الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تلاسن بين السعودية وروسيا يعرقل اتفاقًا لخفض إنتاج النفط

الرئيس نيوز

 
عكست حرب التصريحات بين السعودية وروسيا بشأن حجم إنتاج النفط من جهة، وحقيقة خروج أي منهما من اتفاق "أوبك"، مدى تعقد الأزمة، وعدم وجود أي مؤشرات تعكس قرب التوصل إلى اتفاق فيما بينهما، فيما بدأت الولايات المتحدة تتحدث هي الأخرى عن مدى تأثرها بالأزمة.
وتراجع الطلب على النفط بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة بسبب تفشي فيروس كورونا وحرب أسعار بين السعودية وروسيا. وأدى هبوط الطلب بالإضافة إلى زيادة المعروض الناجم عن حرب الأسعار إلى هبوط سعر برميل النفط إذ وصل إلى نحو 17 دولارًا للبرميل.
تعود بداية القصة، حينما طلبت السعودية من روسيا تخفيض إنتاج النفط، لتحريك الأسعار، إلا أن موسكو رفضت، وةاعتبرت أن الطلب يصب بشكل مباشر في صالح النفط الصخري الذي تصدره أمريكا، فقامت الرياض بزيادة الإنتاج ما أدى إلى هبوط أكثر في أسعار النفط. 
وبحسب تسريبات من منظمة أوبك، ذكرتها مصادر مطلعة، وأوردتها وكالة "رويترز" أن البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وعلى رأسها روسيا، تشترط خفض الولايات المتحدة إنتاجها هي الأخرى، من أجل أن تتخذ هي الأخرى خطوة خفض المنظمة إنتاجها.
كانت روسيا ودول أخرى خفضت إنتاجها ثلاث سنوات، في حين ارتفع الإمدادات الأمريكية لمستوى قياسي مما ساعدها على كسب حصة سوقية من مبيعات النفط.

ضرر أمريكي
بدا أيضًا أن الولايات المتحدة بدأت تشكو هي الأخرى من هبوط أسعار النفط، إذ هبطت التعاقدات الآجلة للنفط الأمريكي 54 في المئة، وهو الأمر الذي دفع الرئيس دونالد ترامب، إلى طلب من وزيري الطاقة والخزانة إيجاد سبل تحسين السيولة لقطاع النفط بشكل فوري، ما قد يتضمن ذلك تخفيف المعايير المصرفية لتوفير ائتمانات أكبر لشركات النفط.
كما اجتمع ترامب مع رؤساء شركات النفط الأمريكية الكبرى في البيت الأبيض، أمس الجمعة؛ لمناقشة هبوط تاريخي في أسعار الخام يهدد أنشطتهم، ناتج عن تفشي فيروس كورونا وحرب أسعار بين السعودية وروسيا.
وقبيل بدء المحادثات، قال ترامب للصحفيين وقد أحاط به وزراء ومشرعين من ولايات نفطية ورؤساء شركة نفطية كبرى مثل اكسون موبيل وشيفرون وكونتيننتال ريسورسز ”سنجتاز هذا المأزق وسنستعيد نشاط قطاعنا للطاقة“.
بحسب "رويترز"، فإن الإدارة الامريكية قد تعرض سبلا لمساعدة صناعة النفط على تجاوز الأزمة، بما في ذلك فرض رسوم استيراد على النفط الخام الأجنبي أو تيسير القواعد التنظيمية لتصدير الشحنات.

نفي أمريكي
ومنذ أمس الاول الخميس، وتنتشر أخبار بأن ترامب بدأ في دفع موسكو والرياض إلى انهاء حرب أسعار فيما بينهما وخفض الانتاج لدعم الأسعار، وهو الأمل الرئيسي لصناعة النفط الأمريكية التي دعمت حملته الرئاسية، إلا أن وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت أبلغ المسؤولين التنفيذيين بصناعة النفط خلال اتصال، أمس الجمعة إن البيت الأبيض لا يتفاوض مع السعودية أو روسيا بشأن اتفاق لخفض إنتاج النفط، وانه يأمل في أن يتوصل الطرفين إلى اتفاق فيما بينهما.
أوضح برويليت أن البيت الأبيض يشجع روسيا والسعودية على التوصل لاتفاق قائلا إن ترامب متفائل بإمكان التوصل لاتفاق خلال بضعة أيام.
وخلال يوم الخميس، قال الرئيس الأمريكي إن السعودية وروسيا وافقتا على خفض لم يسبق له مثيل لانتاج النفط يتراوح من 10 ملايين إلى 15 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 10 بالمئة إلى 15 بالمئة من الإمدادات العالمية، بعد أن ناقش المسألة مع زعيمي البلدين.
وقال ترامب أيضًا قبيل بدء اجتماع عقده أمس الجمعة مع مسؤولين إنتاج النفط: "أعتقد أن الرئيس بوتين وولي العهد (السعودي) يريدان بشدة أن يحدث شيء ما.. بالتأكيد فإن ما يحدث فظيع. ولهذا فإنهما يريدان أن يريا شيئا ما يحدث“.
ولم يؤكد البلدان الخطة لكنهما قالا إنهما مستعدان لمناقشة سبل لتحقيق استقرار السوق مع منتجين نفطيين عالميين كبار آخرين.

حرب تصريحات
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قوله في ساعة مبكرة من صباح السبت إن التصريح المنسوب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انسحاب المملكة من صفقة (أوبك)،"عار من الصحة جملة وتفصيلا ولا يمت للحقيقة بصلة وإن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح بل أن روسيا هي من خرجت من الاتفاق".
نقلت الوكالة عن الأمير فيصل قوله إن ”موقف المملكة من إنتاج البترول الصخري معروف وأنه جزء مهم من مصادر الطاقة“. فيما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة نفيه يوم السبت ما ورد في تصريح لوزير الطاقة الروسي يوم الجمعة وجاء فيه رفض المملكة العربية السعودية تمديد اتفاق (أوبك) وانسحابها منه.
أكد الأمير عبد العزيز سياسة السعودية البترولية التي تقضي بالعمل على توازن الأسواق واستقرارها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وقال الأمير عبد العزيز في بيان إن ”وزير الطاقة الروسي هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتباراً من الأول من إبريل، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات“. 
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد أن انسحاب السعودية من اتفاق "أوبك" يمثل أحد أسباب هبوط أسعار النفط، داعيا إلى خفض الإنتاج النفطي إلى مستوى 10 ملايين برميل يوميا.  
وقال بوتين، خلال اجتماع عقده اليوم الجمعة مع بعض أعضاء الحكومة ورؤساء الشركات الكبرى، إن "الأوضاع في أسواق الطاقة العالمية لا تزال صعبة، وأثر وباء فيروس كورونا على كل الاقتصاد العالمي تقريبا، مما يؤدي إلى هبوط حاد وتراجع للطلب من قبل المستهلكين الأساسيين لموارد الطاقة".