الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أوقات عصيبة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط مع تصاعد حرب الأسعار

الرئيس نيوز

من المتوقع أن تشهد أسعار النفط انهيارًا لعدة سنوات، وهذا ما بدأ منذ مارس الماضي، لتبدأ معاناة ميزانيات الدول الشرق أوسطية المعتمدة على النفط اعتباراً من أبريل الجاري، حيث دخلت الخصومات الحادة حول أسعار النفط والتي فرضت من قبل كبار الموردين بقيادة السعودية حيز التنفيذ هذا الشهر.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2002 الشهر الماضي، لكن الأسعار التي حققها منتجو الشرق الأوسط في مارس كانت الأدنى منذ عام 2016 فقط، ويرجع ذلك جزئيًا إلى متوسط آلية التسعير طوال الشهر التي يستخدمها معظم موردي النفط في المنطقة وحددت أسعار العقد قبل "حرب أسعار" شاملة بدأت في أوائل مارس.

ووردت السعودية حصة إنتاجها عن شهر مارس من الخام الخفيف للعملاء الآسيويين بسعر 37.17 دولار للبرميل، بانخفاض 36٪ عن فبراير، لكن حصة إنتاج أبريل يمكن أن تكون نذيرًا بالأخبار السيئة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط، إلى جانب التقلص الحاد في الطلب العالمي الناجم عن جائحة فيروس كورونا وتراجع النفط الخام، أصبحت التخفيضات الحادة في الأسعار التي أعلن عنها منتجو الشرق الأوسط سارية في 1 أبريل.

يتم الآن توريد حصة إنتاج أبريل من الخام العربي السعودي الخفيف للمشترين الآسيويين بخصم قدره 3.10 دولار للبرميل، وهو ما يمثل انخفاضاً قدره 6 دولارات للبرميل في الفروق مقارنة بشهر مارس.  

تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع مع بدء الجولة القادمة من إعلان أسعار النفط، خاصة مع دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنتجين الرئيسيين نحو اتفاق خفض الإمدادات لدعم الأسعار. ويقول المراقبون إن خفض الإنتاج قد يكون فعالًا بصورة جزئية. 

بالفعل، يتم تخزين الكثير من البراميل الزائدة في جميع أنحاء العالم، حيث يتأثر النقل البري والجوي بشدة بسبب حظر السفر والتباعد الاجتماعي. إن الفعالية المحدودة لخفض الإنتاج تدفع البعض الآن إلى التساؤل عما إذا كان المنتجون في الشرق الأوسط يمكن أن يتخذوا نهجًا متخلفًا لدعم الأسعار. 

قد يأتي هذا في شكل زيادة مفاجئة أو على الأرجح تخفيض أقل من المتوقع من قبل منتجي الشرق الأوسط، والذي من المحتمل أن يعود في النهاية إلى تخفيضات الإنتاج إذا لم يرتد الطلب مرة أخرى حيث بدأت خيارات التخزين في التقلص . 

ومع ذلك، فإن حرب الأسعار، إلى جانب انهيار الطلب الناجم عن جائحة فيروس كورونا قد دفعت معايير التصنيف لبلدان الشرق الأوسط إلى أدنى مستوى على الإطلاق، حيث بدأت سلسلة من الأحداث التي يعتقد أنها لا تترك خيارًا أمام المنتجين سوى خفض الأسعار بدرجة أكبر.

في الوقت الحالي، تتوقع السوق على نطاق واسع أن تقوم المملكة العربية السعودية بتخفيض فروق OSP الخاصة بها لآسيا بمقدار 2 إلى 3 دولارات للبرميل في مايو، حسبما أفادت مجموعة S&P Global Platts لمعلومات الطاقة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأظهرت نتائج دراسة مسحية حديثة توقعات بأن يتم تخفيض النفط السعودي في نطاق يتراوح بين 1.50 و4 دولارات للبرميل في آسيا. يعكس النطاق الواسع للتقديرات الدرجة العالية من عدم اليقين الذي يخيم على سوق النفط في الوقت الراهن. خاصة بعد التخفيضات المفاجئة العميقة منذ الشهر الماضي.