السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يجوز تعطيل فريضة الحج لهذا العام بسبب كورونا؟.. أزهريون يجيبون

الرئيس نيوز

أثارت تصريحات وزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر، التي أوردها التلفزيون السعودي، مساء أمس الثلاثاء، بشأن التريث قبل وضع خطط لأداء فريضة الحج هذا العام إلى أن تتضح الرؤية أكثر بخصوص جائحة فيروس كورونا المستجد، جملة من المخاوف لإمكانية تعطيل فريضة الحج هذا العام.
وعلقت العديد من دول العام الإسلامي، بما فيها مصر الجُمع والجماعات، وأُغلقت المساجد في محاولة لكبح جماح فيروس كورونا، كما اتخذت إجراءات تتعلق بفرض التجوال الجزئي؛ للحد من حركة المواطنين.
قال الوزير السعودي: "طلبنا من الإخوة المسلمين في جميع دول العالم التريث في عمل أي عقود حتى تتضح الرؤية". 
ويؤدي نحو 2.5 مليون مسلم فريضة الحج سنويا، ويحل موعد الحج هذا العام في أواخر شهر يوليو المقبل، لكن تفشي فيروس كورونا أثار تساؤلات حول ما إذا كان يمكن أو ينبغي إقامته نظرا لخطر انتشار المرض بشكل أكبر في التجمعات الكبيرة.
وتعلق السعودية أداء العمرة حتى إشعار آخر، كما أوقفت جميع رحلات الطيران الدولية للركاب إلى أجل غير مسمى. وقبل أيام منعت الدخول والخروج إلى عدة مدن منها مكة والمدينة.
وبحسب التقارير الإحصائية، لم يسبق أن جرى إلغاء الحج في العصر الحديث، لكن جرى من قبل منع قدوم زوار من مناطق عالية الخطورة، بما في ذلك في السنوات الأخيرة أثناء تفشي فيروس إيبولا.

زوال الكعبة
الوكيل السابق لدار الإفتاء المصرية، عبد الحميد الأطرش، قال لـ"الرئيس نيوز": "المقصد الأول في الشريعة الإسلامية هو المحافظة على النفس، وعدم إهلاكها، لذا نظر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة ذات مرة وقال (لزال الكعبة أهون عند الله من إراقة دم حرام). وعليه إذا ما استمرت جائحة كورونا يجوز لأولى الأمر منع الحج لهذا العام".
وقال الأطرش، "ورد في صحيح مسلم عن محمد بن سيرين، أن النبي قال: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)، وأيضًا: (لا يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه )، وعليه إن الإسلام دين يسر ورخص، وإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وأيضًا (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، لذلك من الجائز شرعًا تعطيل الحج هذا العام حفاظًا على النفس، إذا ما قال المتخصصون أن جائحة كورونا لا تزال تمثل خطرًا على النفس". 

لكل مقام مقال
أستاذة العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، آمنة نصير، قالت لـ"الرئيس نيوز": "وارد تعطيل الحج لهذا العام إذا ما استمر خطر فيروس كورونا في تهديد حياة الناس، ولهذا أسانيد وحجج شرعية كثيرة وقوية، لكن علينا ألا نستبق الأمور، لعل الله يكشف عنا هذا الوباء". 
وتابعت نصير: "الوحيدون الذين يقررون ذلك هم الأطباء والعلماء، والذي ينفذ التوصيات هو ولي الأمر، فلا ضرر ولا ضرار".

حكم الصيام
ومع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول حكم الصيام في رمضان لو استمرت جائحة كورونا حتى الشهر الكريم، وأجاب عنه الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
قال شلبي: "الصيام أمر واضح فهو واجب على الإنسان البالغ العاقل إلا في حال وجود عذر شرعي، فمثلًا المرأة الحائض، أو المريض الذي لا يستطيع أن يصم فيجوز له الإفطار، فإن استطاع أن يقضي بعد رمضان قضى، وإن دام مرضه بأن كان مرضه مزمنًا وجب عليه أن يخرج الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم".
أضاف شلبي: "بالتالي إذا كان هناك عذر شرعي أو أن الطبيب قال لك لا يجب عليك الصوم فلا صيام عليك ولتقضيه بعد ذلك أو تخرج الفدية إذا كان مرضًا مزمنًا".
اختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "أما في مسألة فيروس كورونا فحتى الآن لم تصدر الدار شيئًا في ذلك وإذا جد جديد في هذا الأمر ستخرج دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف بيانات بذلك في وقتها".
وهناك جملة من الشروط التي يجب توافرها في الإنسان حتى يصبح الصوم وجبًا عليه:
1 - الإسلام، وهو شرط عام للخطاب بفروع الشريعة.
2 - البلوغ، ولا تكليف إلا به؛ لأن الغرض من التكليف هو الامتثال، وذلك بالإدراك والقدرة على الفعل، والصبا والطفولة عجز، ونص الفقهاء على أنه يؤمر به الصبي لسبعٍ - كالصلاة - إن أطاقه.
3 - العقل؛ إذ لا فائدة من توجه الخطاب دونه، فلا يجب الصوم على مجنون إلا إذا أثم بزوال عقله، في شراب أو غيره، ويلزمه قضاؤه بعد الإفاقة.
4 - القدرة على الصوم، وتتحقق القدرة على الصوم بما يلي:
- الصِّحَّة، فلا يجب صوم رمضان على المريض ومَنْ في معناه مِمَّن تلحقه مَشَقَّة فوق استطاعته.
- الإقامة، فلا يجب الصوم على الْمُسَافر.
- عدم المانع شرعًا، فلا يجب الصوم على الحائض والنُّفَساء.
يقول الأئمة الأربعة أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، وأنه واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، طاهر من حيض أو نفاس، مقيم، قادر على الصوم.