إفريقيا في موقف عصيب.. كورونا يهدد بأزمة غذاء عالمية
أكد خبراء أن العالم سيتعرض لأزمة اقتصادية عنيفة فى ظل كافة المؤشرات الحالية، ومع انتشار معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خاصة فيما يتعلق بتصدير واستيراد المحاصيل الزراعية، مع اتجاه العالم إلى نظام رأسمالي وطنى وأن تقوم كل دولة بإغلاق الباب عليها، مطالبين بضرورة بلورة الحلول والنظرة الاقتصادية فى ظل انخفاض معدلات التصدير وانخفاض أسعار البترول، لافتين إلى أن المؤشرات توضح استمرار الأزمة 11 شهرا، ومن ثم يجب على العالم تغيير جلده والبحث عن حلول للمخاوف الحالية.
وقال وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن العالم سيعيش في أزمة لمدة ثلاثة عشرة شهرا بدأت في 19 فبراير الماضي، ما سيكون له تداعيات من إفلاس لبعض الدول وإغلاق العديد من الشركات العالمية الكبيرة، بالإضافة إلى التبعات الاقتصادية الكبيرة والمؤثرة، خاصة مع أزمة فيروس كورونا المستجد، ومع قيام كل دولة بغلق الباب على نفسها واتخاذ ما يلزم من إجراءات، مشيراً إلى ضرورة التساؤل عن كيفية التعامل معها لأنها كرة ثلج تكبر يوميا.
وأكد الخبير الاقتصادي فى تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، ضرورة وضع خطة لمواجهة الآثار المترتبة على انخفاض معدلات التصدير والإنتاج الزراعى، ولا يجب التفاؤل بما هو قادم فالمهم وضع إجراءات وليس مجرد كلام وتصريحات، خاصة أن الأزمة ستطول لفترة كبيرة، ويجب على الجميع وعلى مصر الاستيقاظ والتركيز على التصنيع الزراعي وتقديم التسهيلات اللازمة للمزارعين والتوسع فى الصوب الزراعية لأن المرحلة المقبلة تشهد إنخفاض فى تصدير المنتجات الزراعية المختلفة للدول الغربية.
وأشار إلى أن هناك آثار أخرى على الدول الغربية نفسها من مسألة استيراد وتصدير السلع والمحاصيل الزراعية، حيث إن الأزمة الحالية تؤدي إلى وقف تصدير القمح من أوكرانيا إلى مصر وروسيا أيضا لتوفيره للسوق المحلي هناك، وسنجد أنه يتم استهلاك الأرز بديلا للقمح، مشيراً إلى وجود فرصة مصرية من خلال الاهتمام بالإنتاج الزراعي والحيواني إلى فتح أسواق للتصدير.
من جهته قال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الأزمة الحالية لها تأثير كبير فيما يختص بتوفير الغذاء والمنتجات الزراعية فى الدول الغربية والصناعية، بجانب تأثيرها على الدول الأفريقية ومنها مصر فيما يتعلق بانخفاض معدلات التصدير لها، لأن مصر كانت تقوم بتصدير الموالح والبرتقال ومنتجات أخرى للصين وإسبانيا وغيرها ولكن بعد أزمة كورونا تم تخفيض الموارد المالية الموجهة لذلك، بجانب الانخفاض في معدلات التصدير للاتحاد الأوروبي وانخفاض الكميات الموردة له من الدول الافريقية.
وأوضح صيام فى تصريحات خاصة لـ "الرئيس نيوز"، أن الدول الأفريقية تنتج العديد من المحاصيل الغذائية وتصدرها إلى الدول الصناعية الكبرى، لكن كورونا أثرت على معدل الصادرات والتي تتوقف على الناتج المحلى، والذى شهد انخفاضا كبيرا حاليا، لذلك تستورد الدول الصناعية وخلال الفترة المقبلة نصف الكميات التى كان يتم استيرادها من الدول الإفريقية قبل الأزمة.
وأوضح صيام، أن قيمة الصادرات للاتحاد الأوربى من الدول الأفريقية تصل إلى 2،5 مليار دولار، ومنها محاصيل مثل البطاطس والخضروات وغيرها، لكن فى ظل وجود أزمة فيروس كورونا فالموقف صعب والتأثيرات كبيرة ومتبادلة بين الدول الصناعية وأفريقيا، ولذا إفريقيا تواجه موقف صعب جدا الآن مثل الدول الصناعية والغربية.
