الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القصة الكاملة.. كيف استولت تركيا على شحنة أجهزة التنفس الاصطناعي الإسبانية؟

الرئيس نيوز

بينما يسعى المجتمع الدولي إلى دعم الدول الأكثر تضررًا من تفشي فيروس "كوفيد-19" المعروف بـ"كورونا المستجد"، فاجأ النظام التركي الجميع بتصرف منافي للأعراف كافة؛ إذ استولى على مئات من أجهزة التنفس الاصطناعي والمعدات الصحية التي كانت في طريقها إلى إسبانيا، التي ضربها الفيروس فاحتلت المركز الثانى عالميا فى عدد الإصابات متخطية بذلك إيطاليا التى أصبحت فى المركز الثالث.

وسجلت إسبانيا، حتى أمس السبت 124,736 حالة إصابة بفيروس كورونا، لتأتى بعد الولايات المتحدة التى سجلت حتى الآن أكثر من 277 ألف حالة مصابة بالفيروس.
ومنذ أمس، تشن وسائل إعلام إسبانية هجومًا حادًا على تركيا؛ متهمة إياها بالإستيلاء على عشرات أجهزة تنفس اشترتها مقاطعات إسبانية؛ في إطار مكافحتها فيروس كورونا الذي يضرب البلاد، وقالت وسائل إعلام إسبانية إن مدريد قررت تقديم شكوى دبلوماسية ضد أنقرة، التي رفضت الاتهامات ووصفتها بـ"القبيحة".

القصة كاملة
حاولت وزارة الخارجية الإسبانية، توضيح ما حدث، عبر تعميم بيان إعلامي، تتهم فيه أنقرة باحتجاز شحنةً من أجهزة التنفّس والأدوات الطبية، التي كان من المقرر أن تستخدمها في معالجة مرضاها.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، إن "تركيا فرضت قيوداً على تصدير الأجهزة الطبية، بدافع الحاجة إلى الإمدادات الطبية". 
صحيفة "إل موندو" الإسبانية، ذكرت أن هناك برتوكول تعاون بين تركيا وإسبانيا، يقضي بالتعاون في صناعة أجهزة التنفّس في تركيا نيابة عن شركة إسبانية، قامت بشراء مكوّنات تلك الأجهزة من الصين، على أن تحصل تركيا على مقابل لهذا التصنيع، إلا أن الاخيرة رفضت تنفيذ العقد وقامت بمصادرة أجهزة التنفس التي تم تصنيعها أخيرًا وتصل لنحو 150 جهازًا؛ بحجة أنها الأولى بها في إطار مواجهة أزمة كورونا.
أما صحيفة "إل باييس" المحلية، أشارت إلى أن مناطق كاستيا لا مانشا، ونافار، وكاتالونيا، كانت بالفعل قد سددت ثمن هذه الأجهزة، هي وموادا صحية أخرى، إلا أن تركيا صادرتها جميعًا، معتبرة أن ما تم مخالف للأعراف وللقانون المنظم للعمليات التجارية وبروتوكولات التعاون.
لفتت الصحيفة، إلى أنه بعد ان تم شحن الأجهزة والمواد الطبية، قامت الجمارك التركية، باحتجاز الشحنة قبيل إقلاع الطائرة، وأوردت الصحيفة تصريحات رئيس منطقة كاستيا لا مانشا، إميليانو غارسيا بايج، قال فيها إن تركيا "قرّرت بشكل أحادي مصادرة" 150 جهاز تنفّس دفعت إسبانيا نحو ثلاثة مليون يورو ثمنها. وأضاف أن على السلطات إصدار شكوى دبلوماسية في إزاء هذه المسألة، التي قال إنها "ترقى إلى الإجرام".

إنكار تركي 
بعد الهجوم الإعلامي الإسباني على تركيا، خرج وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ليصف الاتهامات بـ"القبيحة"، وقال إن أجهزة التنفس المذكورة ستذهب إلى إسبانيا بعد استيفاء بعض الشروط، التي لم يكشف عن طبيعتها.
وفي محاولة لتحسين وجه النظام، زعم تشاويش أن بلاده أرسلت مساعدات بمستلزمات طبية إلى كل من إسبانيا وإيطاليا، إلا أنها لم ترسل أجهزة تنفس. لذلك بدأت وسائل الإعلام في بعض المناطق الإسبانية، حملة تشويه ضد تركيا، وعلى الحكومة الإسبانية تصحيح ذلك".
واعترف تشاويش، بعدم إرسال أجهزة التنفس إلى إسبانيا، بالقول إن 94 دولة طلبت من تركيا مستلزمات طبية، إلا أن تلبية كل هذه الطلبات غير ممكنة، لافتا إلى أن المعيار في إرسال المستلزمات الطبية إلى الخارج، هو ضمان تلبية الاحتياجات المحلية أولا، مبينا أن تصدير أجهزة التنفس مرتبط بإذن من وزارة الصحة التركية.
زعمت وكالة "الأناضول"، أن إدارة منطقتي كاستيا وليون، ونبرة، ذاتيتي الحكم في إسبانيا، اشترتا 150 جهاز تنفس في الأسابيع السابقة من شركة تركية مقابل 3 ملايين يورو، وبسبب القيود التي فرضتها تركيا جراء وباء كورونا، وأن الداخل مقدم على تصدير الأدوات الطبية إلى الخارج، تم تأخر تسليم تلك الأجهزة إلى إسبانيا.
تجدر الإشارة هنا إلى أن تركيا تحاول التنصل من إلتزاماتها، القانونية التي وقعت عليها في اتفاق التعاون في تصنيع أجهزة التنفس، مع مقاطعات إسبانية، إذ أنه بموجب العقود بين الطرفين، تلتزم المقاطعات بشراء قطع غيار تلك الأجهزة من الصين، على أن تلتزم تركيا بتجميعها في مصانع لديها تمتلك تلك التكنولوجيا، إلا أن أنقرة اخلت بتلك الاتفاقات.