأعمال ممن توقفت مشروعاتهم بشكل مفاجئ وسط تطورات متسارعة لأزمة كورونا.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات خاصة، أن تعرض الشخص لصدمة شدية قد تدفعه لإطلاق كلمات وعبارات بشكل أسرع من قدرته على وزن الأمور أحيانًا أو موائمتها بشكل دبلوماسي لا يجرح مشاعر جموع المواطنين، خاصة فى ظل أوضاع غامضة غير واضحة المعالم ليس محدد مداها الزمنى أو أبعاد تداعياتها بشكل مباشر.

كما شددت على المرحلة الراهنة تتطلب أن تضطع المؤسسات الدينية الأزهر والكنيسة بدورها التنموى فى توعية المواطنين البسطاء وخلق حالة من الوعى المحتمعى، لإعادة القيم الإيجابية التى تحض على حماية النفس والمجتمع والنظافة والتكافل الإجتماعى وترجمة تلك القيم على أرض الواقع خاصة فى تلك الفترة الصعبة التى يأن منها العالم أجمع.

ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة منصور استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن المجتمع المصرى إلى حد كبير، وليس من طبيعته الصراعات الطبقية، مؤكدة أن ما حدث من تناقل تصريحات أغضبت البعض لا تعدو كونها ذلة لسان انتبه بعضهم لتداعياتها وتراجع عدد منهم عنها.

وأكدت منصور، فى تصريحات خاصة، أهمية قيام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بدورها فى الحد من حالة الاحتقان المجتمعى والتركيز على النماذج الإيجابية لرجال الأعمال الوطنين، لتخطى تلك الفترة العصيبة من عمر الوطن وعدم استنزاف الجهود وتشتيتها فى إحداث تراشقات كلامية لن تجدى.