السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

وصل 16.87 دولارًا.. بوتين يقر بتأثر روسيا بتراجع أسعار النفط ويكشف عن سيناريوهاته

الرئيس نيوز

لا يزال برميل خام النفط، يسجل هبوطًا حادًا؛ إذ سجل 16.87 دولارًا، في ظل الخلافات الدائرة بين روسيا من جهة، وأمريكا والسعودية، من جهة أخرى، حول خفض الانتاج؛ لرفع الأسعار، فضلًا عن التطورات العالمية الأخيرة المتعلقة بوقف حركة الطيران عالميًا في إطار كبح انتشار فسروس (كوفيد-19) المعروف بـ"كورونا)، وهو ما ساهم في مزيد من خفض الأسعار. 
بداية تهاوي أسعار خام النفط، جاءت حينما رفضت روسيا عرضًا من (أوبك) تقدمت به السعودية، لخفض الإنتاج لرفع سعر برميل النفط، وبررت موسكو موقفها وقتذاك بأن القرار يصب في مصلحة النفط الصخري الأمريكي، فما كان من الرياض إلا أن قررت زيادة الإنتاج، ما ضاعف من تهاوي سعر برميل النفط.

بلا معنى
كان المتحدث الرسمي باسم "روس نفط"، كبرى شركات النفط الروسية الحكومية، ميخائيل ليونتيف، قال خلال وقت سابق، إن صفقة "أوبك" بلا معنى لروسيا، إذ أنها تساهم في تراجع حصة روسيا في أسواق النفط لصالح النفط الصخري الأمريكي. وتابع قائلًا: "الصفقة كانت تهيئ الظروف المناسبة لتموضع النفط الأمريكي في الأسواق".
أما وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال خلال لقاء متلفز له، نشر تفاصيله موقع "روسيا اليوم"، "نعتزم رفع إنتاجنا على المدى القصير بواقع 200-300 ألف برميل يوميا، ومن الممكن أن يصل حجم الزيادة مستقبلا إلى 500 ألف برميل يوميا".
تابع نوفاك: "قادرون على المنافسة رغم انخفاض أسعار النفط والتقلب الذي تشهده أسواق الطاقة اليوم. إن كلفة إنتاجنا لبرميل النفط في روسيا تعد واحدة من الأقل في العالم".
إن التحدي السعودي لروسيا في مجال النفط ليس الأول من نوعه، بل يعد الثاني فالمرة الأُولى كانت العام 2014، وكانت بإيعازٍ من أمريكا، عندما قرّرت المملكة زيادة إنتاجها لتخفيض الأسعار لإلحاق أضرار بالاقتصادين الروسيّ والإيرانيّ، فهبطت الأسعار من 120 دولارًا للبرميل إلى 30 دولارًا.
بحسب تقارير متخصصة، منذ هذه الهزة الكبيرة في أسعار النفط، لم تقم لها قائمة من حينها، وخَسِرت دول الخليج مِئات المِليارات نتيجة تراجع عوائِدها النفطيّة.
ويتخوف مراقبون من أن يأتي القرار السعودي بردات فعل عكسية، مِثلما حدث العام 2014؛ ويبرر المراقبون تخوفهم بالقول: "أنّ الاستِهلاك العالميّ من النّفط يتراجع هذه الأيّام بنسبٍ عاليةٍ من جرّاء توقّف شِبه كامِل لقِطاع الطّيران الذي خَسِر حواليّ 120 مِليار دولار في الأيّام القليلة الماضية بسبب انخِفاض عدد المُسافرين خوفًا من كورونا".

اعتراف روسي
مع استمرار هبوط أسعار النفط، وبينما كانت روسيا تصدر بيانات تعكس أنها تقف على أرض صلبة، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس بأن روسيا تبحث الوضع في سوق النفط مع الشركاء في أوبك والولايات المتحدة، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل لإرسائها.
قال بوتين خلال اجتماع مع الحكومة الروسية، إن "هبوط أسعار صادراتنا الأساسية كبير وجدي. نحن نبحث ذلك هنا في البلاد وعلى المستوى الدولي مع شركائنا في أوبك، كما بحثت هذا الأمر مؤخرا مع رئيس الولايات المتحدة".
أشار بوتين إلى أن انخفاض أسعار النفط يقلق الأمريكيين أيضا لأن الجدوى الاقتصادية لإنتاج نفطهم الصخري تقدر بحوالي 40 دولارا للبرميل، ولذلك فإن هذا الأمر "اختبار صعب للاقتصاد الأمريكي أيضا". مؤكدًا ضرورة إيجاد حل لجعل الوضع في السوق أكثر مرونة.
تابع: "إن الوضع الراهن يقلق الجميع، ويجب أن يقلق المستهلكين أيضا، لأنه إذا كان هناك نقص في التمويل لهذا القطاع، وتم وقف العمل في الحقول الجديدة، فإن قفزة الأسعار سيكون لا مفر منها لاحقا، وهذا الأمر لا يريده أحد".

دعوة أمريكية 
إلى ذلك، لاقت الدعوة الأمريكية للدول الأعضاء في أوبك؛ لبحث سبل وقف انخفاض أسعار النفط، قبولًا في الخليج؛ إذ نقلت صحيفة الوطن العمانية عن وزير النفط، محمد بن حمد الرمحي قوله اليوم الخميس، إن بلاده ترحب بهذه الدعوة.
قال الوزير "الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس الأول للدول الرئيسية في منظمة أوبك بالعودة إلى المفاوضات قد تفتح بارقة أمل في أن تشهد الفترة القادمة حلولا عملية لموضوع ضبط تراجع الأسعار".
 وعمان ليست عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لكنها شاركت في جهود من جانب المنظمة ومُصدرين آخرين للخام لكبح إمدادات النفط العالمية.